ثورة المنطق في وجه البابا

2.8k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

أين العدالةُ والهُدى والمَنطقُ؟! *** والقسٌّ جانٍ,..والمؤرِّخُ أخرَقُ

والرَّبُ ثالوثٌ - تعالى -جَـدٌّهُ- *** هـــو واحـــدٌ لــكــنّهُ مُتَفَــــرِّقُ

أينَ العدالةُ والهُدى والمَنطقُ *** والأمٌّ تَحــمِل بالإلــهِ وتَطـلقُ

فهو الجنينُ تَحَشرَجَت أودَاجُه *** وهو الرضيعُ المُستَغِيثُ المُوثَقُ

وهو الغريبُ هنا يطاردُهُ الظما *** طَورا فيُسقَى، أو يَجُوعُ فيُرزَق

وهو الطريدُ هنا..المُعذَّب هاهنا *** وهناك في عَرضِ الصليبِ مُعَلَّقَُ

وهو الدَّفَينُ هنا ثلاثا فأعجَبُوا *** من ذا الذي يُحيي بهن ويرزقُ؟

أين العدالةُ والهُدى والمَنطقُ؟! *** والذَّنبُ إرثٌ والمُخَلِّصُ يُشنَقُ

ورقابُهُــم أُسِـــرَت بزلّـــةِ آدم ٍ,.. *** مالي بوزرِ الآخَرِينَ أُطَـــــوَّقُ؟

واللهُ أوســعُ رحمةً وعــــدالـــــةً *** من أن يُجَرِّمَهُم ولمّـــــا يُخلقوا

وأرى المُخَلِّصَ لَم يُخلّص نَفسَه *** وهو الضَّعيفُ المُستَباحُ المُرهَق

وصكوكُ غُفرَانِ الذٌّنُوبِ تِجَارةٌ *** فالقسٌّ يَجمَعُ والكنيسةُ تَعــــتـِــقُ..

وتُقَدَّسُ الصُلبَانُ إجماعاً وقـد *** صُلِبَ الإلهُ بها فأينَ المَنطِقُ؟!

أين العدالةُ والهُدى والمَنطقُ؟! *** والقِسٌّ يكذِبُ والحقائقُ تُزهَقُ

فإذا اليهــــودُ القَاتِلونَ بِعُرفِــهم *** رَمزُ البَــرَاءِ.. وقسٌّـــهم يتملّـــقُ

كم هيّجَ الأحقادَ في حَمَـلاتِهِ *** ولِكُلِّ جَيـــشٍ, للقسَاوسِ فيلقُ

نيرانُ كُرهٍ, في حُطامِ ملاحِـمٍ,.. *** والموتُ يُرعِدُ، والعَدَاوةُ تُبرِقُ

وَفَدوا إلى أَرضِي بِكلِّ سَريِّــةٍ, *** فَبَكَت فلسطينُ وضجَّ المَشرِقُ..

ومَحَاكمُ التَّفتِيشِ يَشهَدُ قَبوهَا *** بِجَحِيمِها وسجونُها والخَندَقُ..

وأبو غريبِ فضائحٌ مشهـــودةٌ *** وسجونُ كوبــا أنَّــةٌ تتحرّقُ

وَغَدَت رُبا الأَفغانِ قاعاً صفصفاً *** وهنا العراقُ ضغائنٌ تتدفّقُ

عيسى رَسُولُ محبةٍ, وتسامحٍ, *** والقِسٌّ يَعبَثُ في البلادِ ويَحرِقُ

عيسى لأخلاقِ الوَفَاءِ منَـَارةُ *** والقِسٌّ يَغدُرُ بالعِبَادِ ويَســـرق

عيسى يُقيمُ المَيـتَ من غَفَواتِهِ *** والقِسٌّ يَغتَالُ الحَيَاةَ ويُزهِقُ

أين العدالةُ والهُدى والمَنطقُ؟! *** والفِكرُ يُغمَطُ.. والحِجَا مُستَغلَقُ

حاربتُمُ العِلمَ الحديثِ بِغِلظــة ٍِ, *** ودمــاءُ غاليلو هُنالكَ تُهــــرَقُ

وغللتُمُ العَقلَ الصَّرِيحَ تَعَنٌّتـــــــا *** فإذا رؤى الإلحـــــــادِ ظلُّ مُونِقُ

ولِكلِّ إنجيلٍ, لديكم وُجهــــــــةٌ *** والزَّيفُ في أصلِ الروايةِ يُوبِقُ..

والسِفرُ عندكمُ عُــرى وثنيّــةٍ, *** عن بولسٍ,.. وهو الدَّعيٌّ المُلصَقُ

وكتــــابُنا متـــواترٌ.. ونبيٌّنـــــا *** خيرُ البريَّــة ِ.. والحديثُ مُوثَّقُ..

و \"عشاؤكم\" فيهِ القساوسُ تحتسي*** أمَّ الخبائثِ والجموعُ تُصَّفِّقُ

و بشرعِِكم لا للتعددِ.. والزِّنَــــــا *** متيسِّرٌ.. والزوجُ ليست تَطلُقُ

الزاهدونَ عن الزواجِ وقسُّــهم *** يُثني على خُلِقِ الشذوذِ فيغدِقُ

أين العدالةُ والهُدى والمَنطقُ؟! *** وروايـــةُ التـــأريخِ لا تتمـلّقُ..

لمّا حكمنا الأرضَ أشرقَ دينُنا *** نوراً.. وراياتُ الأمانِ تُحلِّقُ..

وتألقت شمسُ الحضَارةِ في الدٌّنــا *** عــدلاً وعلمـــاً وائتلافـــا يعبِقُ..

تلكَ القصورُ الشامخاتُ شواهدٌ*** للدهرِ بالحُقِّ المُغيَّبِ تنطِقُ

فاسأل بلنسية وقرطُبة النـَّـدى *** وصروحُها بالمُعجزاتِ تَفـَــتَّقُ

واسأل سُهولَ القِبطِ كيف تسربلت *** أمناً، وآيـــاتُ العهودِ توثَّق

حتى إذا دارَ الزمانُ لكُم غدت *** أرضي بأصنافِ العَداوةِ تفهَقُ

فإذا بلادُ الشامِ نــــــارٌ تصطَلي*** والقُدسُ تُسبى والخليلُ وجِلَّـقُ..

وإذا بذورُ الكُرهِ تربو نبتـــهً*** للثائرينَ وفَجـــرُهُم يَتـَـفلّـــــَقُ

فإذا فلــولُك مُســـلِمٌ و مُســلِّمٌ *** والهالكونُ كأنَّهُـم لَم يُخلقـــــوا...

أين العدالةُ والهُدى والمَنطقُ؟! *** والعقلُ يحجبُه الظلامُ المُطبِقُ..

ما دينُكم يا أيٌّها البابا ســـوى *** إرهابِ رُهــبَانٍ,.. و حُمــقٌ يغـــرِقُ..

فتكت بنـــا الفتيكــانُ فَتكاً حينما ***غابَ النٌّهى دهراً وطاشَ المنطقُ..

دعني أُخاطبُ كلَّ صاحبِ فِطنةٍ, *** واللهُ يَهدي من يشاءُ ويُعـــتِقُ..

يا ابن النصارى آنَ أن تصحو فقد ***جـَارَت سياستُكم و ضــلَّ البـِطرقُ..


أضف تعليق