بسم الله الرحمن الرحيم
رأيت من خلال تجارب كثيرة في طريق الدعوة أن من أنفع الأعمال التي ترتقي بأمور الدعوة إلى الأفضل أن يجلس الدعاة سوياً للمدارسة والمناقشة ومطارحة الآراء، وتلقيح الأفكار والعقول، ودراسة التجارب والتشاور في الأولويات، وبحث القضايا، وغير ذلك مما يدور في جلسات الدعاة.
إن الداعية الذي يحرص على الالتقاء بالدعاة والمناقشة معهم في نظري أعلم وأحكم وأنفع ممن لم يحرص على ذلك.
إن الانفراد الدعوي، وعدم الأخذ بتجارب الدعاة والاستفادة منهم له أثر سلبي على مسيرة الدعوة.
ولو نظرنا إلى القرآن عندما يأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ( وشاورهم في الأمر) إنها دعوة للجلوس مع الآخرين ومناقشتهم وإلقاء الأفكار على ساحة الحوار لتكون النتائج أجمل.
إن التعاون الدعوي لا ينبغي أن يكون محصوراً في التعاون المادي فقط، ولا في التعاون الظاهر كالتعاون الجسدي في إعداد مخيم أو مركز أو توزيع أشرطة، إن من أحسن التعاون الدعوي \" التعاون الفكري والعقلي \" ولقد استفدت كثيراً من اللقاءات مع الدعاة وإن كان بعضها قد يكون لدقائق معدودة.
وإن المتأمل لمسيرة الدعوات الناجحة يجد أن من أعظم أسباب نجاحها هو التعاون الفكري بين رجالها، فهم يجتمعون للمدارسة والمشاورة في أمور الدعوة ودراسة قضاياها.
وإني أقولها بكل صراحة كل عمل دعوي لا اجتماع فيه فنتائجه ضعيفة، وإيجابياته أقل من القليل، فلنحرص على مبدأ الاجتماع الدعوي والنقاش في القضايا الدعوية وسنرى أن لذلك أثراً كبيراً في نجاح دعوتنا.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد