فدى لك يا رسول الله


 

بسم الله الرحمن الرحيم

تـأجّـج أيـها الشعر التهابا  * * *  ومن عينيك فاستبكي السحابا

 

وأطـلـق للقوافي ما أرادت  * * *  مـن الآلام واسـقـيها عذابا

 

وقف مثل الحزين وقوف آسٍ, * * *  كـسـير النفس مكتئباً مصابا

 

لـعلّك من سبات الذلّ تصحو* * * وتُـشـرع من مآسيك الحرابا

 

فـمـا بعد الذي قد قيل قولٌ * * *  وما بعد الذي قد صاب صابا

 

وما بعد الرسول سوى المنايا  * * * وأن نـرِدَ الـمكاره والصعابا

 

فـقـد جـاز الأعادي كلّ حدٍّ,  * * *  ولـم يدعوا إلى الإصلاح بابا

 

ألـم يـكـفـيهم التقتيل فينا  * * *  ومـا عـاثـوا بأمتنا انتهابا

 

وتـقـسيم البلاد على هواهم * * * فـأمـست من مكائدهم خرابا

 

وكـم مـن غصّةٍ, منهم طوينا * * * عـليها القلب صبراً واحتسابا

 

فـظـنّـونـا بأنا إذ صمتنا  * * *  بـأنـا لا نـطيق لهم جوابا

 

وأنّـا أمـة هُـزمت وغابت  * * *  حـضـارتها وأَبعدت اغترابا

 

وما علموا بأنّ الأرض تُؤوي * * *  بـراكـيناً تُرى حيناً هضابا

 

لأجـل مـحـمّدٍ, تغدوا جبالاً  * * *  مـن النيران تنسكب انسكابا

 

فـدىً لك يا رسول الله نفسي * * * وأهـلي والعشيرة والصّحابا

 

فـدىً لـك أمّةٌ بك قد تعالت * * *  عـلـى الدّنيا وأودعت الكتابا

 

ألست المصطفى خير البرايا * * * وأكـمـلـهم جمالاً وانتسابا

 

بـنـورك أشرق الإيمان فينا  * * * ولـم يـترك ضباباً أو حجابا

 

فـبـدّد ظـلمة الأهواء عنّا  * * * وأطـلـق في دياجرنا الشّهابا

 

فصرنا في رياض الدين نزهو * * * و حـبّ الله في الأعماق ذابا

 

لـنـغسل في جداوله الخطايا * * * و نـغـترف السعادةَ والثوابا

 

نـبـيّ الله حـبّك في الحنايا * * * كـماء المُزن ينصبّ انصبابا

 

تـعانقهُ السّرائرُ وهي عطشى * * * فـيـسقيها من الشّجن القِرابا

 

نـسـيم الشوق يلثمها بعطرٍ, * * *  إذا مـا شـمّـه قـلبٌ أجابا

 

كـأنّ شذاهُ في الأرواح خمرٌ  * * * مـن الـجنّات تشربه شرابا

 

شذاً من ورد أحمد ليت شعري  * * * على الأغصان قد أزكى وطابا

 

على غصن النبوّةِ حيث تشدوا  * * *  طـيـور الـدّين ألحاناً عِذابا

 

تـرقّ لـها المشاعر باكياتٍ,  * * * وينساب الحنين لها انسياب

 

وتـنـبـعث القصائد حانياتٍ,  * * *  قـوافـيـهـا وأدمعها سكابا

 

فـهـذا أحمدٌ لا شيء يحوي * * *  شـمـائـلـه بياناً أو خطابا

 

ولـسـت بـمادحٍ, لكنّ قلبي  * * *  تـمـرّد غـاضـباً ممّا أنابا

 

عـلـى قومٍ, بصائرهم تعامت  * * *  عـن النّور الذي ملأ الرّحابا

 

وغـرّتـهـم أمـانيهم فقاموا  * * *  يـخُـطّـون الشتائم والسّبابا

 

بـلا عـقلٍ, ولا شرفٍ, كريمٍ,  * * *  ومـن ذا يُبلغ الشّرف الكلابا

 

سـلـوهـم أيـهم يدري أبيهِ  * * *  ومـن يـشـري لأمّهم الثّيابا

 

إذا أبـصـرتـمُ قـوماً لئاماً  * * * بـلا أصـلٍ, يُـرجّى أويُهابا

 

فمهلاً يا بني’’الدنمرك’’ جُزتم * * *  مـراعـيـكـم وأبقاراً حِلابا

 

تـراضـعتم مع الأبقار حتّى * * * جُـنـنتم لا عقول ولا صوابا

 

وقـد كـانـت لكم فيها غناءٌ * * * بـألاّ تـقصدوا البحر العُبابا

 

دعـوا’’اللورباك’’ تنفعكم فإنّا  * * *  عـزمـنـا أن نصيّرها ترابا

 

خـذوهـا واشبعوا لبنا وزبداً  * * * وفي الميزان فالتمسوا الحسابا

 

وإن كـان اليهود لكم صِحاباً  * * * فـبـيعوهم ولا ترجوا ثوابا

 

فـإنّـا أمـةٌ لا خـيـر فينا  * * * إذا مـا لـم نزل منكم غِضابا

 

ويـومـاً مـا سنأتيكم غُزاةً  * * * ونـسـقي من حليبكم الشّعابا

 

فـإنّ الله مـولانـا وأنـتـم  * * *  بُـغـاةٌ ذلّ مـن يبغي وخابا

 

وأنـا أمـة ’’الخبّاب’’ نبقى  * * * عـلـى آثـاره نضع الرّكابا

 

نـجـود لأحمدٍ, بالروح خوفاً  * * * لإصـبـعه الحبيبة أن تُصابا

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply