بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:-
لو وزع قائمة بأسماء وجوالات من يجيدون إلقاء الكلمات سواء كان ذلك في منطقة، أو مدينة، أو محافظة، أو قرية لكان ذلك دليلاً سهلا لمن أراد التنسيق للكلمات في المساجد، وأتمنى أن تدرس هذه الفكرة بين مجموعة من الدعاة في كل منطقة، ثم بعد ذلك تنشر لمن أراد نشر الخير بين الناس من المنسقين للكلمات وأئمة المساجد، وقد جمعت بعض الأسس المهمة التي ينطلق من خلالها الذي يريد أن يلقي الكلمات في المساجد أو المنسق للكلمة، وأتمنى أن تنشر بين من يجيد إلقاء الكلمة من أجل أن تسدّ بعض القصور الذي قد يكون لديه...
الكلمة هي: \"هي كلمة موجزة قصيرة يلقيها المتكلم من أجل التنبيه على قضية أو مسألة، أعدها مسبقاً في زمن قصير دون استطراد أو إطالة.
أسباب الحاجة إلى الكلمات: -
1- قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - خير الكلام ما قل ودل.
2- إجتماع المصلين فمن يجتمع في الفرض قد لا يجتمع في محاضرة معلنة.
3- عزوف بعض العامة عن موارد الذكر....
4- قبول الناس وارتياحهم لسماع الكلمات.
مدة الكلمة: تترواح الكلمة ما بين (5) دقائق إلى (10) دقائق
* زمان الكلمة: هو الزمن المناسب الذي يراه المتكلم مناسباً،، وأنسب الصلوات التي تكون بعدها الكلمة هي العشاء، ثم المغرب، ثم العصر ثم الظهر،، ثم الفجر، ولا تكون الكلمة بعد الجمعة
سمات وخصائص الكلمة
* إن الداعية طبيب القلوب، وكما يسهّل طبيبُ الأبدان الدواءَ للمريض ويُسيغه له، فعلى الداعية أن يسوق موعظته في أسلوب طيب جميل، بعيد عن السباب والشتم، وقسوة العبارة، حتى لا ينفر منه المدعوون. وهذا الأمر واضح في سير الأنبياء، ومَن يُقتدى بهم من الدعاة الناجحينº من أجل هذا ينبغي أن يُراعى في الكلمة السمات والصفات الآتية:
1- عدم الإطالة في المقدمة.
2- التركيز في موضوع واحد أو قضية محددة.
3- عدم الاستطراد أو الخروج من النقطة إلى غيرها،
4- عدم ذكر المصادر أو الأجزاء والصفحات من الكتب أو الأسانيد أو كثرة النقول أو غير ذلك، فيكفي أن تقول قال الله - تعالى -في سورة كذا، ولا تحتاج إلى ذكر رقم الآية، ويمكن أن تكتفي بقولنا قال الله - تعالى -دون ذكر السورة لشهرتها أو لسهولة السؤال أو الوصول إلى مكانها، وكذلك في الحديث يكفي أن تقول وفي البخاري كذا.. أو روى مسلم أو في مسلم، أو يكفي أن تقول: وفي الصحيح.. كذا! أو: وفي الحديث الصحيح.. إلخ.
5- عدم إيراد الخلافات في المسألة، وإنما يتم التركيز على الأمر المتفق عليه، أو الإتيان بعبارات تحتمل أوجه الخلاف.
6- قصر المدة الزمنية، وقد تكلمنا أنها تترواح بين (5) دقائق إلى (10) دقائق.
7- عدم الإملال سواء كنت متكلما أو منسقا0 فعن عبد الله بن مسعود أنه قال: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا). رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
8- انتهاز الفرص في الأحداث. لقد انتهز يوسف - عليه السلام - فرصة سؤال صديقيه في السجن عن تعبير الرؤيا، فدعاهم إلى الإله الواحد ((يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار)).
وحدث أن كُسفت الشمس عندما مات ابن خاتم النبيين - صلى الله عليه وسلم - إبراهيم فقال الناس: كُسفت الشمس لموت إبراهيم، فقام - صلى الله عليه وسلم - في الحال وانتهزها فرصة ليصحح أفهام الناس في التوحيد، فقال: \"إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده، فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم\". إن هذا الطريق وهو استغلال ضرورات المجتمع، فرصة للدعوة إلى الله عن طريق الكلمة السريعة وهذا يحتاج من الدعاة إلى التفاني في الدعوة، وقوة إيمان وذكاء، يعرف كيف يستغل ذلك الحدث أو الفرصة للدعوة إلى الله.
9- ينبغي ألا تكون الكلمة معروضة بصورة نصية، فبعض الناس يحشد في الخاطرة الآيات والأحاديث، في حين أنه يمكن أن يكتفي في الكلمة أو حديث فقط، أو أن يجمع بينهما، ففي الكلمة ينبغي أن تتوجه للناس بتوضيح الآيات والأحاديث فالناس يسمعون الآيات في المذياع، والمسجل، ولكن يحتاجون إلى من يفهمهم ويستخرج لهم الفوائد من الآية أو الحديث.
11- تحتاج كل أنواع الخطاب إلى بداية أو استهلال جيد، وهو ما يسمى (حسن الاستهلال) أو أبلغ منه (براعة الاستهلال) وهو الإتيان بمقدمة تشير إلى موضوع الكلمة لأنها سريعة، فتحتاج إلى سرعة جذب انتباه الناس.
12- أن يكون الموضوع المختار من صميم ما تجري به الحياة، ليدق على الوتر الحساس، ويملك انتباه السامعين، وما أكثر المواضيع التي تفرضها الحياة بأحداثها الكثيرة..
13- ضرورة التركيز على تقديم حلول عملية، فلا يكتفي المتكلم بإثارة المشكلة بل ينبغي أن تعرض المشكلة بصورة سريعة ثم يتوجه المتكلم إلى اقتراح بالحلول المناسبة.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد