بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي نصر عَبدَه، وقوى إيمانه وعزمه وزُهدَه، وربط جأشه وبارك عمله وجُهدَه، وأوثق أركان دينه وَوَتِدَه، وأعز جُندَه، وضاعف عَدَدَه، ووالى مَدَدَه، وهزم أحزاب الشرك وطواغيت الكفر وَحدَه، دَكَّ صروح الظلم وَجُدَدَه، هدم. عروش الجِبتِ وَعَمَدَه، وقطع رؤوس الفسق وَسَنَدَه..
وأُصلِّي وأُسلِّم على من جعله الله أُنمُوذَجَ الحق وَوَعَده، وسَلَّحَه بالصبر وَعُدَدَه، وزينه باليقين ورَفَدَه.. وعلى آله مِمَّن آمن بالإله فَعَبَدَه وعَرَفَ الشرَّ فَجَحَدَه، وأصحابه مِمَّن طارد الكفر فَطَرَدَه، وقاتل الشرك فَأَحصَى عَدَدَه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم يتجلى الثواب للمؤمن فَيُزِيلُ كَمَدَه، ويُزَايِلُ كَبَدَه، ويُعَايِنُ. رَبَّه الذي عَبَدَه..
إلى إخوتي الأحبة في كل مصر وعصر... من ذاق حلاوة الإيمان، وعاين لذة البذل والتضحية والخدمة لهذا الدين... إلى شباب الصحوة في كل قطر ودولة، في كل مدينة وقرية، في كل شارع وجادة، في كل حارة وزاوية، في كل مسجد أو بناية، أو مدرسة أو جامعة، إلى من عاين هدفه في هذه الحياة، وعرف دوره في هذه الدنيا إلى من استيقن ما أمره الله به، واستوثق ما يجب عليه تجاه دينه الحنيف...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليست هناك بداية أعظم بركة وأقدس مادة من أن أبدأ معك مذكرا إياك بكلام ربك حيث يقول: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)...
إن المجاهدة في سبيل نشر الخير ودفع الشر، إعلاء كلمة الحق، ودحر كلمة الكفر من أشرف وأعظم وأسمى ما يقوم به إنسان على وجه هذه الأرض، قال- تبارك وتعالى -: (قل هذه سبيلي، أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني. وسبحان الله وما أنا من المشركين)
وأنتم يا شباب الصحوة أمل هذه الأمة.. أنتم حبل النجاة الذي أرسله الله - تعالى -لينقذ هذه الأمة من وهدتها... نعم.. الأمة على موعد مع هذا القدر الإلهي الذي رأيناه متحققا، ولسنا نرجم بالغيب.. أنتم الآن ماء الحياة، ولست سراب الصحراء، أنتم رُوَاء العطشان، وبَلسَم المريض، ولستم نكد المعيشة أو سم الطعام...
لقد صار القدر الماثل أمام الأمة فيكم مثار حَيرَة الخلق أجمعين.. كيف استطاع شباب الإسلام أن ينفلتوا من قبضة العلمانية، وحوزة الشيوعية، وإغراءات الرأسمالية، وإبهارات العولمة الأمريكية؟؟؟
كيف استطاع ذلك الشاب أن ينزوي عن أترابه وضحكهم ولبسهم وفرحتهم إلى محرابه، يتعلم دينه، يدعو إلى شرع الله الحنيف، يعلن عصيانه لكل. ما هو كفر وشرك ومعصية وفسق وفجور..
يعلن الطهر شعارا، والفضيلة لواء، والخلق الحسن الكريم دستورا، علَّمَه دينُه كل هذا... عَلَّمَهُ التوحيدَ، علمه أن يصلي فيحسن الصلاة، أن يصوم فيحسن الصيام، علمه تلاوة القرآن، علمه حب النبي العدنان - صلى الله عليه وسلم - والتشبه به، علمه حب الصحابة، علمه البذل لهذا الدين، والعطف على المسلمين، والتضحية للخلق أجمعين، علمه أن يعيش لغيره، وأن يموت في سبيل ربه ودينه، علمه أن يسترخص. الحياة من أجل المبادئ والمثل، أن يستغلي المثل والقيم في هذه الحياة لا يرى كبيرا أكبر من ربه.. لا يرى مطاعا بين البشر أعظم من نبيه، فكل شيء يجب أن يخضع لربه، وكل مخلوق يجب أن يطيع هذا. الرسول الكريم.. لقد تعلم هذا، وتعلم أن يعلم هذا الناس..
هذا النموذج من الشباب المسلم رمته قوى الكفر عن قوس واحدة، وجدوا فيه الخطر الأكبر على كفرهم وشركهم وملذاتهم، وجدوا أخطر عدو يهدد كيانهم، يهدد حضارتهم الخاوية... إن الشباب المسلم شباب الصحوة هم الخطر الحقيقي المحدق بالحضارة الغربية المعاصرة... فليس شيء يمكن أن يقف ويقوى على الصمود أمام تلك الحضارة ويجحدها ويأباها مثل هذا. الشاب المسلم..
اندلعت الحرب من كل صوب.. تعلن من غير خفاء، أن هؤلاء الشبيبة يجب أن يزولوا من هذه الدنيا، يجب أن نمحو معالم هذه الصحوة التي عمادها. شباب الإسلام... هذا لسان حالهم..
حشدوا كل الحشود لأجل أن يحولوا بين شاب ومسجده، بين فتى ولحيته، بين فتاة وحجابها ونقابها، جندوا كل ما يستطيعون لأجل أن يغروا هؤلاء الشبيبة الطاهرة بملذات الدنيا وشهواتها وحرماتها ليغووهم وليلبسوا عليهم. دينهم... كل هذا حتى لا تقوم لكم قائمة يا شباب الإسلام..
. ترى!... هل أفلحت حيلهم؟؟؟ لا ورب محمد - صلى الله عليه وسلم -..
لقد فشلت كل خططهم، لقد انداح المد الإسلامي وعماده الشباب المسلم إلى عقر دارهم، في مدن الغواية والكفر والشرك صاروا يرون جحافل شباب الصحوة.. يدعون إلى الله، ينشرون الحق الصريح، يتحدثون باسم الإسلام، يدعون بدعاية الإسلام..
لقد أسقط في أيدي القوم.. ماذا يستطيعون أن يفعلوا أكثر من هذا؟؟؟
لجأوا إلى حيلة تجفيف المنابع.. أي منابع الإيمان، التي ترفد الصحوة بالشبيبة، فالمدارس الدينية أغلقوها، والمناهج الدينية ألغوها، والمساجد أمموها وأوقفوها، وخطب الجمعة راقبوها، والمحاضرات حاصروها، والأشرطة ضيقوا عليها،. حتى مواقع الشبكة الدولية (الإنترنت) راقبوها وشددوها عليها..
. لقد صار التحدي أمامكم معركة فاصلة، لا خيار معكم تجاهها.
إنها الحياة الشريقة الكريمة، أو الموت الشريف الكريم.. نكون أو لا نكون
. يا شباب الصحوة.. . لا خيار أمامكم..
يمشي الواحد منكم فيرى الفتن من كل صوب.. يدخل إلى بيته فلن يعدم من يعكر عليه إيمانه، إذا صعد المصعد رأى من يقطع الأدعية التي كان يلصقها
شباب الصحوة استعلانا بالحرب ضد كل ما هو إسلام، إذا ركب أي وسيلة. للمواصلات فلن يعدم من يُسمعه ما يكره... إنها حرب بمعنى الكلمة.
فماذا ستفعلون؟؟؟
. اقبلوا التحدي ايها الشبيبة الطاهرة..
أنتم تلاميذ محمد - صلى الله عليه وسلم -... أنتم بلسم هذه الأمة وشفاؤها...
. نعم حاربوا كل الرذائل، واستعلنوا بإيمانكم.. اجهروا بإسلامكم..
وإن كره. الكارهون، وإن غضب الحاقدون الحاسدون.
! من سخر من لحيتكم فادعوه إلى إعفائها
! من سخر من حجابك أيتها المسلمة فأمُرِيها بالنقاب وأنه شرع الله
! من سخر من صلاتكم وتردادكم إلى المسجد فاسحبوه إلى المسجد معكم...
من استهزأ بكم لأنكم لا تسمعون الموسيقى فأسمعوه القرآن وأغلقوا أغانيهم. وموسيقاهم..
لقد مضى عهد الهوان... لقد مر زمان الذل والاستخفاء... إنها الدعوة. الجهرية..
اصعدوا في مدرجات الجامعة، واصرخوا بين الطلبة: يا أيها الناس ارجعوا. إلى ربكم ودينكم..
. قفوا في الميادين وتحدثوا إلى الناس... ستجدون من يسمعون لكم حتما..
. اصعدوا إلى وسائل المواصلات وتحدثوا إلى كل الركاب..
. إذا استدعتكم الأجهزة الأمنية فخاطبوا الضباط والعساكر بهذا الدين..
خوفوهم الله، انشدوهم الدين والرحم... انشدوهم ذرة الإيمان التي في قلوبهم، ادعوهم إلى دين الله من جديد..
إذا عذبوكم فقولوا حسبنا الله... وادع من يعذبك، وخوفه الله، لن ينالوا إيمانك، سينال من جسدك، سينال من جلدك، ولكن لن ينال من قربك من الله، وأنت تعذب بين يديه ستجد لذة وحلاوة لا يعرفها إلا من بذل نفسه لله وضحى لخدمة دين الله ...
لا تكن كثير المَلال... لا تكن كثير التذمر والشكوى، قليل العمل والثمرة
... كفى..
. كفاكم كلاما.. وهلموا إلى العمل..
. أمامكم الكثير لتنجزوه..
. كتب لتنشروها
. رسائل لتوزعوها
. منشورات لتفرقوها...
سنسجن سنعتقل... لو تواطأتم كلهم على العمل وخدمة الدين فلن يستطيعوا أن يسجنوا منكم واحدا..
شباب الصحوة بعشرات الألوف.. ليس عندهم هذا العدد من السجون ليسجنوا كل الشباب في القطر الواحد... ولو سجنوكم فليس عندهم ميزانية ليطعموكم، سيطلقونكم... عالم اليوم ليس عالم الأمس، ومخاوف الأمس لا يمكن أن تكون. هي مخاوف اليوم..
. دعوا الهواجس.. دعوا الوساوس.. اعملوا فكل ميسر لما خلق له..
. أيها الشاب المسلم أيتها الفتاة المسلمة.
لك وظيفة كل يوم، حديث مع جار أو جارة، زيارة لصديق أو صديقة، حلقة في مسجد، رحلة مع الرفقة، عمل دعوي ميداني، هذا الشهر لدعوة المدخنين في الحارة، ذلك الشهر لدعوة غير المصلين... مهام جليلة تنتظركم يا أمل. الأمة.
مثل هذه الأعمال يقوم بأضعافها دعاة التنصير، فهل أنت أقل منهم حقا يا فتى الإسلام؟
هل أنت أقل منهم قدرة يا اسد الإسلام؟
. قم وانفض عنك ثياب الخوف..
قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمنن تستكثر ولربك. فاصبر... ولربك فاصبر... ولربك فاصبر.
اصبر أمام الفتن.. اصبر أمام المعتقلات، اصبر أمام السجن والمطاردة، اصبر أمام التضييق في الرزق، اصبر أمام كل العوائق، فكل هذا ستسطيبه في سبيل. الإسلام... وسيخلف الله خيرا مما فاتك..
لا تنتظر من يوجهك، فقد يطول الانتظار. لا تجعل العمل للدين ذا شروط كثيرة، فهناك الكثير من الأعمال لا تحتاج إلى مخلص قد شمر عن ساعد. العزيمة وانطلق لتكون كلمة الله هي العليا..
لا تستمع إلى وساوس الشياطين من الإنس والجن... سيقولون لك: انتظر تمهل، اسأل فلان، شاور علان، لا تتهور، لا تتقدم... فصرنا كلنا في ذلك الصف الخلفي.
تسلح بالعلم.
واستعد بالحكمة...
ثم انطلق ولا تتأخر..
. ستجدني أمامك أو وراءك..
. ستراني أحضك أو أشد على يدك أو أنك ستجدني أسحبك إلى الأمام قبلا..
لن تجدني مثبطا، لن تجدني معاتبا، لن تجدني لائما.. ستجدني إن شاء الله من الصابرين، فكن من الصابرين.
سأدعو لك في الخلوات والجلوات.. أن يعينك الله وأن يربط على قلبك،. وأن يجعل لكل من كل هم فرجا ومخرجا..
انطلق وامض إلى حيث أمرك الله... ولنلتق هناك على ربى المسك والعنبر على منابر النور يوم القيامة... عند حوض النبي العدنان - صلى الله عليه وسلم - ستعرفني وأعرفك. ستراني وأراك... وهناك سنرى النبي - صلى الله عليه وسلم -
ليسقينا من يده شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدا...أبدا.. أبدا..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد