فداك

1.4k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

أكفكفُها من مقلتي أدمعاً حرّى *** أترجمُها في الحبِّ للمصطفى شعرا

وأنظِمُها حتى إذا ما رضيتُها *** بعثتُ بها شوقي وقد ضُوِّعت عطرا

وقد سبقت خيل المديح ركائبي *** قديماً ولكن همتي تطلبُ الفخرا

وأيٌّ فخارٍ, أن جعلتُ قصائدي *** وصيَّرتُها في الذودِ عن قدوتي مُهرا

إذا لم يكن عذبُ القصيدِ منافحاً *** يغيظُ العدا سراً ويردعُهم جهرا

فلا أنطقُ اللهُ الشفاهَ بجملة *** ولا سطَّرت يمنى ولا كتبت يسرا

أسيدَ خلقِِ اللهِ كيفَ أصوغُها *** وكيفَ أُحيلُ الحرفَ في مدحكم تِبرا

إذا قلتُ بحراً في الفضائل والتقى *** تكون بحارُ الأرض في بحركم قطرا

وإن قلتُ ليثاً في الشجاعة إنما *** مدحتُ ليوثَ الغابِ إذ أحرزت ذِكرا

أأذكرُ عقلاً أم سأذكرُ حنكةً *** فضائل جاءت من معينكم تترا

كفى بك فخراً أن مُدحت بآيةٍ, *** وأن نزلت في الغار يا سيدي إقرا

فكيف يدانيك السحابُ برفعةٍ, *** وكيف توازيك المجرةُ والشعرى

أبى اللهُ إلا أن تكونَ مكرَّماً *** فكيف يرومُ الخلقُ في ذمكم أمرا

أحالبةَ الأبقارِِ كيف تجرّأت *** قواكِ فنالت من كرامتنا قدرا

جهلتِ فكان القولُ منك عداوةً *** رفعتِ بها رجلاً وثنَّيتِ بالأخرى

وما ضرّ لو سخرتِها في رعايةٍ, *** لأبقاركمº فالجهدُ في رعيها أحرى

ومن ينطحُ الصخرَ الصلابَ بقرنه *** فلا قرنَه أبقى ولا حطَّمَ الصخرا

ألا قاتل اللهُ الحياةَ إذا غدت *** خنازيرُ غربِ الأرضِ قد نطقت كفرا

تمادت وزادت في الضلالِ غوايةً *** فكانت كمن جدَّت لمديتها حفرا

ومن يتعرض للسهامِ بنحرِه *** تُصبه فلا حمداً أصابَ ولا شكرا

أغرّكِ صمتُ القولِِ فازددتِ جرأةً *** وأجريتِ مما لا يليق بنا نهرا

فكيف أبانَ البكمُ يا زمنَ الردى *** وكيف غدا المليارُ يا أمتي صفرا

يُقالُ فما دون الوجوهِ يصونُها *** سوى الكفّ تحميه وإن بُترت بترا

فداك رسولَ اللهِ نحرٌ جعلته *** لذكرك درعاً أن يراد به شرا

فداك أبي من بعد أمي وإخوتي *** فداك صغارُ القومِ والعليةُ الكبرى

أقومي، إن السيلَ قد بلغ الزٌّبا *** وخبثُ النوايا جاوز الحدَّ واستشرى

ألا فاجعلوها وقفةً عُمريّةً *** تُزلزلُ أقداماً وتستجلبُ النصرا

فما الصمتُ في بعض المواطن حكمة *** ولكنَّ مكرَ القوم يستلزمُ المكرا


أضف تعليق