نداء إلى كل مسلم في كل مكان
أدركوا القدس قبل فوات الأوان
إنها تصادر على أيدي المحتلين: شبراً شبراً، وبيتاً
بيتاً، وشجرة شجرة، ومئذنة مئذنة
فما عذركم عند الله إن ضاعت بتقصيركم
أيـا وطـن الـمروءة و البطولة *** و يـا كـهف القداسة و الفضيلة
أحـنٌّ إلـيـكِ مـا هبت جنوب *** مـن الأقـصى و ما هتفت خميلة
و مـا غـنـت بـلابـلـه بأيك *** عـلـى أعـوادهـا ولهى عليلة
و أسـراب الـحـمـائم سابحات *** بـأجـواء نـسـائـمـهـا بليلة
حـفـظت ودادها و رعت ودادي *** كـلانـا هـائـم يـدعـو دليله
أراهـا كـلـمـا هـتفت أثارت *** بـلابـل مـهـجتي حرَّى جليلة
أحـن إلـيـك مـهد أبي و أمي *** و مـعهد صبوتي و شذا الطفولة
و مـهـوى كـل قـلب مستطار *** يـتـوق لـوَ أنَّـه يـنهي رحيله
و دار قـد بـكـيـنـاهـا ببعد *** عـلـى أعـتـابـها خرًّت قتيلة
تـحـوم الـطـير فيها فوق بئر *** تـقـيم على الصدى حقبا طويلة
مـعـطـلـة ًفـأين اليوم ساق ٍ, *** و مٌـدلٍ, دلـوهُ يـسـقـي خليلة
و كـانـت مـلـتـقـى الوُرًّادِ *** دهرا و مَشفى كل ذي نَفس عليلة
فـأمـسـت بـلقعا لا إنسَ فيها *** و لا طـيـرٌ و لا ظـل ظـليلة
و مـأوى لـلـسباع و كل وحش *** ذوات الـظٌّـفر و الناب الصقيلة
سـبـاع لـيـس تـشبع بامتلاء *** و لـم تـهـجـع نهارا أو قبيله
تجوب الأرض في عرض و طول *** و تـهلك ما استطاعت أن تطوله
أذاهـا حـرفـة و الـفـتك طبعٌ *** بـها سغب و من كَـَلـََبٍ, هزيلة
تـنـام عـلـى رماد فوق جمر *** و تـصـحـو فـوق كثبان مَهيلة
و تَـجـهَـل أن يـوما فيه قتل *** لِـجَـوّابِ الـفـلا أبـدى حلوله
و يـومـئذن نجوس خلال أرض *** لـنـدخـل مـسجدا شئنا دخوله
بـعـون الله شـئـتـم أم أبـيتم *** ووعـد مـنـه مـا صُـنَّا سبيله
و نـفـرح ظـاهرين على عدو *** طـغى في القتل لم يرحم رسوله
و راح يـبيع أهل الأرض عهرا *** و يُـلـبـس قـبحه قُشُبا جميلة
و يـزرع فـي الأنام بذور حرب *** و يـنـشـر أيـنما حل الرذيلة
فـصـار العُريُ في الحسناء ذوقا *** رفـيـعـا و الـخـليلة كالحليلة
بـنـو إبـلـيس أرضَعهم خداعا *** فـبـزَّ الـوالـدَ الـمولودُ حيلة