خدعوها باسم الحرية *** أنثى حسناء قمرية
خدعوها آه لو تدري *** لم تسقط للشر ضحية
جعلوها تخرج عارية *** ليقال فتاة عصرية
رسموها ألواناً شتى *** بالريش الناعم حورية
عبدوها فناً وجمالاً *** في جسم امرأة وثنية
عرضوها في النادي العاري *** وعلى شطآن بحرية
وأباحوا أفلاماً عنها *** برسوم العري الغربية
صحبوها مثنى وثلاثاً *** بليالي تترى غجرية
ورموها أشلاءً حيرى *** من بيت العفة منفية
نظرات تصطاد صباها *** حمراء سكرى دموية
رقصات الخزي تلاحقها *** أشباحاً نكرا وحشية
ودخان الكيف يدوخها *** بأماني حلم وهمية
سكرى بالخمرة تافهة *** بلهاء الفكرة سطحية
وقعت للسحر فأغوتها *** كلمات الحب المطلية
شعراء أغروها مدحاً *** بلسان اللغة العطرية
وسقوها فكراً مسموماً *** باسم الأفكار العلمية
وتنادوا في صوت عالٍ, *** العري شعار المدنية
والكل ضحية ما رسمت *** نظرية غرب جنسية
حسنائي في كل مكان *** شرقاً إن كنت وغربية
لا تصغي للفكر الحاوي.. أمراض البشر المخفية
حسنائي مسلمة أنتِ *** وصفات! ك بالدين نقية
إياك التقليد الأعمى *** في الزي وفي كل قضية
فالدين العاصم ملتجأ *** لرفيع القيم الروحية
قيم الإسلام فلا هدف *** دون الإسلام ولا نية
حسنائي مسلمة أنتِ *** إن قيل فتاة رجعية
فبقايا مدن كعمورا *** أضحت أمثالاً مروية
وحضارة روما في الماضي *** هلكت بمخاز جسدية
والآن الغرب بهالته *** صرح يتهاوى بروية
حسنائي مسلمة أنتِ *** رغم الأقوال الصحفية
رغم الأقلام ورشوتها *** كي تكتب عنك بسخرية
من صدق الدعوة أن تبقى *** شمخاء الأنف وعلوية
تمشين برؤيا واضحة *** نشوي بالخطوة جدية
وبكل مكان صامدة *** في شتى مدن عربية
لتصدى كل مؤامرة *** تسعى بهواها نفعية
حسنائي مسلمة أنتِ *** وبزيف التهمة مرمية
أنت الحسناء ومن تأبى *** أوضاعاً للعار زرية
تختار لعفتها زياً *** محتشماً لايكشف غية
ولهذا أنت مهددة *** بالحكم الجائر مرمية
أما من كن ذوات هوى *** فلهن قضايا وطنية
ولهن وسائل إعلام *** تسرع للخدمة ودية
وحكاية تحرير الأنثى *** أمست نغمات صوتية
ولها أنصار قد نادوا *** أن ذاك شعار الثورية
ودوا أن تظهر سوءتهم *** من أجل م! قاصد فنية
ياسادة إنا نعرفكم *** أسماء كانت منسية
فاخترتم للشهرة درباً *** من غير طريق الشرعية
أخجلتم من ذكر الماضي *** فأضعتم في الناس هوية؟
وصنعتم جيلاً قد ذهبت *** أخلاقه بالوحل دنية
يا سادة إنا نعرفكم *** أبواقاً تصرخ حرية
لم تدرس بعد تراجمكم *** حتى تكتشف النفسية
حسنائي مسلمة أنتِ *** فوق الشبهات وخلقية
وشعارك يبقى مسطوراً *** في قلب الكتب الأبدية
ونضالك أنبل ظاهرة *** عرفت بعقول البشرية
فخذي قرآنك وانتفضي *** في وجه الطاغي مدوية
لتكوني رمزاً لفتاة *** أسمى في الغاية قدسية
حمالة نور تنشده *** نفس الإنسان الفطرية
لتعود كسيرتها الأولى *** بالعلم لمحو الأمية
وتؤوب بأمجاد الماضي *** أمجاد عصور ذهبية
ها أختك في مصر *** اختارت آمال فتاة مصرية
ترقى وتجد بمبدئها *** وبعزم الهمة جدية
وتصان بشرع مختار *** وبدين موحى مهدية
فالمرأة فيه مكرمة *** تسمو بمعان أزلية
ولها في الشرعة مرتبة *** ليست في النظم الوضعية
لا يكمل للمرأة قدر *** إلا بالقيم الدينية
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد