وطن الجرح..
يا وطنَ الجرحِ..
زهوَ الفتحِ..
ونورَ الصبحِ..
ألِمتُ لجرحكَ يا وطني..
يا وطن المقموعين المذلولين.. بكل مكان..
يا وطن الماشينَ على الرمضاء مع الأحزان..
يا وطناً مازال بجوف الليل يرتل آياتِ القرآن
يا وطناً حَجَّمهُ الباغي..
ما بين جدار السجنِ..
وبين تراب القبر
وبين المنفى في البلدان..
* * *
يا وطناً يرقص فيه المذبوحونَ من الألم..
يا وطناً لم يبصر فيه الأطفال سوى الصَّنَم..
يا وطناً فُصِّلَ فيه القانون على قدّ الصَّنَم
يا وطناً بُرمجَ فيه الحرفُ.. على مدح الصَّنَم
لا تشرق فيه الشمس سوى من وجه الصَّنَم
لا تهجعُ فيه عيون الناس من الألمِ
إلا حين تنام عيون الصَّنَم..
أشتاق لعطرك يا وطني..
للدوح.. وأشجار التين..
وعريش الأعناب يظللني..
واللوز.. وزهر الليمون..
يا فلاً تزرعه أمي.. أشتاق إليك
يا حباً يسكن في كبدي.. أشتاق إليك
أشتاق إليك وأركبُ طائرة الأحلامِ..
وأعبر فوق جبال الهند.. وفوق السّندِ
أحطٌّ كطيرٍ, فوق غصون الزيتونِ..
أطير إلى السجن بأطراف الصحراءِ..
أدخل للزنزانة مثل العطر المدفونِ..
أشارك أحبابي في السجن عذابَهُمُ..
وصلاتَهُمُ.. وقيامَهُمُ
وأقبِّلُ فيهم وطنَ الجرحِ..
وكلَّ جراحك يا وطني..
* * *
العالمُ أصبح يا وطني..
يُعنَى بحقوق الإنسانِ
ويصون حقوق الحيوانِ
ويناضل دون حقوق البيئة..
حقِّ الطيرِ
وحقِّ الشجرِ..
وحقِّ الحَجَرِ..
وحقوقٍ, ما مرّت في بال البشرِ
والقائد سيّدنا القائدُ- ريشٌ منفوشٌ كالصَّنَمِ..
والحزب القائد سيدنا الحزبُ القائدُ-
ما زال على إرث الصَّنَمِ..
ويمجّد أوهام الصَّنَمِ
ويقيمُ الأرض ويُقعِدُها.. إن لم يُعبَد وجه الصَّنَمِ
* * *
أشتاق لعطرك يا وطني..
وأريد العودة يا وطني..
لكن بجَنَاني.. ولساني..
أشتاق لوجهك يا وطني..
من دون سياط السَّجّانِ
اشتاق لوجهٍ, عُمَريٍّ,..
يكفر بالظلم.. وبالصَّنَمِ..
* * *
سأعودُ لأرضي يا وطني..
وأداوي جرحكَ بالألمِ..
سأعود بمعول إبراهيم.. يحطّم أعمدة الصَّنَمِ..
سأعود أقبّل ترب الأرض
وفوق الأرض..
وتحت الأرض
وآكُلُ مِنسأةَ الصَّنَمِ..
* * *
في وجه الباب المغلق
سمع قصيدتي أحد الرفاق وقال مظهراً الشفقة: لم لا يسوِّي وضعه ويعود إلى بلده؟
وضعي سوِيُّ أيها الرفيق..
ما كنت يوماً مجرماً..
ولم أتاجر بالحشيش والرقيق
لم أقطع الطريق.
* * *
لم أسلب اللقمة من فم الجياع..
ولم أعرِّض البلاد للضياع
لم أسلب الأفراح من عيون الأمهات
ولم أيتِّم الأطفال..
ولم أثكّل الزوجات..
ولم أجرجر الشيوخ يطرقون باب السجن واجمين..
ليطلبوا من حضرة الجلاد نظرة لكُوّة السجين..
ومِن صَغاره يردٌّهم.. بعد العناء خائبين..
* * *
وضعي سَوِيُّ أيها الصديق..
ومَن يسوِّي وضعيَ الذي تقول؟.
أذلك الأعوج في الأخلاق والميول؟
أم ذلك المخبر ذو الوجه الصفيق؟.
أم ذلك اللص العريق؟.
أم ذلك الجلاد وهو في دمائنا غريق؟
* * *
وضعي سَوِيُّ أيها الرفيق لا يحتاج تسويه..
لكنَّ وضع عقلكم بحاجة لتسويه..
ووضع حكمكم بحاجة لتسويه
ووضع حزبكم بحاجة لتسويه
ووضع فكركم بحاجة لتسويه
* * *
وَضعُ البلاد مائل يا أيها الرفيق..
فشقٌّها غريق
وشقٌّها الآخر يأكله الحريق..
إن البلاد أيها الصديق..
في مأزق عميق
كانت لها ريادة ونهضة
وموعد وثيق..
فأصبحت بفضلكم
في آخر الطريق..
* * *
اللاذقية التي أريد
\"ثم قال صديق سوَّى وضعه.. لم لا نعود؟ اللاذقية تريد.. وأنت تريد.. \"
اللاذقية التي أريد..
حرة أبية.. لا ترتضي عيش العبيد..
كريمة.. طاهرة.. لا تعبد الأصنام من جديد..
لا يرتع المخبر في حاراتها..
ولا يكون اللص من ساداتها..
وأمة القرود..
* * *
اللاذقية التي أريد..
جليلة حبيبة لأصلها تعود
عُبادةُ بنُ الصامت في بيوتها..
يدرّس الأطفالَ آياتِ الصمود..
* * *
اللاذقية التي أريد..
جنة بهية..
هواؤها معطرٌ
وطلعها نضيد
تُستعذَبُ المياهُ في عيونها
وتقطرُ الأعنابُ في كرومها..
وعند موسم الحصاد..
يَعمُرُ الحصيد..
* * *
اللاذقية التي أريد..
سمحة.. رضية..
تشعر بالمصاب حين موت والدي..
لا تغلق الحدود..
وتسمع الأنين في الفؤاد
حينما يبكي الفؤاد كالوليد..
ولا تزيد لوعتي..
ولا ترد رغبتي..
أن أحفر التراب في ربوعها..
لأدفن الفقيد..
* * *
اللاذقية التي أريد..
أم رؤوم حرةٌ..
تبحث في أقاصي الأرض عن أطفالها.. وكلهم فريد..
نشكو لها همومنا.. ونكتب القصيد..
فتحتفي بشعرنا وتطلب المزيد..
* * *
اللاذقية التي أريد
بلدة حبيبة
كرامتي محفوظة في أرضها..
وعهدها عَهيد..
أسابق الغزلان في مروجها..
بلا قيود..
أنثر أحلامي على سهولها..
فتزهر الورود..
أسكب آلامي على جبالها..
فتزأر الرعود..
وعندما تهمي عيوني بالدموع.. تمسح الخدود..
* * *
اللاذقية التي أريد..
كريمة طاهرة.. لا تعبد الأصنام من جديد..
اللاذقية التي أريد..
حرة.. أبية..
لا ترتضي عيش العبيد
لا ترتضي عيش العبيد.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد