تلوح الجنان


 

بسم الله الرحمن الرحيم

رجعتُ إليكَ، إلهَ الوجودِ *** فطابَ ركوعي، وطابَ سجودي

 

رجعتُ أريدُ الخلودَ، ومالي*** سواكَ، فهب لي جِنانَ الخلودِ

 

رجعتُ وأهواءُ نفسي قيودٌ*** أعِنّي، إلهي، لكسرِ القيودِ

 

رجعتُ وكم حيّرتني الدروبُ! *** وقلبـــي يسائلُ: أين الحبيبُ؟!

 

فلاحت لقلبي معالـم دربي*** وفي الدربِ نورٌ، وفي الدرب طيبُ

 

وفي الدرب هديُ الرسولِ الكريمِ*** يقودُ الحيارى، فقلتُ: أتـــوبُ

 

أيا ربّ: إني مَللتُ دروبــي*** وعمري اشتكى من جراحِ الذنوبِ

 

فذنبي كبيرٌ..وحوبي عظيــمٌ*** ويَمسحُ عفوُكَ ذنبــي و حوبي

 

فيغدو فؤادي نقياً ويمســي*** بعفوك ربي غـــريقَ الطيوبِ

 

وأَعلمُ أنكَ تغفرُ ذنبي *** وتعلمُ أني أحبّكَ ربي

 

ولو كان عمري ذنوباً فإني *** سأسألُ قربي، وأعلنُ حبي

 

وأعلنُ أني أحبك ربي *** بدمعي، بصمتي، بخفقةِ قلبي

 

رجعتُ إليكَ..ودمعي جرى *** لِيسجدَ دمعيَ فوق الثرى

 

هجرتُ دروبَ الهوى، وعجِلتُ *** إليك لترضى، إلهَ الورى

 

وأظمأتُ يومي بصومي، وعفتُ *** بظلِّ النجاوى لذيذَ الكَرى

 

رجعتُ إليكَ، أُرَجّي رضاكَ *** وماكنتُ أرجو، إلهي، سواكَ

 

أناجيكَ.. أدعو وكليّ رجاءٌ *** وحاشا يَخيبُ محبُّ دعاكَ

 

إليكَ مآلي.. وكلٌّ سؤالي *** رضاكَ، وحسبي-إلهي- رضاكَ

 

تلوحُ الجِنانُ فمن ذا اشترى؟ *** ومن ذا يهيمُ بأعلى الذٌّرا؟

 

وذو الشوقِ يُدلجُ عند السٌّرى *** لطيبةَ يهفو.. وأمِّ القُرى

 

تلوحُ لقلبي مواسمُ حُبٍّ, *** تلوحُ، فيا قلبُ: ماذا ترى؟!

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply