شباب الإسلام

4.7k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

هـنـيـئـاً يا بني لك الشباب *** كـمـا هنئت لمسلمنا العراب

عـراب فـي سبيل الله كانت *** فـطـاب بـها زمانهم وطابوا

شـباب المرء يا ولدي -كخيل *** عـلـى صهواتهن منىً رغاب

فـتـلـقـى فارساً يعدوُ لشرّ *** وآخـر هـمّـه الخير اللبابُ

ولـكـن الـخيول إذا امتطاها *** فـتـى الإيمان فهي له سحابُ

فـيـمـطره المهيمن كل خير *** ويـخـصـبُ والدنا قفر يبابُ

ألا إن الـشـبـاب خيول فتح *** بـها يقضى من الأمر العجابُ

ألا إن الـشـبـابَ جناح نسرٍ, *** تـحـاذره الـجوارح والذئاب

وانّ شـبـاب مـؤمـننا لدرع *** تـحـطم دونها الصم الصلابُ

ألـم يـخـبـرك تاريخ مجيدُ *** بـأن شـبـابـنا لهو العقاب

فـسـل صحب النبي وتابعيهم *** فـسـيـرتـهم لنا أبداً شهاب

وسل كسرى وقيصر عن شبابٍ, *** مـن الإيـمـان ماج له عبابُ

وسـل أرضاً وراء النهر شرقاً *** لـتـعـلـم من قتيبه والشباب

وأنـدلـسـاً فـسلها أي صيدٍ, *** مـن الـشـبان عزبهم جنابُ

وهـل ننسى صلاح الدين سيفاً *** يـعـلـم غاصباً كيف الجوابُ

بـحـطـين لبست المجد تاجاً *** وشـكر الله في الأقصى مجابُ

بـنـيت المنبر الغالي كذكرى *** لـتـحـرير به الأقصى يهابُ

بـنـيـت المنبر السامي لتعلو *** بـهـذي الأرض آيات عذابُ

وسـلـمـت الـلواء لكل حرّ *** لـه لـرسولنا الهادي انتسابُ

فـهـا قـطـز وبيبرس أذاقا *** مغول الرعب كأساً وهي صابُ

فـكـانـت عين جالوت تغني *** نـشيد النصر واهتزت هضابُ

بـحـول الله يـرمي كل حرً *** ورمـي الله مـا مـنه حجابُ

إذا مـا الـنـاس ألقواما بنفس *** مـن الأوهـام تـم لهم طلابُ

ولـكـن الـعروبة قد أضاعت *** ثـمار النصر فهي إذن سرابُ

فـهـذا المسجد الأقصى ينادي *** صـلاح الدين: قد عاد الذئاب

ألا راعٍ, بـسـيف الحقّ يهوي *** عـلـى ذئب طبيعته الشغابُ

ألا إن الـرعـاة عموا وصموا *** فـمـا يجدي الكلام ولا العتاب

فـراح الـذئب يقنص كل يومٍ, *** مـن الأغـنام فالرعيان غابوا

ولـيس يلام ذئب في افتراسٍ, *** إذا فـتـحـت لـه دار وبابُ

وإن الـدار تـغزى كل حين ٍ, *** إذا مـا الأهل ليس لهم حرابُ

وخـيـر سـلاحهم خلق ودين *** وعـلـم يـسـتنير به الشبابُ

فـأيـن المسلمون اليوم منها؟ *** وأين مسيرهم؟ أين الركاب؟

لقد ضلوا الطريق وهل عجيب *** ضـلالـهم وقد هجر الكتاب؟

ألا ان الـهـدايـة فـي كتابٍ, *** بـه عـز الأوائـل والجناب

فـحـتـام الـمسير بكل دربٍ, *** حـيارى ما يبين لهم صواب؟

ومـا درب سوى الإسلام ينهي *** ضلال الركب لو عقل الدواب\"

ألا يـا رحـمة الرحمن جودي *** بـغـيـثك قد أضربنا اللهاب

ألا يـا قـوة الـجـبار جودي *** بـعـز إنـنـا الـيوم حبابُ

ألا يـا ذا الـجلال وذا العطايا *** بـبابكَ قد وقفت فعل أجاب؟

ولـيس يخيب من رجاك يوماً *** فـأنـت الغوث والدنيا سرابُ

فـحـمـداً يا مجيب دعاء عبد *** يـرى أن لـيس غير الله بابُ

فـحـين سألت ربي عز ديني *** إذا هـذا الـشباب هو الجوابُ

فـهـا إنّـي أرى غرّاً كراماً *** مـن الـشـبانِ جمعهم كتابُ

أراهـم يـرفـعون لواء دينٍ, *** هـو الإسـلام ما فيه ارتيابُ

أراهـم يـرتـدون ثياب طهرٍ, *** وغـيـرهـم تـتيمه الكعابُ

أراهـم يرشفون رضاب تقوى *** وأثـمـل غيرهم خمر وَعابُ

تـراهـم صـائمين عن الدّنايا *** تـراهـم سـاجدين وقد أنابوا

تـراهـم يـحملون العلم نوراً *** ونـورُ الـعـلـم للدنيا شهابُ

وغـايـتهم رضا الرحمن حقاً *** وأسـوتـهم من الرسل اللبابُ

وتـرخـص منهم روح وعمرُ *** لـيـحـكـم أمرنا ذاك الكتاب

فـأنـتـم إخوة الإيمان حصنٌ *** لـهـذا الـدين يا نعم المثابُ

فـهـيّـا يا فتى الإسلام سجل *** بـأن الـحـق يحميه الشبابُ


السابقصورة
أضف تعليق