بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: أهمية الدعوة:
يبين أهمية الدعوة أن الشارع أمر بها ومدح من اتصف بها وحذر من تركها فقال الله - سبحانه وتعالى - آمرا بها ((ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير)).
وقال لرسوله - صلى الله عليه وسلم -: ((وَادعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مٌّستَقِيم)).
وقال أيضا: ((وَادعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ المُشرِكِينَ)).
وقال: ((يَا أَيٌّهَا الرَّسُولُ بَلِّغ مَا أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَّبِّكَ)).
وقال - سبحانه - مادحا من اتصف بها: ((وَمَن أَحسَنُ قَولًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسلِمِينَ)).
وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - لعلي بن أبي طالب ((فو الله لإن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم)) رواه البخاري.
وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه مسلم: ((من دعى إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعهم لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا)).
وقال - صلى الله عليه وسلم - محذرا من ترك الدعوة عموما قال: ((من كتم علماً ألجمه الله يوم القيامة بلجام من النار)). الحديث رواه ابن حبان والحاكم وقال صحيح لاغبار عليه وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
أيضا بين أهمية الدعوة ما تتعرض له الأمة من هجمات شرسة من أعدائها بقصد تضليلها وتجهيلها وحرفها عن دينها فالدعوة إلى الله - سبحانه وتعالى - مواجهة لتلك الهجمات وأبطالها أو على الأقل التقليل من تأثيرها.
ثانياً: جوانب الدعوة:
للدعوة جوانب مختلفة فمنها دعوة الكفار ومنها دعوة المسلمين ثم هذه الدعوة قد تكون بالكتابة وقد تكون بالمحاضرة وقد تكون بالندوة قد تكون بالكلمة القصير وقد تكون بالحديث مع شخص لمدة قصيرة كأن تخرج معه من المسجد ثم تتحدثان قليلا وقد تكون بالقدوة وقد تكون بتوزيع الكتيبات و الأشرطة جوانب كثيرة من هذه الجوانب الدعوة الفردية وذكرت هذه الجوانب لئلا يضن أن الدعوة حكر على جانب دون الآخر ولئلا يحملون الكلام عن الدعوة الفردية إلى إهمال الجوانب الأخرى.
ثالثاً: معنى الدعوة الفردية:
ما الذي نريده وما الذي نقصده من الدعوة الفردية؟ الذي أقصده بالدعوة الفردية هو ممارسة الدعوة إلى الله - سبحانه وتعالى - مع فرد أو فردين لتنتشله أو تنتشلهما مما هو فيه إلى ما هو أفضل من حاله ومن قولي هذا يتبين أن الدعوة الفردية يمكن أن تكون وتمارس مع الملتزمين لأن المقصد هو أن تنتشل أو أن ترفع هذا الفرد إلى أفضل من حاله.
رابعاً: ميزات الدعوة الفردية:
ما هي ميزات الدعوة الفردية؟
الحقيقة أن للدعوة الفردية ميزات كثيرة يجدر بنا أن نعرفها في هذا المقام مادمنا نتكلم عن الدعوة الفردية ومن هذه الميزات:
1- أن الدعوة الفردية تنعم بالحرية المطلقة في كل الأحوال والظروف فلا تتعرض للتضييق.
2- أنها تحدث صلة بين المدعو والداعية مما يهيأ المدعو للاستجابة ولاشك أنه أكثر من الدعوة الجماعية عندما يلقي الشيخ أو الملقي محاضرة يمكن أن يتأثر الفرد ولكن لا يمكن أن تحدث الصلة بين المتكلم وبين السامع صلة قوية يمكن أن تهيأ المدعو للاستجابة بشكل أكثر.
3- أنها تتيح للمدعو الاستفسار عما يريد وطلب التوجيه المباشر في أمر من أموره أما في الدعوة الجماعية أن تكتب سؤالك في ورقة ربما يذكر وربما يترك لضيق الوقت, أما في الدعوة الفردية فيمكن للمدعو أن يستفسر عما يريد لأن الداعية مواجه له مباشرة.
4- أن الدعوة الفردية أبلغ وأعمق في التربيةº لأنها في الحقيقة توجه مركز بل إن التربية هي ثمرة الدعوة الفرديةº لأنها تحيط بحياة المدعو.
5- الدعوة الجماعية تأثيرها وقتي ومن ثم نحتاج إلى الدعوة الفردية لمتابعة جهود الدعوة الجماعية, نعم قد يكون الخطيب خطيبا جيدا مؤثرا فيتأثر السامع لكن تأثره هذا وقتي يتأثر لمدة يوم لمدة يومين ثم ما يلبث أن يرجع إلى ما كان عليه سابقا, ولذا نحتاج إلى من يتابعه ولاشك أن من يتابعه سيكون ممن يمارس الدعوة الفردية.
6- عن طريق الدعوة الفردية، يمكن للداعية أن يتدرج في توصية المدعو، فيعطيه في كل وقت ما يناسبه في الدعوة.
7- يمكن عن طريق الدعوة الفردية الوصول إلى من لم تصله الدعوة الجماعية إما لعدم رغبته في ذلك وإما لأن ظروفه لا تسمح له بذلك، الملقي أو المحاضر أو حتى كاتب الكتاب أو المتكلم في الشريط لا يمكن أن يطرق الباب على كل أحد وأن يمسك بكل شخص في الشارع أو في العمل أو في أي مكان آخر لا يمكنه ذلك المتكلم يجتمع له ناس حضروا بإرادتهم, فيلقي ما يريد ولكن هناك أناس لا يحضرون إلى هذه المجتمعات لا يحضرون إلى هذه المحاضرات, إما لأن الشيطان استحوذ عليه وكرهه هذه الاجتماعات, وإما لأن هذه الاجتماعات لا تلائم ظروفه أو أوقاته وغير ذلك فيكون أنحرم منها، مثل هؤلاء الأشخاص كيف نؤثر عليهم.
إن الدعوة الفردية هي التي عن طريقها نستطيع أن نؤثر على مثل هؤلاء.
8- أن الدعوة الفردية يمكن القيام بها في كل مكان وأي وقت فيمكن أن يقوم بها الطالب والمدرس والموظف والعامل وغيرهم بل أحيانا يمكن القيام بها حتى في مكان العمل لأنها في الطالب لا تحتاج إلا إلى وقت قصير, ففي العمل لا تحتاج إلى تجميع الموظفين للإلقاء عليهم محاضرة بل يمكن أن تمارس الدعوة الفردية وأنت تدير أعمالك وتقوم بأعمالك, تمارس الدعوة الفردية لهذا بنصيحة أو بعقد صلة بأي شيء آخر مما سنذكره إن شاء اللـه.
9- الدعوة الفردية تكسب الداعية خبرة ومعرفة بأحوال الناس, وأيضاً تكسر الحاجز الوهمي الذي يضعه الداعين بينه وبين الآخرين.
10- الدعوة الفردية تدفع من يعمل بها إلى العلم والعمل وإلى أن يكون قدوة صالحة لغيرهº لأنه ما دام يريد أن يدعو هذا الشخص فيجب أن يظهر أمامه بأنه على قدر من العلم والعمل وهذا لابد منه في الحقيقة حتى يكون قدوة صالحة لمثل هذا الشخص.
11- الدعوة الفردية تتيح للداعية أن يطبق ما تعلمه من مفاهيم الصبر والتحمل والإيثارº لأنه سيتعامل مع هذا المدعو فيحتاج إلى صبر ويحتاج إلى تحمل وكظم للغيضº لأنه ربما يواجه من هذا المدعو أشياء يحتاج إلى الإيثار إلى التضحية. هذه الأمور يمكن أن يطبقها في أرض الواقع بعد ما كانت مفاهيم ذهنية فقط..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد