قسمًا يا ذا الوجهِ الأنور *** بِعُلا مَن أعطاك الكوثر
أنّ لأمرك كل علوٍّ, *** ولشانئك الأمرَ الأبتر
بأبي أنت..وأمي.. وبما *** نهوى.. من أبيضَ.. أو أصفر
لنبي الرحمةِ.. للهادي *** للشافعِ في يومِ المحشر
يفدي عرضَك كل محبّ *** الأكبرُ منا.. والأصغر
يفدي عرضَك كلٌّ عزيزٍ, *** بذلاً للنفس.. وما يُذخر
يُفدى مَن بلّغ أمتَهُ *** يُفدى من بشّر.. أو أنذر
فالعالمُ رجسٌ.. مخمورٌ *** إذ بُعث (محمد).. فتطهّر
قسمًا بالله وإنّ له *** ديناً.. قيماً.. لا يتقهقر
تأتيه الناسُ طواعيةً *** الأبيضُ منهم.. والأسمر
(سلمانُ وسعدٌ وصهيبٌ) *** و(بلالٌ) في الأمر كجعفر)
وملوكٌ تذعنُ مسلمةً *** لهداه.. كـ (أصحمةَ الأبجر)
فالحقٌّ نهارٌ.. واللهُ *** أقسمُ بالصبح إذا أسفر
والباطلُ ليلٌ.. واللهُ *** أقسمُ بالليل وقد أدبر
إن هو إلا حقدٌ كشر *** إن هو إلا سحرٌ يُؤثر
من قبل (الدنمرك) تولّى *** بالحسرة كلٌّ من استهتر
من (كعب الأشرف) حين قضى *** لـ (أبي رافع) تاجرِ خيبر
و (أبو جهلٍ,) حين تعدّى *** أقبل (حمزةُ) كيما يثأر
أهوى بالقوس فشجَّ له *** رأسًا.. ولإسلامٍ, أظهر
و(أبو لهب) تبَّ.. وتبّت *** منه يداهُ.. حين استكبر
و (عميرٌ) جاء.. وقد أخفى *** من تحت رداءيه الخنجر
فانقلب لمكةَ منشرحًا *** للخير.. وقد أقبلَ بالشر
و (ثمامةُ) مأسورٌ لمّا *** أمر (الهادي) ألاّ يُؤسر
فمضى يعلنُ حبَّ نبيٍّ, *** أكرم مثوى سيد معشر
يكفيه اللهُ.. ويعصمُه *** والباغي دومًا يتعثّر
فنداءُ النصرةِ قد زمجر *** وليوثٌ في الساحة تزأر
ومحالٌ أن ينهشَ منه *** أربابُ البقرِ ولا نثأر!!
شذّاذُ الثالوثِ.. ومن هُم *** أتباعُ الدجّالِ الأعور
تعسوا.. والرايةُ قد سقطت *** وصليبٌ فيها يتسعّر
جاء الحقٌّ.. وزهق الباطل *** إنّ الباطلَ.. أبدأ يخسر