فجرُ العِزَّةِ أزهر في غزة
والصبر تلألأ
وتفتَّح أزهار فرح
يتقلب في الحزنِ
ونياط القلب المتناثرة على الأسلاك
تتعانق في أشلاء رفح
والأيدي المغروسة في الأشواك
تتصافحُ في طرب ومرح
يتدثر بالشجنِ
والقلبُ المتوضئ بالتقوى غنَّى وصدح
رغم تباريحِ المحنِ
وعيونُ الأطفالِ هنا وهناك
تنسج خارطة المستقبل بتحديها
تتوعد من زرع الدمعة فيها
وبنى بالدَّمِّ عذاب أمانيها
أن تزرع فيه حصاد لياليها
رعبا ودموعا وزوال
***
كم كنّا في رحلتنا نحلم يا غزة بالتحرير
ونمد القلب جسور عبور
ونروِّي الأحلام بدمع ودماء
وصمود وحنين
واليوم نُكبِّر نجأر بالتهليل
والشوق جياد تركضُ تصهلُ فينا
تتشوق لعبور النهر لترتادَ فلسطينا
عشقا وحنينا
***
قومي يا غزَّةُ نتفيأ بالفرحه
في ظل مواجعنا المرَّه
ونهدهد دمعتنا الثَّرَّة
ونلمَّ نثار عزيمتنا من طرقاتِ الزحفِ
وزوايا ليل مقهور
كم طال تلونهُ بالدمِّ وبالأشلاء
وطلقات تتهادى في رأس المحتلِّ وعينيه
تكويه وترديه
وتمزقه بصمود الأبطال
ولظي الإيمان الدفَّاق
وتسربله بالرهبة في كل زقاق
والكفٌّ على الكفِّ
***
هيا نتهيأ للعرس الآتي في جنبات الدارِ
ونبني صرحا
يا غزةُ للعزة بدماء الشهداء
من بيسانَ ورامَ الله
لخليل الرحمنِ وسلفيت
فالرحلة ما زالت تتمدد في الرمل وفي الصخرِ
والجرح عميقٌ تذبحه الآه
والدرب طويل لنهايات المشوار
والريح بنتساريمَ وغوش قطيف ودوغيت
تستنشق يود الصبر من البحرِ
لتعبيءَ قلب الثورة بيقين الثوار
وتبلور عهد الإعصارِ الآتي من جزر الإصرار
طوفانا وزوابع
ومدائنَ تنهار
عهدا نقطعه يا وطن الأحرار
أن نمضي لنهاية رحلتنا أبطالا
نتقدم لا نرتد ٌّ
لا نخشى هول المدِّ ولا نتراجع
***
قومي يا غزة نتحسس وطني
جرحا جرحا
كي نصنع صبحا
يتألق في الزمنِ
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد