بسم الله الرحمن الرحيم
أين أنت من هذه الدرة المصونة والجوهرة الثمينة!
شابة مقبلة على الحياة لكنها تميزت بإيمانها وهمتها ودعوتها..فقد اختارت الطريق مع هذه القافلة المباركة..
فجعلت جل وقتها في طاعة ربها...
أقسمت أن لا تذهب إلى الأسواق إلا مرتين في العام..
أعانها الله ولم تجد تلك اللهفة والشوق إلى الأسواق
ولم ينقص بعدم ذهابها من ثيابها وزينتها ومظهرها شيء (ولباس التقوى ذلك خير)
إذا دعيت إلى زواج سألت.. هل هناك منكرات فإذا أجيبت بنعم اعتذرت وقالت طاعة الله أولى فتذكرهم بالله وتخوفهم العذاب والعقاب.
كانت عينا لرجال الهيئة في الأماكن النسائية ما رأت منكرا قطً إلا أخبرتهم إذا لم تستطع إنكاره وكلما رأت انحرافا حذرت منه وما رأت موطن شبهة إلا هاتفتهم تخبر عنه...
إنها تحمل هم الدعوة.. وهم الأمة.. همها منصرف للدعوة...
عيونها تتابع المحاضرات ومتى موعدها
حركة لا تهدأ فمن نصيحة رقيقة تهديها إلى إحدى زميلاتها إلى كلمة حلوة تدعو فيها لحفظ القرآن في مصلى المدرسة إلى قوة في إنكار المنكر وعدم الصبر على رؤيته.. أما المدرسات فلهن من دعوتها نصيب.. الله أكبر لا تراها.. إلا تتقلب في أنواع العبادة يوماً أهمها أن ترى مديرة المدرسة لا تلبس الجوارب صعدت إليها وسلمت في أدب رفيع وشكرت المديرة على جهدها.
وقالت: نحن ندعو لك بظهر الغيب وأنت القدوة والمربية والموجهة.. ثم تبعت ذلك.. لا أراك تلبسين الجوارب وأنت تعلمين أن القدم عورة في خروجك ودخولك مع البوابة الرسمية عبر أعين الرجال يا أستاذتي الفاضلة.
طأطأت المديرة رأسها وهي تعلم صدق نصيحة الفتاة فقبلت وشكرت وقالت: إن الكلمة الصادقة لها رنين ووقع في النفس..
تردد دائما قليل دائم خير من كثير زائل.. وخير العمل أدومه وإن قل اقتطعت خمسمائة ريال شهرياً من مرتبها ليصرف في أوجه الخير... رأت ولاحظت ودققت ما نقص من مالها شيء يذكر بل ادخرت هذا المبلغ ليوم تشخص فيه الأبصار...
تفرغت للدعوة إلى الله وهي في بيتها... في منزلها وضعت في صدر المجلس على طاولة صغيرة (ولا يغتب بعضكم بعضا)
فكلما بدأ الحديث أشارت بيدها على اللوحة بابتسامتها المعتادة.
خصصت يوما في الأسبوع لجاراتها...
حفظ للقرآن ودروس وندوات وتوزيع للأشرطة والمطويات
فلله درها كم من مستمعة دعت لها وكم من زائرة أحبتها.. وبعد كل درس وندوة تبدأ حركة البيع في ساحة منزلها أشرطة وكتب... وقفازات وجوارب.. وريع ذلك كله لصالح الأيتام والفقراء وفي أوجه الخير الأخرى...
وضعت للهاتف شعاراً... صلة الرحم... تعلم العلم..
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأمر من أمور الدنيا لا بد منه
في منزلها منذ أن تصبح وحتى تمسي ومؤشر المذياع على محطة إذاعة القرآن الكريم … الله أكبر...
من قراءة القرآن إلى سماع حديث.. إلى موعظة... إنه صوت يزيل الوحشة وينزل السكينة ويطرد الشياطين.. وعلى الرغم من ذلك فلم تنسى شريك حياتها، صرخت... ومن أغلى من زوجي..
هل أدع الشيطان يتخبطه؟! أو أدع الإعلام يوجهه.. أم صور المجلات تثير غريزته...
عانت وصبرت ووجدت المشقة والعنت حتى استقام لها الأمر بعد شهور طويلة...
كما أنها كانت تعانى وتشعر دوما بألم شديد في رجلها...
لكنها تصبر نفسها بالدهون والكمادات وكثيرا ما تقرأ على نفسها فالألم شديد تحتسب وتكتم وهى تتذكر حديث نبيها (ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كفر الله بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها)
تصبر وتعاني فلا يعلم بحالها أحد ولا يدري أحد بشكواها وفجأة تسقط ولم تتحمل الألم..
أدخلت المستشفى وبعد اجراء التحاليل اكتشف الأطباء أنها تعاني من تعفن في الدم (سرطان في فخذها) فقرروا وقالوا لابد من بتر الرجل من أعلى الفخذ حتى لا تتسع رقعة المرض.. فيخبرونها بذلك وهى تبتسم وتردد
(إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه)
وفى غرفة العمليات.. وهى ممددة مستسلمة لقضاء الله وقدره ولسانها لم ينقطع عن ذكر الله وصدق اللجؤ والتضرع إلى الله قالت لها المختصة هيا سأعطيك إبرة المخدر.. فامتنعت وقالت لا بأس سأقرأ القرأن.. سأبدأ بكلام الله وابدئي أنت فبدأت تقرأ
(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)
حتى نامت ألا بذكر الله تطمئن القلوب
فما أفاقت إلا وهي في غرفتها.. فتلتفت من بجانبها أمها وزوجها وابنتها الصغيرة فيبكون ثم تنظر إليهم مبتسمة وتقول على ماذا تبكون..
أليس الله بأرحم بي منكم بل أرحم بنفسي مني.. أليس الله بأحكم الحاكمين.. يا سبحان الله
تمر الأيام وتصبح مقعدة تدف بالعربة فكانت معانتها هما للجميع لكنها كان همها دعوة الجميع..
فلم تكن تهتم إلا بالدعوة فبدأت...
تحولت غرفتها إلى خلية نحل ونشاط متصل بدأت
بتوزيع الكتيبات والمطويات على الممرضات والطبيبات بجميع اللغات
بدأ بالإنكار والاقتراحات للمسؤلات بالمستشفى بالرفق واللين حتى تعجب الكثير من همتها ونشاطها.. لا يفتر لسانها من ذكر الله.. تسبيحا واستغفار وحمدا لله.. وتعلق بها كل من في المستشفى حتى بعد خروجها لم يفارقوها بالزيارات والاتصالات فإذا رأيتها في المجلس فهي الصامتة العاقلة.. إن نطقت فبحق وإن سكتت.. تحركت أصابعها ولسانها بذكر الله... لا تفرط في قيام الليل وتردد لذة لا يعلمها إلا من ذاقها وجربها... عباراتها تربية ودعاء فلا تسمع منها: إلا.. حفظك الله.. سلمك الله.. رعاك الله... حرم الله على وجهك النار.. بارك الله فيك.. تقبل الله دعاءك.. ابشري بالخير.. هذا لسانها.. فكيف لا تهفو لها القلوب..
وهذا نموذج من قافلة الداعيات..
ومع نموذج آخر بإذن الله - تعالى -من هذه النماذج المباركة...
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد