داء خضرتك المراثي


 

بسم الله الرحمن الرحيم

يا أيها المنفيٌّ

 

صوتُكَ مُقفَلٌ،

 

والرّملُ أخضرُ

 

في كتابِ الجمرِ،

 

ينتفضُ الحمامُ،

 

ويستريحُ القلبُ

 

في فيء التمني

 

كي يذوب بداء خضرته

 

ويبكي،

 

.. أنت لا تدري

 

بأنّ الغيمَ أسودُ

 

مثل أيامي،

 

وقلبك مزهرٌ بالوجد،

 

والناي المحمّل

 

بانتماء السالكين دروبَ عزلتنا،

 

ونجم غيابنا،

 

يا طالبي

 

خذ كلَّ ما عندي من الذكرى،

 

ومن طيبٍ, ورثنا حُلمَهُ المطريَّ

 

من طين التبدّدِ

 

من حدودٍ,

 

لا تجيدُ سوى النحيب.

 

يا طالباً منّي هواءً

 

كستنائيَّ المشيب،

 

ما زلتَ مثلي

 

تعجنُ الكلماتِ

 

كي لا ننحني،

 

ونغيب في جوفِ الصلاةِ

 

لكي تظلَّ شموسُنا

 

مدناً معلّقةً على سقفِ المغيب.

 

ما بال صوتكَ

 

يحتفي بربابةٍ,

 

بدويّة الأحزانِ

 

من شجرِ المراثي،

 

والغزالةُ غادَرَت

 

سهلَ اشتهائِكَ يا غريب!

 

يا أيّها المنفيٌّ

 

من حمصٍ, إلى حمصٍ,

 

أتسألُ عادةَ الأمواجِ

 

عن بلدٍ, بعيدٍ,

 

ليس تدرُكُهُ الإِوزّاتُ الكسيحةُ،

 

أرجوان الراحلين إلى الشمالِ

 

ونبضُ روحك لا يجيب.

 

ها أنت

 

تهجرُكَ الدروبُ إلى الفراتِ

 

وأنتَ معنيُّ

 

بما لم تستطع

 

أن تشتريهِ من النصيب

 

ها أنت وحدكَ يا غريب

 

ها أنتَ وحدَكَ

 

كم تغيبُ..

 

...ولا تغيب..... !!!

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply