أسرى شيراك


 

بسم الله الرحمن الرحيم

أشغلت فرنسا العالمَ بقضيّةِ الصحفيين الأسيرين في العراق - وحُقَّ لها ذلك -، وبعد جهودٍ, مُضنيةٍ, ابتهج الفرنسيون بإطلاق سراحهما، فقطعَ الرئيسُ إجازته، وأوفدَ وزيرَ خارجيته لإحضارهم من الشرقِ الأوسط، وكان يوماً وطنياً لفرنسا.

تذكرتُ عندها أسرانا في فلسطين سواءً في سجون الصهاينة، أو خلف الجدران العنصرية والحواجز القهريّة، وتذكّرتُ أسرانا في كوبا، وأفغانستان، والعراقº الآف مؤلفة يرفلون في قيودهم من غير ذنب أو جريرة، دونما سؤال عنهم، فهذه رسالة عتاب إلى المسلمين شعوباً وحكومات، وأفراداً وجماعاتº على تقصيرنا في فكّ العاني، وخلافة الفقيد في أهله وماله.

شيراكُ عرّج على أسرَاكَ جـــــــــذلانا             فمَا لنا مهجةٌ تبكي لأســــــــــــرانا

\"واقطع إجازتك\" الغنَّاء في فــــــــــــرحٍ,             فليس في أمتي من يرفعُ الشـــانا

وصُغ بباريس أعياداً مطــــــــــــــــــرّزةً             وحَلِّ \"بُرجَكَ\" أنواراً وألــــــــــــــــــوانا

واجعل وزيرَكَ حكراً في مواكبهـــــــــم             وصُفّ جيشَكَ شيباناً وشـبّــــــــــانا

فإن من أخوتي مليون معتقــــــــــــلٍ,             وقد صففنا لهم ذلاًّ وخــــــــــــــذلانا

وهنّيء الأمَّ والزوجَ التي سكنــــــــت             واكسُ الصغيرةَ باقاتٍ, وريحـــــــــــانا

فللأســيرِ هُنـا أمٌ معـذبـــــــــــــــــــــةٌ             تقرّحت حسرةً.. قلباً وأجفـــــــــــانا

وللأسير هنا زوجٌ ملفعــــــــــــــــــــــةٌ             بالحزنِ.. تحصدُ بعدَ البذل نُكــــــرانا

تشكو إلى الله أحزاناً مُعتّقـــــــــــــــةً             وتحفظُ العهــد أشواقاً ووجـــــــــدانا

وللأسيرِ هنا بنتٌ مشــــــــــــــــــوّقـةٌ             تراقبُ الفجر.. علّ الفجر قد حـــــانا

وللأسير هنا دارٌ معـطّلــــــــــــــــــــــةٌ             تنعى الشهامة أبواباً وجــدرانــــــــا

غابوا فما سائلٌ عنهم، ولا وطـــــــــنٌ             يهتَزٌّ من أجلهم بَرّاً وخُلجـــــــــــــانا

تسومُهم تحت عين الكونِ أجمـــــعِهِ             صلافةُ الحاقدِ الممسوخِ شيطـــــانا

لا يرقبونَ لهم إلاًّ ولا ذمـــــــــــــــــــما             واللهُ أنزلها للنــاس قــــــــــــــــــــرآنا

ويحي!! وما نقموا منهم سوى صـــورٍ,            لنُصرةِ الدينِ أرواحــاً وأبـــــــــــــــدانا

من لي بقلبٍ, على إخوانهِ شَفِــــــقٍ,             مستيقظٍ, لم يجد في الدهرِ سلوانا

يبيتُ فوق صفيحِ الجمر من لَهَـــــــفٍ,             أخوّةً صاغها الإســلامُ بُنيـــــــــــــانا

خليفةُ الجارِ في مالٍ, وفي حّشــــــمٍ,             كالأمِّ عطفـاً وإيثاراً وتحنــــــــــــــــانا

سترُ اليتامى.. جوادٌ حين مسغبـــــةٍ,             وقد ينامُ على الفاقاتِ جوعـــــــــانا

أين التٌّقى يا عباد الله في زمنــــي؟!             أين التناصرُ تثبيتاً وإحســـــــــــــــانا؟

ألم يكن بيننا في الدين من رحـــمٍ,؟!             ألم نكن في الأسى والسعدِ إخواناً؟

لكن إذا شطَّ جيلٌ عن شريـــــــــــعته             أضحت مبادئهُ زوراً وبُهتـــــــــــــــــاناً

هُنّا فهانت على الدنيا محارُمـــــــــنـا             وباتَ يسبي حمانا كلٌّ من هــــــانا

شيراكُ لا قدوةٌ فيكم ولا شـــــــــــــرفٌ            فقد جعلتم جزاءَ البرِّ عــــــــــــــدوانا

لقد حكمـنا فأحيتكم حضارتُنـــــــــــــا             وحكمكم مِقصلٌ يزجي منايـــــــــانا

إسلامنا عبّدَ الدٌّنيـا لخالِقِــــــــــــــــها             وأّكرَمَ الناسَ أجناساً وأديـــــــــــــانـا

وعهدُكم آلةٌ تفري ومحــــــــــــــــــــرَقةٌ            كفى بما سجّل التأريخُ بُرهـــــــــانا

يا كم غرسنا غراسَ العدلِ فازدهـــرت            وبَذرُكم نزّ أحقاداً وأضغــــــــــــــــــانا

شيراكُ: لي موعدٌ للنصـــــــــــــر أرقُبُهُ            لم نبدِ إلا لوجهِ الله شكـــــــــــــوانا

بي من أسى أمتي عن همّكم شُغُلٌ            لكنّها حرّكت في القلب أشجــــــانا

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply