في بلاد الحب تلقى الودّ يزداد شـيوعا
وترى الحاكم يسعى بين أيديهـم سميعا
وترى القائـد يبني حصنهم سـداً منيعـا
وترى القوم تساوَوا في مزاياهم جميعا
ليس فيهم من تكبّر
ليس فيهم من تجبّر
ليس فيهم من تسامى يحسب الشعب قطيعا
* * *
في بلاد العرب تلقى الودّ مصفرّاً هزيلا
شاحبَ الوجه حزيناً كاسفَ البال نحيلا
يسحبُ الرجلين ضعفاً حاملاً همّاً ثقيلا
حطّموه حين أحيَوه عديماً، فأحالوه ذليلا
كـلٌّهـم فـيـه تجـبّـر
سامه الخسفَ ودمّر
فانطوى يشخب جرحاً...ثم ينزاح قتيلا
* * *
في بلاد الحر تلقى الشعبَ يختارُ الرجالا
يحكمون الشعب بالعدل رِغاباً وَوِصـالا
فإذا ما حاد بعض القوم عن حق ٍ, ومالا
أسقطوه، لم يـراعـوا في تفانـيـه نضالا
فهو إن زلّ وغبّر
ضاع تاريخاً وتبّر
فهو مَن ضلّ ولم يتـرك لـراثيـه مجالا
* * *
في بلاد الـذل تلـقى الحاكـمَ النغـل إلهـا
حُكمه العدلُ دواماً! إن يكن جارَ وتاها
من هُداه تقبـسُ الأمةُ مصبـاحَ هـداهـا!
روحُها من روحه المعطاء تحيا وتباهَى
فهوَ إن فـَهَّ وعفـَّر
هلل الشعبُ وكبّر
بالـدما نفـديك والأبصار يا نورَ ضياها
* * *
وعلى هـذا وجـدنا غيـرَنا حاز الثريـّا
يملك الدنيـا عزيـزاً رافـعَ الرأس أبيّـا
وانتكسنا حين رانَ الظلمُ إذلالاً وغيّا
كـل ما فيـه افتئـاتٌ يملأ االدنيـا فريّـا
هل ترانا نتفكّـر
أو ترانا نتـدبّـر
كي يعود القلب حيّاً نابضاً دَفقاً قويّا؟
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد