لـم يـزل بـاسمِها يفيضُ الزَّمانُ ** بـركـاتٍ,، و تـزدهـي الأكوانُ
تـتهادى على مناهجِها النَّعماءُ ... ** ... تُـغـري بـخـيـرِها البلدانُ
مـنـذُ عهدِ الرسولِ r آتت جَناها ** فـيـه طـيـبُ السٌّموِّ والرضوانُ
غـسـلـت بـالهدى مقيتَ ضلالٍ, ** وتـوارى الـعـنـا و ولَّى الهوانُ
والعصورُ الحِسانُ يزهرُ بالآلاءِ ... ** ... حـقـلُ اعـتـزازِها المزدانُ
صـدقَ الله إنَّ رحـمتَه المهداةَ ... ** ... لـلـخـلـقِ ظـلٌّـهـا فينانُ
فـلـهـا الـمعشباتُ في كلِّ جودٍ, ** ولـهـا الـبِـرٌّ والـعلى والجِنانُ
ولـهـا عـن جدبِ الزمانِ انعتاقٌ ** ولـهـا فـي سـمعِ الوجودِ أذانُ
ولـهـا جـنـدُهـا الأُبـاةُ أقاموا ** فـي ثـغـورٍ,، وفي اللقا ماهانوا
وتـخـطَّوا صعبَ العجافِ بصبرٍ, ** ومـضـوا رغـمَ فـاقـةٍ, وتفانوا
فـتـراهـم عـلـى جناحَي ثباتٍ, ** إن تـمـادى الـطاغوتُ والطغيانُ
والـمـلـبٌّون: صوتُ موكبِهم ما ** غـيَّـبـتـهُ الأحـقـادُ والـشَّنآنُ
هـي سـرٌّ انـدفـاعِـهم، فتلفَّت ** لـم تـجـد غـيرَهم لها مذ كانوا
جـفـلَ الـنَّاسُ والخطوبُ جِسامٌ ** وتـراخـى عـلـى الشِّفاهِ البيانُ
وأسـالـوا لعابَهم وإلى الحلوى ... ** ... يـطـيـرُ الـصِّبيانُ والعُبدانُ
ورجـالُ الـشـربعةِ الصيِّدُ هبٌّوا ** فـلـهـم مـوقـفٌ سـما واتِّزانُ
ويـدُ الـحـقِّ فـي يـديـهم لقاءٌ ** جـلَّ فـيـه الـمـيثاقُ والإعلانُ
وعـليهم لمَّا تجد نكباتُ العصرِ ... ** ... بـابًـا، ومـا لـهـا سلطانُ
مَـن رأى اللهَ مـنـجـدا و معينًا ** لـم تُـخـفـهُ فـي غابِها الذٌّؤبانُ
وهــلاكُ الـطٌّـغـاةِ لابـدَّ آتٍ, ** وسـيـبـلـى ويـنـفـقُ الثٌّعبانُ
* * *
إنـهـا الـشِّـرعـةُ النَّديَّةُ تحيي ** مـا أمـاتَ الـخـنـوعُ والإذعانُ
و حـبـتـنـا والحالُ فاضَ أساها ** مـن عـطـايـا تشتاقُها الأزمانُ
فـبـهـا الـخيرُ والمناهلُ يروي ** ظـمـأَ الـنـاسِ دفـقُـها الهتَّانُ
وسـقـى الخلقَ أجمعين، وعزَّت ** بـمـزايـا قـرآنِـه الـعـربانُ
وتـلاشـى لـلـفـرسِ خطوٌ أثيمٌ ** وأدارت أرسـانَـهـا الـرومـانُ
وإذِ الـعـربُ بـالـمصاحفِ قومٌ ** فـتـحوا الكونَ بالهدى مااستكانوا
فـعـلـى رفـرفِ الشريعةِ تعلو ** رايـةُ الـخـيـرِ: دفؤُها والأمانُ
قـم تـأمَّـل تـجد شذاها طهورا ** يـتـوخَّـى هـبـوبَـه الإنـسانُ
ولـهـا عـنـد كـلِّ فضلٍ, منارٌ ** ولـديـهـا لـمـجـدِنـا ديـوانُ
هـي أغـلـى الكنوزِ مهما تناءى ** عـن سـناها الغاوون والعميانُ
وهـيَ لـلـفخرِ تاجُه، والمعالي ** لـم تـلـوِّث بـهـاءَهـا الأدرانُ
نـسـجـت ثـوبَـها الجميلَ أيادٍ, ** لـيـس يدري ما كنهُها قحطانُ
مـنـحـت وشـيَها البديعَ لقومي ** جـلَّ ربِّـي عـنـايـةً فاستبانوا
فـإذا الـنَّـصـرُ بالتٌّقى ما تخطَّى ** وإذا الـفـتـحُ لـلـمُـنى عنوانُ
وإذا الأرضُ بـالـحـقـولِ ربيعٌ ** وإذا الـنَّـاسُ بـالـهـدى إخوانُ
* * *
فـلـمَ اسـتـدبـرَ الشريعةَ قومي ** ولـمَ اعـتـزٌّوا بالفسادِ فعانوا ؟؟
ولـمَ اسـتـوردوا الـمبادئ كفرا ** وبـوارا، فـركـبُـهم خزيانُ
مـن خـبـايـا حـداثـةٍ, ركبوها ** أجـنـبـيُّ بـرذونُـهـا مـذعانُ
مـذ هـجـرنـا شـريعةَ اللهِ تهنا ** وتـوالـت فـي أرضِـنا الأحزانُ
مـجـدُنـا فـي يـدي علاها بهيُّ ** شـهـدتـهُ الأقـوامُ و الـبـلدانُ
هـو إحدى ثمارِ جنَّتِها الفيحاءِ ... ** ... أغـنـاهـا بـالـنَّدى الرحمنُ
مـن مآتي شريعةِ اللهِ هذا العزٌّ ... ** ... والـفـخـرُ والعطايا الحِسانُ
لـم يـؤخِّـر قرآنُها قدمَ العلمِ ... ** ... فـعـلـمٌ آيـاتُـه و الـبيانُ
ونـرى فـي الـتَّـقـدمـيَّةِ شرًّا ** إن تـلـوَّى بـثـوبِـهـا الكفرانُ
قـم تـرَ الـعـالَمَ الفسيحَ برعبٍ, ** وبـه الـبـؤسُ عـجَّ و الأضغانُ
جـانـبَ الـفطرةَ الطغاةُ فضاقت ** بـبـنـيـهـا الأيـامُ والأوطـانُ
حـضـنـتـهم بها أماسي المآسي ** كـالـحـاتٍ,، وفي الضحى نيرانُ
والـطـمـوحاتُ بعدُ مضطرباتٌ ** قـد يـلـفٌّ ابـتـهاجَها الطوفانُ
بـيـدَي عـابـثٍ, خـبيثٍ, غشومٍ, ** مـثـل شـارون شـلَّـه الـدَّيانُ
مـلـكَ الأرضَ مـجـرمٌ أو لئيمٌ ** أو دنــيءٌ ولــلـدمـا حـرَّانُ
أيـهـوديُّ أم صـلـيـبـيٌّ حقدٍ, ** يـتـمـطَّـى بصدرِه الشَّيطانُ ؟!
* * *
أيـهـا الـمسلمون مالكُمُ اليومَ ... **... حـيـارى أمـا لكم ربَّانُ ؟
أيٌّـهـا الـمـسـلمون أينَ إباءٌ؟؟ ** يـصـطـلي في لهيبِه الشِّريانُ
أيها المسلمون أين؟ وأين العروةُ... **... الـوثـقـى أين؟ و القرآن ؟
أيـن وا إسلاماهُ تضرمُ الأرضَ... **... فداءً؟؟ والثأرُ؟ ؟ والإيمانُ ؟؟
فـأفـيقوا ياناسُ واعتبروااليومَ ... **... يـجـبكم في النٌّصرةِ الرحمنُ
كـلٌّـهـم لـلإسـلامِ خـصمٌ لدودٌ ** وعـلـيـنا... ثعالبٌ... ذؤبانُ
أفـلـسوا في سوقِ السَّفاهةِ فانظر ** لـلـعـدا كـم تقطَّعت أشطانُ
بـيـن لـهـوٍ, وخـسَّـةٍ, وفجورٍ, ** قـد تـنـزَّى إعـلامُـهم والبيانُ
مـا رأيـنـا عـيـونَـهم دامعاتٍ, ** وفـلـسـطـيـنُ جـرحُها هتَّانُ
أو رأيـنـا قـلـوبَـهـم ثاكلاتٍ, ** وكـأنـي بـلـحـمـها صوَّانُ
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد