طغمة الشيطان

4.4k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

هيثم العمر

دعي الشاعر لإلقاء محاضرة في المركز الثقافي فأعدت المحاضرة وحدد موعد الإلقاء، وقبل يومين فقط من ذلك الموعد صدرت الأوامر بإلغائها، وذلك بتأثير أحد المنتفعين فقال الشاعر:

عَـجَـباً فَمَاذَا قَد يَقُولُ لِسَانِي *** وَمَـحَـاكِـمُ التَّفتِيشِ فِي غَلَيَانِ

قَتَلُوا فَتَاتِي..وَهيَ بَعدُ صَغِيرَةٌ *** لَـم تَـعـرِفِ الدٌّنيَا بِلا أَحزَانِ

لا بِالسٌّيُوفِ..وَلا الرِّمَاحِ، وَإِنَّمَا *** بِـالـغَـدرِ مِثلَ النَّهشِ لِلثٌّعبَانِ

قُـتِـلَـت، وَظَنٌّوا أَنَّهُم فِي قَتلِهَا *** خَـنَـقُـوا شُعَاعَ الوِدِّ وَالعِرفَانِ

خَـسِـئُوا فَهَذَا الظَّنٌّ ظَنُّ كَاذِبٌ *** وَسَـيَـملأُ الدٌّنيَا صَدَى الفُرقَانِ

وَسَـتَـملأُ الآفَاقَ صَيحَةُ مُؤمِنٍ, *** اللهُ أَكـبَـرُ، فَـاسـمَعُوا لأَذَانِي

يَـا أَيٌّـهَـا الـحِقدُ المُدَمِّرُ نَفسَهُ *** مَـاذَا فَـعَـلـتَ بِأُسرَةِ العُثمَانِ

كَـم مِـن تَـقِيٍّ, سَاقَهُ تَقرِيرُكُم *** نَـحـوَ السٌّجُونِ كَئِيبَةَ الجُدرَانِ

يَـقـضِي بِهَا زَمَناً يَكُونُ حِسَابُهُ *** عِـشـرِيـنَ عَاماً، فَوقَهَا سِنتَانِ

أَو نَـحـوَ مِشنَقَةٍ, تَطُولُ حِبَالُهَا *** تَـذوِي عَـلَـيهَا زَهرَةُ الإِخوَانِ

يَـا أَيٌّـهَـا الذِّئبُ الخَؤُونُ نَذَالَةً *** هَـلاَّ عَـرَفـتَ شَرِيعَةَ الدَّيَّانِ

اللهُ أَمـهَـلَـكُـم، وَيَأبَى عَدلُهُ *** إِهـمَـالَ شِـرذِمَةٍ, مِنَ الذٌّؤبَانِ

قَد نِلتَ مَا تَرجُوهُ، بَل مَا تَبتَغِي *** فَـاهـنَـأ طَوِيلاً بِالعَطَاءِ الفَانِي

وَعَـلَى المَدَارِسِ عَيَّنُوكُ مُفَتِّشاً *** وَمُـوَجِّـهـاً لِـمُعَلِّمِي الصِّبيَانِ

قَد صِرتَ تَنتَقِدُ الدٌّرُوسَ، وَتَدَّعِي *** عِـلـمـاً غَزِيراً يَا رَفِيعَ الشَّانِ

حَـتَّـى تَـرَدَّدَ فِي الزَّوَايَا خَافِتاً *** صَـوتٌ يُدَارِي طُغمَةَ الشَّيطَانِ

مَـا هَـاجَـرَ الـمُختَارُ إِلاَّ مَرَّةً *** لَـكِـنَّـهَـا فِـي عِلمِكُم ثِنتَانِ

نَـحـوَ المَدِينَةِ قَاصِداً أَصحَابَهُ *** تَـرَكَ الـبِلادَ، وَكَعبَةَ الرَّحمَنِ

لَـم يَتَّجِه نَحوَ النَّجَاشِي مُعرِضاً *** عَن ذُلِّ عَيشٍ, فِي حِمَى السٌّلطَانِ

فَـسَكَتَّ تَنظُرُ فِي العُيُونِ مُحَدِّقاً *** تَـرجُو الأَمَانَ، وَلاتَ حِينَ أَمَانِ

خَـذَلُـوكَ بِالنَّظَرَاتِ، ثُمَّ تَبَسَّمُوا *** ضَـحِكُوا طَوِيلاً مِن فَتَى الفِتيَانِ

فَـاجـمَـع دَفَاتِرَكَ الَّتِي لَطَّختَهَا *** بِـغَـبَـاوَةٍ, مِـن عَقلِكَ الفَلتَانِ

وَتُـلَملِمُ الأَورَاقَ، تَهرُبُ مُسرِعاً *** خَوفَ الفَضِيحَةِ مِن سَلِيطِ لِسَانِ

هَـذِي حِـكَـايَةُ جَهلِكُم وَغَبَائِكُم *** وَالـسِّـرٌّ سِرٌّ حِمَارِنَا الرَّهَوَانِ


السابقطيبة
أضف تعليق