الدين دينك فانتَصر *** واعصِف بجبَّار أشر
واجعل جموعَ المعتدي *** أعجازَ نخلٍ, منقعر
وكتب لنا نصراً على *** حشدٍ, تواطأ وأتمر
لم نبغِهم ظلماً وما *** كنا نُقاسهم ثمر
أبداً ولم ندفع بهم *** للجوعِ أو قضمِ الشجر
كنا لهم نوراً يشِعُّ *** ودوحة من كلِّ حر
كنا لهم نبراسَ عل *** مٍ, خالصٍ, من كل شر
فَلكَم أتى من رِاهبٍ, *** أرضَ الجزيرةِ واستقر
وأقامَ فينا دارساً *** مُستلهماً منا الصٌّور
متمتعاً بالعدلِ لا *** يخشى الأذية من بشر
حتى إذا ما قاربَ الميعا *** دِ واكتمل الظفر
عادت به أشواقُهُ *** لذويه وانبثقَ الزَّهر
فأتى دواوينَ الفِرَ *** نجةِ حاملاً شتى العبر
مترفِّعاً عن جهلهم *** صُلبَ العزيمةِ والخطر
مترنماً بالمسلمي *** ن ذوي الهدايةِ والفِكر
مستبشراً بغدً يُصا ***غُ على الدرايةِ لا الغَرَر
فلقد تقلَّد في ديار محم *** د أبهى الدرر
ألقى الغوايةَ جاِنباً *** وأصاخ سمعاً ونظر
وأبلَّ من إعيائهِ *** وزها وأشرفَ وافتخر:
أنا في معاهد أمةٍ, *** محمودةٍ, نلت الوطر
وعَبَبتُ من نَهر الفحو *** لةِ لا شذوذً ولاكدر
وعلمتُ في تلك المدا *** ئنِ ما الحقيقةُ، ما الخبر
أمطٌّت عن جهلي اللثا *** مَ ورُحت أنشُدُ المدخر
أكرم بهم من قاصدي *** ن الله في برٍّ, وبحر
أشهى الديارِ ديارُهمُ *** وأعزٌّها في كل دهر
أهلُ المروآتِ الحسا *** ن وخيرُ أبناءِ البشر
لا يظلمونَ الناس لا، *** أو يستبد بهم نفر
فالأمر شورى بينهم *** والعدلُ إحسان وبر
لا تعجبنَّ فجدٌّهم *** من خير يعربَ قد ظهر
أزكى النفوسَ طهارةً *** وبذاك ربٌّك قد أمر
وعلا بهم حتى عَلَوا *** قمماً شوامخَ لا حفر
فاحزِم متاعَك راغباً *** وأئتِِ السبيلَ المعتَبر
وارشِف زُلالَ نميرِهم *** ودعِ العِمايةَ والخدر
فالحق مفتاحُ العلو *** م وأسٌّها الدينُ الأغر
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد