بسم الله الرحمن الرحيم
أردن سوبر ستار، سوبر ستار العرب/قناة المستقبل
سوبر ستار العرب قضيتنا التي وحدتنا الآن، متجاهلين جميع أزماتنا، متجاهلين القدس وما تعاني، متناسين العراق وما تمر به دجلة من إعصار.
هذا الإعصار الذي أحرق فينا النخوة والغيرة والإحساس
ما أبشعنا، ما أحقرنا
ما أتفه أتفهنا
سوق نخاستنا يتعرى فينا
يتمشى فوق خواصرنا ويمحي حاضرنا ومستقبلنا
آه ما أنجسنا، تلك العبثية فينا
أطاحت أعظم أسفلنا، هذا إن كان عظيماً أصلاً.
نعم فما يقال عنا بأننا أمة يوحدها الطبل والمزمار، وتفرقنا العصا فهو بصمة، وأنا أول من يشهد، نرقص من شدة الغباء والتراجع، ونهتف الآن في ظل مصائبنا ويالكثرتها، نهتف باسم ديانا كرازون لنلبي شعار الأردن الثاني \" أردن سوبر ستار\"
أصبحنا أكثر من مغيبين، أكثر من منتهكين، تملأنا العاهات، نلوك شرفنا بأسناننا، ونسمع صرخات الحق المحتضر يطلب منا وقفة حق لزرع سيوفنا في هاماتنا، لغرس أقلامنا بألسنتنا، لننحر الضعف الذي يعترينا، لنزهق روح الباطل ولكي ندفع الرذيلة والعار عن شموسنا وأقمارنا، ولكي نمحي آثار ماضينا الحاقد، إلا أننا ما زلنا نقتفي آثار ذلّنا، ونشتهي إذلال كل ما فينا.
في الأمس الماضي كانت ليلة عرس أردنية، لقد نسوا عرس الشهيد الصحفي مازن الدعنا، وأصبحت العيارات النارية تنطلق في كل الاتجاهات، وعملوا طنة ورنّة لديانا الأردن، ديانا العرب، ديانا السوبر.
\"وصار الحكي أنه إحنا بنطلع من واد وبنطيح بواد\"
يعني نسينا مصيبتنا في فلسطين ومصيبتنا في العراق، وغيرها من المصايب ما شاء الله.
لقد أثار\"الأردن أولاً\"نزعات العنصرية وصار الموضوع مرتبط بأردني وسوري ولبناني، مع أن ديانا الأردن السوبر ستار هي فلسطينية الأصل، والمصيبة أنه في مهرجان الأغنية العربية لم يرشحوها رغم جمال صوتها.
تصوروا أنه امتلأت ساحات عمان بالناس في عبدون، أرقى ضواحي عمان وأكثرها عهراً اجتمعوا كي يصيحوا!!، فهذه أول مطربة تعرف وتعرّف بفن الأردن، التي ليس فيها أي نوع من الفنون، لأنهم لا يهتمون أصلاً بها ويطلبون منا أن نكون فنانون في قوالب جاهزة.
ما يحدث في الأردن، اقعدوا الدنيا وأقاموها من أجل فرد واحد، إلا أن أمة بأكملها لا تستحق مثل هذه الزوبعة التي استمرت أسابيع، لقد بلغ الإعلام الأردني جنونه في إشعال الجماهير، صدقوني أنا لم أشاهد هذا البرنامج يوماً ولكنني عرفته من أحاديث المارة، وهؤلاء العابرين في الحياة، حتى شركات الاتصالات والهواتف النقالة، والأغذية وكل ما تتوقعونه من هنا حصل ما لم يحصل في حرب العراق فقط خلال أيام انفجر الناس يشجعون ويصوتون، لأجل امرأة ستكره نفسها يوماً لأنها أيقظت أمة على صوتها أشعلت بنادقهم لأجلها، ستكره لحظات ديانا السوبر لأنها فجرت تخلف الأمة ودعتهم لكي يتدهور حالهم من حال إلى أسوأ.
أعزائي هذه الكلمات خططتها سريعاً، من شدة الغضب، فهي أتت وحدها كنت سأختنق لولا أنني سأذهب الآن لكي أتعلم لغة أمريكا، لغة العالم.
سامحوني لأن الموضوع غير منظم، ولكنها صدقاً مشاعر اللحظة، جاءت سريعاً ولكنها أبداً لن تذهب سريعاً.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد