سار أَنا

1.3k
3 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

سـار يـحـب الخيل والعلما * * * و الـسيف و القرطاس و القلما

يـسـمـو إلى العلياء مجتهدا * * * ويـذيـب فـي أشـعاره الألما

كـم صـاغ مـن أفراحه دررا * * * كـم بـث مـن أحـزانه نغما

كـم كـان يكتب حرف أغنية * * * ولـربـمـا كـان الـمداد دما

* * * * * *

سـار إلـه الـكـون أبدعني * * * وأبـاح لـي الأوزان والـكلما

أسـري بـهـا في قفر ممحلة * * * وأرى بـهـا المحزون مبتسما

وأرى بـهـا فـي قعر مظلمة * * * أمـلا بـوجـه الدهر مرتسما

فـكـأنـهـا في الأفق مؤتلق * * * يـهـدي سـراة حائرين ظما

* * * * * *

سـار وزادي بـيـن أوردتي * * * شـعـر نـد نحو السماء سما

إن كـنـت فـي دهر يعاندني * * * فـبـه أكـون الـمفرد العلما

أو كـنـت فـي ضنك ومتربة * * * فـبـه أداري الـفـقر والسأما

أو عـشـت في بحبوحة وغنى * * * فـبـه أنـال سـعـادة العظما

* * ** * *

سـار وحـزني سر موهبتي * * * أشـقـى فـأبرز شقوتي نعما

وفـؤادي الـمـكلوم في حزن * * * لـولا الأسـى والحزن ما نظما

ظـن الـغـرام لـذاذة عذبت * * * فـأذاقـه سـيل الردى العرما

آه وآه غــيــر نـافـعـة * * * أيـظل هذا القلب مضطرما ؟

* * ** * *

سـار ودمـعـي روح قافيتي * * * إن غاض دمع العين قلت: لما؟

فـكـأن أشـعـاري وأغنيتي * * * ظـمـأى تـروي بالدموع ظما

وكـأنـهـا أزهـار رابـيـة * * * لا تـزدهـي حـتـى تعل بما

وكـأنـهـا ريـحـان ملهمتي * * * لا يـرتـوي إلا اسـتوى ونما

* * * * * *

سـار يـحـب الـشعر متزنا* * * لا يـرتـضي الهذيان والسقما

يـبـغي قصيد الشعر متضحا * * * لا يـصـطفي الإبهام والوهما

لا يـسـتـلـذ طلاسما خبثت * * * حـرا ونـثـرا ورثـا الصمما

هـذرا تـسـب لـغـاته لغة * * * ورثـت كـتـاب الله والحكما

* * * * * *

سـار يـحـب الـشعر منتشيا * * * جـزلا بـديـع اللحن منتظما

ويـرى عـمود الشعر منتصرا * * * ويـرى الـهجين الحر منهزما

ويـراه صـنـع الغرب قلدهم * * * أغـرار عـرب فـتنة وعمى

فـأتـوا بـه كـلـمـا مبعثرة * * * هـل يقبل الفصحاء منخرما ؟

* * * * * *

سـار أنـا والـبـوح راحلتي * * * أطـوي هضاب الدهر والأكما

أسري ويسري في الفؤاد هوى * * * ومـحـبـة لـفصاحة الكرما

أسـري إلـى دار الخلود ولي * * * أثـر بـوجـه الدهر قد رسما

مـا ضرني إن صغت معجزة * * * أن كـان قـومـي أنجما عجما

* * * * * *

سـار يـسـل مـدامعي وطن * * * ألـقـى بأيدي الغاصب اللجما

فـسـبى فلسطين الهدى وغزا * * * بـغـداد ربـع الحكم والحكما

لا مـن يذود الضيم عن وطني * * * فـيـصاحب الصمصام واليلما

آه وآه غــيــر نـافـعـة * * * أيـظـل هـذا البغي محتكما ؟

* * * * * *

سـار يـحـب الخيل والعلما * * * و الـسيف و القرطاس و القلما

يـسـمـو إلى العلياء مجتهدا * * * ويـذيـب فـي أشـعاره الألما

كـم صـاغ مـن أفراحه دررا * * * كـم بـث مـن أحـزانه نغما

كـم كـان يكتب حرف أغنية * * * ولـربـمـا كـان الـمداد دما


أضف تعليق