رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم ( 1 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

عَـانِقي المجـدَ وَاخفقي يَـا بـيـدُ  * * * كُـلٌّ يَـومٍ, عَـلـى رِمَالِـكِ عِيــدُ

 

رَايـةٌ بَـعـدَ رَايَـةٍ, وَزُحـوفٌ  * * * في مَيَـادِيـنهـا وَفـجـرٌ جَـديـدُ

 

لاَ يَـزَالُ التّاريـخُ يَـدفَعُـهُ النَّصـ  * * * ــرُ ويَبنِيـهِ مُـؤمِـنٌ وشَـهيـدُ

 

وَالنٌّبُـوَّاتُ آيَـةُ الله يُجـلَـى الحَـ  * * * ـقٌّ فـي نُورِها ويُجـلَى الـوُجُـودُ

 

تَـصِـلُ الأَرضَ والـزَّمَـانَ فَتَمتَـ  * * * ــدٌّ مَـواثِـيـقُ أُمَّـةٍ, وَعُـهُـودُ

 

يَـا لَحَـقٍّ, جُذُورُهُ ضَـرَبَـت في الأَ  * * * رض وامـتَـدَّ سَـاقُـهُ والـعُـودُ

 

إِنَّـهُ جَوهَـرُ الـحَـيَـاةِ وَفَـيـضٌ  * * * عَـبـقَـرِيُّ وَفـاؤُهُ وَالـجُــودُ

 

إِنّـهُ الـوَحـيُ والرِّسَـالـةُ لِلـنَّـا * * * سِ و هـذا رَسُـولُـهـا المَشهـودُ

 

سَـيِّـدُ النَّاس! بَينَ نَصـرٍ, من اللَّـ * * * ــهِ وَعِـزًّ لِـوَاؤُه مَـعـقُـودُ

 

إِنَّـهُ أَحمَـدُ النّبـيٌّ! فَـبُـشـرَى  * * *  بَـيـنَ آيــاتِ رَبِّـهِ وَوَعِـيـدُ

 

فَـمِـنَ اللهِ كُـلٌّ فَضـلٍ, عَـلَـيـهِ  * * *  آيَـةُ الحـقِّ والـهُـدَى التّـوحِيـدُ

 

                                       *  *  *

يَـا جَـلالَ الإِسـراء: يحمله الشـ * * *  ـوقُ وَجِـبريـلُ والبُـرَاقُ الشَّديـدُ

 

والـفَـضَـاءُ الممتَـدٌّ يَنشُـرُ أَنـوا  * * *  راً فَـتَنَـشَـقٌّ ظُـلـمَـةٌ وسُـدُودُ

 

أَيٌّ نُـورٍ, يَطُـوفُ بالكَـون تُجلـى  * * *  مِـن سَنَـاه أَحنَـاؤُنَـا و الكُـبُـودُ

 

إِنه المُصطَفَـى! أَطـلَّ فَـهَـبَّـت  * * *  لِـلـقَـاهُ نُـبُــوَّةٌ وَجُــدُودُ

 

وإِذا الـسِّـيـدُ الـعَـظِـيـمُ إِمَـامٌ  * * *  وجَـلاَلٌ يَـحُـوطـهُ وحُـشـودُ

 

وإِذا أَنـتِ يا فِـلَسـطِـيـنُ نُـورٌ  * * *  يَـتَـلاَلاَ وَجَـوهَــرٌ وَعُـقُــودُ

 

فاخشَعـي يـا رُبَـى فهـذِي دُرُوبٌ  * * *  لـجِـنـانٍ, وَمَـحـشَـرٌ وخُـلُـودُ

 

وَربَـاطُ لـلهِ تَـحـرُسُـهُ الـعَـيـ  * * * ــنُ و قَـلَـبٌ ووثـبَـةٌ وَزُنُـودُ

 

                                  *  *  *

يَا ظِـلاَلَ الأَقصَـى! نَـدَاكِ غَنـيٌّ  * * * بالرَّجَـا، صَادِقُ الوَفَـاءِ، رَغيـدُ

 

كـلٌّ شِـبـرٍ, بِـهِ مَـوَاقِـعُ وَحـيٍ,  * * *  وَجِهـادٌ عَلَـى الـزّمَـانِ جَـديـدُ

 

إِنَّ دَاراً يـحَـوطُـهـا اللهُ تـأبـى  * * *  أَن يُـخَانَ الوَفَـا وتُطـوَى الوُعُـودُ

 

إِن أَرضــاً لـلـه لاَ يَـتَـوَلّــى  * * *   عـن حِمَـاهَـا فتـىً أَبَـرٌّ جَلـودُ

 

مَـن يَخُـن عَهـدَهُ مَعَ الله يُـرهِقـ * * * ـهُ عَـذَابٌ مِن ربِّـهِ وَصَعُـود (2)

 

                                     *  *  *

يَـا رَسُـولَ الهُـدَى! سَلاَمٌ مِنَ اللَّـ  * * *  ـهِ ومِـن مُـؤمِـنٍ, لَـهُ تَـرديـدُ

 

وصَـلاةٌ عَـلَـيـكَ، تَخشَعُ فِيهـا  * * *   أَضـلُـعٌ أَسلَمـت وهـذِي الكُبُـودُ

 

كُـلٌّ فَتـح بَـلـغـتَـهُ هَـو آيـا  * * *  تٌ مِـن الله خَـيـرُهـا مَـمـدودُ

 

غَـيرَ أَنَّ القُلـوبَ أقسى على الفَت * * * ـ ـحِ وَأغـلـى سبيلُـهـا والجهُـودُ

 

فَسَبيـلُ القُلـوبِ هَـديٌ مـن اللـ * * * ــه، سَبيلُ البِلادِ سَيـفٌ حَـدِيـدُ

 

فـإذا مَـا التَقى على الحـقِّ سَيـفٌ  * * *  وَبَـلاغٌ فَـذَاك فَـتـحٌ مَـجِـيـدُ

 

فَـبَنَيتَ الَّـذي تُـقَـصِّـرُ عَـنـهُ  * * * عَبقَـرِيـاتُ أَعـصُـرٍ, وَحُـشـودُ

 

أُمّـةُ لـم تَـزَل إِلـى الله تَـسعَـى* * * هـي فَتـحٌ مِنـهُ وَنَصـرٌ فَـريـدُ

 

                                   *  *  *

يَـا رَسُولَ الهُـدَى! سَـلاَمٌ مِن اللَّـ* * * ـهِ ومِـنّـا الـوَفـاءُ والتوحِـيـدُ

 

وَصَـلاةٌ عَـلَيكَ نَعبُـد فِـيهـا اللَّـ* * * ـهَ نـرجـو رضـاءَه ونُـعـيـدُ

 

رَحـمـةٌ أَنـتَ لِلعِـبَـادِ مِـنَ اللَّـ* * * ــهِ وفَضـلٌ مُهدًى وَخَيـرٌ مَدِيـدُ

 

فـاذكُرِي \" أُمَّ مَعبَـدٍ, \" قِصَّـة الشَّـ* * * ـاةِ وَقَد جَفَّ ضَرعُها والوَرِيـدُ (3)

 

مَـسَحَ الضَّرعَ في يَدَيه رَسُـولُ الـ* * * لَّـه فـاشَـتـدَّ دَرٌّهَـا والـجُــودُ

 

رَوي الصَّحبُ وانثَنَوا وكـأَنّ الضَّـ * * * ـرعَ تَـدعـو: لَئِن ظَمِئتُم فعـودوا

 

آيـةُ الله فـي يَـدَيـهِ وَذِكـرُ الـ * * * ـلـه في قَلبِـهِ خُـشُـوعُ وَحِـيـدُ

 

إِن رَوَى الـصَّحبَ كَـفٌّـهُ فَـهُـدَاه  * * * يَـرتَـوِي مـنـه صَاحِـبُ وَبَعيـدُ

 

يَـرتَوي الدَّهـرُ من هُـدَاه فَيَـدنُـو   * * * مـؤمِنُ خَـاشِـعُ وَيَنـأَى كَـنُـودُ

 

                                           *  *  *

أَيٌّها المصطفى! تَفَـرَّدتَ في الخَلـ* * * ـقِ نَـبِيّـاً عُـلاَكُ أُفـقُ فَـرِيـدُ

 

أَنـتَ مَعنَى الوَفَاءِ: ذِكـرُكَ في الأَر* * * ضِ حـميـدٌ وفي الـسَّـماءِ حَميـدُ

 

زَانَـكَ اللهُ! حُسـنُ وَجهـكَ إِشـرَا* * * قٌ وإِشـرَاقُـهُ جَــلاَلٌ وَدُودُ

 

لا تَـكـادُ الشٌّهُـودُ تَمـلأ عَينَيــ* * * ـهـا فَـيُغضِي مِنَ الجَلاَل الشٌّهُـودُ

 

ذِروَةُ الـبَأسِ في فُـؤادك في الحَـر * * * ب إِذا احـمـرَّ بـأَسُـهُـا وَرُعُـودُ

 

لَـو تَـنَادَوا مَن الفَوَارسُ في الدَّهـ* * * ــر لَقالُوا: ذا الفَـارِسُ المَعـدُودُ

 

أَنتَ في الحَـرب يَحتَمي بِـكَ أَبطـا * * * لٌ وَيـأوي لِـظِـلِّـكَ الصِّـنـديـدُ

 

حَسبُـكَ المَدحُ أَن تكون عَلَى خُـلـ * * * ـقٍ, عَظيـمٍ, يُتلَى بِهِ الكِتابُ المُجيـدُ

 

كُـلٌّ آيٍ, مِـنَ الـكِـتـابِ وَذِكـرٍ,  * * * هُـوَ ذِكـرٌ علـى الزَّمَـانِ جَـدِيـدُ

 

                                   *  *  *

يَـا رسُولَ الهُدَى! حَمَلتَ إِلى النَّـا* * * سِ سَـلاماً يَـرعـاه دِيـنٌ وصِيـدُ

 

كـم مَسحـتَ الـدٌّمُوعَ آسيتَ مَحزَو * * * نـاً فَحَنَّـت إِليـك مِنهُـم كـبُـودُ

 

وَدَفَعـتَ الأَسَـى وَرَعشَـة خَـوفٍ,  * * * فاطمـأَنت إِلى الـوَفـاءِ العُـهـودُ

 

أَنـتَ أَرجَـعـتَ لابـنِ آدَمَ حَـقّـاً  * * *  كَـم أَضـاعَتـهُ فِتـنـةُ وجُـحُـودُ

 

وَعُـتأةٌ بَغَـوا عَلى الـنّـاس حَتَّـى * * * تَـاهَ في الـدرب جَائـعٌ وطَـرِيـدُ

 

يـا حُقُوقَ الإِنسان! هذا هـو الحَـ  * * * ـقٌّ ! سِـواهُ فـبـاطِـلٌ مَـردودُ

 

إِنَّـهـا مِـنـحَـةٌ مِـن الله! حَـقُّ   * * *  لـم تُـشَرِّعـهُ عُصبَـةٌ وَعَـبـيـدُ

 

فـاسـتَقيمـوا للهِ نَـبـنِ سَـلامـاً  * * *  لـم تـخـالِطـهُ فِتنَـةٌ ووعــودُ

 

                                   *  *  *

يَـا رَسُولَ الهُدَى! عَدَلتَ وسَـاوَيـ * * * ـتَ فَـمَـا جَـارَ سَيِّـدٌ ومَـسُـودُ

 

جَـمَـعَ الـلَّهُ أُمَّـةَ الحَـقِّ إِخـوَا  * * * نـاً فَـهـبّـت عَـزائِـمٌ وَجُهـودُ

 

غَيرَ أَنَّ الـزَّمَـانَ حَـالَ فَـعَـادت  * * *  لـلـشّيـاطِـيـن دَولَـةٌ وجُـنـودُ

 

أَشعَلُـوا الأَرضَ فَجَّـروهَـا بَرَاكِيـ * * * ـنَ فَـمَـادَت ذُراً ومَـادَ عَـمُـودُ

 

صاحَ من هَول مَكـرِهم كُـلٌّ جَبّـا  * * * رٍ, وَجُـنَّ الـلَّهـيـبُ \" والأُخـدودُ \"

 

غَيرَ أَنَّ اليقيـنَ يَبقَـى ويـمضـي  * * * مَـوكِـبُ الحَـقِّ يَجتَلـي وَيَـرودُ

 

                                       *  *  *

كَيـفَ أَرقَـى إِلـى مَديحِـكَ لكـن  * * *  غَـلَـبَ الشَّـوقُ والحَنـينُ الشّديـدُ

 

غَلَـبَ الشـوقُ رَهبَتي، وصِـرَاعٌ   * * * فـي فُـؤادِي يَغيـبُ ثُـمَّ يَـعُـودُ

 

كُـلَّـمـا لَـجَّ فـي فُـؤادِيَ شَـوقٌ  * * * دَفَـعَ الشَّـوقُ رَهبَـتـي فَتَـزيـدُ

 

وإذا بـالـخُشُـوعِ يَـرفَـعُ أَشـوَا  * * * قي فَتَصفُـو وتَـرتَـقـي فَـتَجُـودُ

 

إِنما الله وَ الرَّسُـولُ هُـمَـا الـحُـ* * * ــبٌّ وَ لـله وَحـدَه الـتَـوحِـيِـدُ

 

يا لـدَربٍ, شَقَقَتَـهُ \" في سَبِيـل الـ * * * ـلَّه \" عَهـدٌ عَلَى الـزَّمَانِ جـديـدُ

 

مَـاجَ فِيـهِ مِـنَ الـهِـدَايـة نُـورٌ   * * *   وسَـرَايـا تـتـابَعَـت وحُـشـوُدُ

-----------------------------------------------------------------

(1) ألقيت هذه القصيدة في مؤتمر حول (المدائح النبوية تاريخها وأساليبها). أورانج أباد في الهند خلال الفترة: (26 ـ 28)/2/1409هـ الموافق (7ـ9)/أكتوبر 1988م ثم جعلت هذه القصيدة جزءاً من ملحمة الأقصى وديوان مهرجان القصيد. وقدّمت في هذا المؤتمر بحثاً حول (الإِطار الصحيح والأسلوب الأمثل للمدائح النبوية).

(2)  صَعُـود: جَبَلُ في جهنم، عقبة شاقة.

(3) (أمٌّ معبد) صاحبة الخيمة التي مر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر يسألان لحماً وتمراً يشتريانه منها. فلم يصيبوا شيئاً. فمسح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرع شاة خلفها الجهد عن الغنم ودعا وسمى الله - تعالى -، فتفاجَت عليه وذرت وروي الجميع.فآمنت وبايعت على الإسلام.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply