الكشف عن طلاسم الموت..


  

بسم الله الرحمن الرحيم

كل شيء يموت..

 

وتزهو المدافن بالشدو والزنبقات

 

ويجثم عبر السهوب الظميئة والمدن

 

الجوع والخوف

 

ثمة السنبلات وقد نضجت

 

ثمة الجدر الشامخات

 

ثمة الأمن.. لكن

 

أيكفي رغيف الطعام المعلب بالشجن الأبديّ

 

وكأس المدام المحاصر بالنهد والخصر والقبلات

 

وسجع الكلام المعفر بالطين والحجر الأزرق

 

لبعث السلام!

 

* * *

 

كل شيء يموت..

 

وتبقى التواريخ شاهدةً

 

فالعصافير تهجر الشدو الأخضر

 

والصباح يظل حزينا.

 

مثل قس يجس يد امرأة مارده

 

من يعيد لزيتوننا الفرحة

 

ويؤثث بالنور ليل المدينة

 

يمسح بالشيح يتم المروج

 

يبارك زغردة النسوة النازحات

 

إلى القلعة الآمنه

 

* * *

 

كل شيء يموت..

 

ويكبر طقس النهاية في قسمات الصغار

 

وتصغر خارطة الأمل..

 

في سؤال الكبار

 

يسقط النبض من أذرع الشجر الناعس

 

تسحب الريح أذيالها من وراء البحار

 

لتنشرها في المرافيء والمدن المشرعه

 

للأصيل المعار

 

يدفق الماء من ثدي أرض

 

تلقن ذا الجذر أن يرفع الرأس

 

شطر العلا

 

أن يبوح رويدا رويدا بسر الحصار

 

* * *

 

كل شيء يموت..

 

وتلتئم النار بالماء،

 

لا شيء يخمد شيئا..

 

تكون الخصوبة، تمتد فينا بنسغ بهي

 

يبل الخلايا الظماء

 

تكون الولادة من رحم البعث

 

تنثرنا عبر أفياء صحو مباغت

 

ينسل الجدث المتوغل في الغيب من غفوه

 

العظام التي أرمت تهيئنا للقاء

 

والجنان الذي نازعته قوى الشر

 

ها يلج الطين، يزرعه رغبة في البكاء

 

تحضر الكلمات الأخيرة

 

يمتزج البوح بالجرح في بذرة واحده

 

تنتشي بالرطوبة والماء

 

تخرج زهرتها المشتهاه

 

يتهادى إليها اليقين

 

أو ترابطها بومة الشؤمº تحزبها بالمواء

 

* * *

 

كل شيء يموت..

 

أيا واثقا بالظنون..

 

أيا ماسكا بالتمائم في سغب

 

هل تفردت بالكشفº

 

إن الرؤى تخطيء الزعم

 

حتى ولو حدسته المتون

 

أو تداول في الكتب

 

هل تهادى إليك عزاء القوارب

 

تنفر من روحها، تهجر الزمن العاثر

 

نحو أرصفة الفقد والشغب

 

حيث يينع طين الجنوب

 

ويذبل غصن الحنين

 

كالسنابل ينتابها الصيف في عجب

 

* * *

 

كل شيء يموت..

 

تربص، أيا ضارما صفحات الحياه

 

إن صمتا يسيج خفقك يشبه صمت القبور

 

هل تصيخ لترتيلة النمل بين الحفر

 

وأنين العنادل،

 

إن ترتفع في السماء تسبح

 

إن تنزل الأرض تسجدُº

 

تخشى القدير

 

تربص، ولا تنس شهقة هذا الحجر

 

في بهيم الليالي وتحت ضياء القمر

 

  ______________________

*نبذة موجزة عن الكاتب

 * ولد في أول يناير 1973 بقرية الدريوش/إقليم الناظور بشمال المغرب

* درس اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية/جامعة محمد الأول بوجدة

* تلقى تكوينا خاصا بأساتذة الدين الإسلامي بكلية التربية بأمستردام

* يحضر رسالة الماجيستر بالجامعة الحرة بهولندا حول موضوع:

- الشعر العربي بين سلطة المعيار ولذة الانزياح

* يهتم بمختلف قضايا المسلمين بالغرب، وله كتاب المسلمون في الغرب بين تناقضات الواقع وتحديات المستقبل (مركز الحضارة العربية)

* يشتغل على القضية الأمازيغية وسوف يصدر له كتاب حول:

- الإسلام والأمازيغيةº نحو فهم وسطي للقضية الأمازيغية

* يبدع في مجال الشعر العربي والأمازيغي، وله مجموعات شعرية مخطوطة منها:

- في مهب اليتم

- الطين يعشب حزنا في وطني

- أسنان (الشوك)/شعر أمازيغي

* يبدع في مجال السرد، وله مجموعة مخطوطة بعنوان:

- من السماء إلى الأرض

* يكتب في مجال النقد الأدبي وقد تناول بعض القضايا الأدبية والشعرية

بالدرس والتفسير، وهي إما منشورة في شكل مقالات متفرقة، أو ماتزال على شكل مسودات.

* عضو مؤسس لبعض الجمعيات الثقافية المغربية

* عضو منظمة كتاب بلا حدود

* عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب

* مدير مكتب الجامعة الحرة بمدينة أمستردام

* رئيس تحرير مجلة الفوانيس الرقمية الصادرة من هولندا

* يساهم بالكتابة في شتى المنابر الأدبية والفكرية الورقية والرقمية،

وله صفحات بمختلف المواقع الرقمية على شبكة الإنترنت.

* حاز الجائزة الأولى الخاصة بالشعر العربي، التي نظمتها جمعية الهجرة للثقافة والفن بأمستردام، وذلك بتاريخ 17 أبريل 2005، عن قصيدة ذاكرة العشق الموءود، المترجمة إلى اللغة الهولندية، والمنشورة في كتاب خاص بهذه الجائزة.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply