هذه القصيدة كتبت في خضم الأزمة، وهي رسالة إلى أمة الحبيب محمد - عليه الصلاة والسلام - ودعوة لهم للتعقل والحكمة في الرد على أولئك الذين أساءوا له - عليه السلام - وللمسلمين بنشر رسوم مسيئة في بعض الصحف الغربية. وفي القصيدة أيضا إنصاف للغرب ففيهم أصدقاء للمسلمين ومدافعون عن قضاياهم، وليسوا كلهم معادين.
لِـمُـحـمَّدِ الهَادي نذَرتُ فُؤادَا *** مَـن لِـلـسـلامِ ولِلمحبّةِ نادَى
مَـن هَـديـهُ عـمَّ البَرايا كلِّهم *** عُـربـا وفُرسا تُركُ أو أكرَادَا
وأضـاءتِ الـدنـيَا بِمولدِ أحمدٍ, *** فـتـبـدّلـت ظُـلماتُنَا أمجَادَا
وأزالَ بِـالـنـورِ المُبينِ جَهالةً *** ومـحَـا ظـلامًا حالِكَا وَسَوادَا
فـازدانَ وجـهُ الـعالمينَ تألقاً *** والـمـشـركونَ تحوَّلوا عُبَّادَا
هـوَ خيرُ خلقِ اللهِ أعظمُ شافعٍ, *** مـنـحَ الـقُلوبَ هِدايةً ورشَادَا
وَهـبَ الـنٌّفوسَ عدالةً وتراحمًا *** فـغَـدا الـعـبيدُ بِقومهِم أسيادَا
حَـسـبـي بأنّي راتِعٌ في حُبِّهِ *** مـا دقَّ قـلـبِـي يَقظَةً وَسُهادَا
وهَـواهُ في جَنبِي مُقيمٌ ما حَيِِي *** تُ وحـبٌّـهُ قـد ذوَّبَ الأكبادَا
* * *
إنـا لـنُـصـرَتـهِ نذرنا أنفُسا *** لا تـرتـضـي ظُلما ولا إِفسادَا
تـفـدِي الحبيبَ محمدًا بِدمائِها *** تـخـطُـو خُطَاهُ محبَّةً وَوِدادَا
لاهـدمَ لا تـحرِيقَ لا شَتمٌ وَلا *** عـبـثٌ يـسمّيهِ السّفيهُ جِهادَا
فاللهُ - عز وجل - لا يرضَى لنَا *** أن نَـعـتدي مهما العدوٌّ تمَادَى
إِن هُـم أسَاءُوا لِلحبيبِ برسمِهم *** فـلـمَ الـعَـداوةُ تنفُثُ الأحقَادَا
ولم التلاعبُ بِالعواطفِ والهَوى *** فـي الـرّدِّ يُـظهِرُنا لهُم أندادَا
إِن نـحـنُ نملِكُ حقَّنا في ردِّهم *** فَـفِـعـالُـنا قَد صيَّرتهُ رَمادَا
وسلُوكُ قومي لستُ أحسَبُهُ سِوى *** فـوضَـى، وإن كُنا نَرومُ سَدادَا
* * *
يـا إخـوتي هُبّوا لِنُصرةِ أحمدٍ, *** بـالـحبِّ والرَّحَماتِ كيفَ أرادَا
قـومُـوا نُـعرِّفُ هؤلاءِ بدِينهِ *** قـولاً وفِـعـلاً، دَعوةً، إرشَادَا
قوموا لِنحكي عن عظيمِ خِصالِهِ *** مَـن ذِكـرُهُ بينَ الوَرى يَتَهادَى
مَن قامَ يدعُو النّاسَ في حُبٍّ, وفي *** عَـطـفٍ,، ولم يَكُ بينَهم جَلادَا
إنّ الـرّسـولَ لَيُستَضَاءُ بَنورِه *** بـيـنَ الـخـلائقِ مِشعَلاً وقَّادَا
بـالحبِِّ والإيمانِ والخُلُقِ السّوي *** قـد عـلّـمَ الآبـاءَ والأجـدادَا
قوموا لِنحكِي عن أبي بكرٍ, وعن *** عُـمَـرٍ, وعُـثمانَ الذي قد جادَا
قـومـوا لِنذكرَ طلحةً وكذا عَلِيّ *** ا والـزٌّبـيـرَ ونـذكُرُ المِقدادَا
هُـم بِـالمحبّةِ والتّسامُحِ قد عَلَو *** وبِـفـضـلِ عَدلهِمُ غَدَوا آسادَا
* * *
يـا إخـوتي فلنستفِق مِن نومِنا *** وَلـنَـحـطُمِ الأغلالَ والأصفَادَا
وَلـنـمتطي خيلَ المحبّةِ والنّقَا *** وَلـنوقفِ الصّخَبَ الذي قد سادَا
قـومـوا نُدافعُ مِن خِلالِ عقيدةٍ, *** غَـرّاءَ، كـانـت دِرعَنَا والزّادَا
قـوموا نَذودُ عنِ الرّسولِ بِحكمةٍ, *** نـرجُـو رِضا مِن ربِّنا وَمِدادَا
قـومـوا لِنمحُوَ رسمَهُم بِسلوكِنا *** لا بـالـسيوفِ تُمزِّقُ الأجسادَا
لا بـالـشّتائمِ والسِّبابِ ونحوِهَا *** لا بـالـصٌّراخِ يُشَمِّتُ الأوغادَا
فـالـغربُ فيهم أوفِياءُ ومُنصفو *** نَ، وبـعـضُهم بِحُقُوقِنا يتَنَادَى
والـقـومُ فيهِم سادةٌ أحرارُ مَن *** لا يـرتـضي ظُلما ولا استبدادَا
يَـحـيَـا هُمومَ المُسلمينَ بِقلبِهِ *** يَـهـوَى فِـلـسطينا كَما بغدادَا
لِـمَ لا نُـحـاورُهم بفكرٍ, عادلٍ, *** لا يـقـبـلُ الإقصَاءَ والإِبعَادَا
لِـمَ لا نُسافرُ في رِحابِ قلوبِهم *** فـطـريـقُها بالحبِّ صَارَ مِهَادَا
يـاربّ صـلِّ على النّبيِّ وآلِهِ *** مـا طَارَ طيرٌ فِي الفَضاءِ وعَادَا
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد