(ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله، إن الله عزيز حكيم)
لقمان: 27
بحسبي منك سيّدتي الحروفُ *** فـلـي من طيبها ظلّ وريفُ
ومـا يرجو سواكِ القلبُ مأوى *** فـكيف بغير كعبتها يطوفُ؟
إذا صـدحت حروفكِ رنّ عودٌ *** وسـبّـحت المَزاهرُ والدفوفُ
ومـا كـالشّعر يبعثُ فيّ شوقاً *** إلـى جـنّـاتٍ, عدنٍ, لا يحيفُ
ويـفـتحُ لي كتابَ الله صرفاً *** يُـحَصّنني إذا بغت الصروفُ
هـمَـت كلماتُهُ فالرّوح نشوى *** لـهُ فـي كـلّ فاصلةٍ, رفيفُ
وقـالـ: \"اقرأ\"، فهلّل كُلّ عرقٍ, *** ألـيـس بـنوره عزّ الكفيف؟
ورُدّدَ فـي الوجود صدى بلالٍ, *** وفاض السّلمُ والقصدُ النظيفُ
وصـار الـنّاسُ إخواناً كراماً *** وسـاد العدلُ، واقتُسِمَ الرغيفُ
وشِعرُكِ إن سرَى في البيد يوماً *** ونـبـضُ الـبيدِ ثاكلةٌ هتوفُ
تـفـجّرت العيونُ وصار قلبي *** يُـظَـلّـلُ ساحَه قصرٌ منيفُ
وبـي ظـمأٌ إليكِ فأرضعيني *** نـدى الكلماتِ، صَيِّبُها عطوفُ
وحـبّـكِ لـيس تُبليه الليالي *** وبعض الحبّ تحكمه الظروفُ
أجـرني من لظى نفسي ومنّي *** إلـهـي إنـنـي هشّ ضعيفُ
جـنـاحُ فـراشـةٍ, قلبي يغنّي *** هـواه وهـوَ تـطلبه الحتوفُ
تـوحَّـدنـا إلـى أبَدٍ, فليست *** تُـفـرّقـنـا الأسنّةُ والسيوفُ
وإن عصَفَ العذول فما نبالي: *** يُـحَـصّنُ ذاتنا الحُبٌّ العفيفُ
تَـخَـوَّفنَا الرياحُ ولاتَ خَوفٍ, *** أغـيرُ الله من شيءٍ, يخيفُ؟
وكـهـفُ الله وجـهتنا جميعاً *** إذا ضاقت على الباغي الكهوفُ
بـحـسـبي منك سيّدتي نشيدٌ *** يُـدثّـرنـي فتَقتربُ القطوفُ
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد