من وحي الصيام


 

بسم الله الرحمن الرحيم

أطلَّ الصفاءُ بهيَّاً نقيّا

أضاء ظلام النفوسِ

وأيقظ فيها الزمانا

وفي الروحِ شوق رخيم

ونبض ابتهال..

أتى والدّجى غارق

في الخصام

أتى يبسط الخيرَ والفَيءَ

يزرعُ دربي وروداً

وظلاَّ لكلِّ الصغار..

سريعاً كغيمةِ حبٍّ, أتانا

وفي الأمنيات بيادرُ وعدٍ,

ستملأ كلَّ السِّلال...

غداً يشرقُ البيتُ

والغصنُ ينبت فيه النقاء

ويرفد تلك المساجدَ

شوقُ الشبابِ وطُهرُ البراءة...

------

أتى رمضان وفي الحقلِ أنداءُ ذكرى

ستوقظ فينا الطهارة...

أمامي يُعِدٌّ الصيامُ موائدَ فكرٍ,

تُباعدُ بيني وبين انحِسار القرار..

يخطٌّ السطورَ، وتلك السطورُ

ربيعٌ بديعُ الحضورِ

ثريٌّ العطاء...

وفي رمضانَ تغيبُ الدموعُ

تمدٌّ الجسورُ ينابيعَ وصلٍ,

وذكرى انتصار...

تُضاءُ البيوتُ بشوق الأحبَّةِ،

حولَ الموائدِ يشرقُ وجهٌ بشوشٌ

وذاك الفقيرُ أتتهُ الهباتُ

------

وكان البيان ُ رسولاً لكلِّ الشفاهِ،

تراتيلَ تشدو بوحي الإله...

هو النورُ و الحقٌّ يغتالُ ظُلمَ الظلام

ومازالَ في الصدرِ والعقلِ

ما زال جسرَ الضياء...

يُضيء الدروبَ التي في الغيابِ تعيشُ

وتحيا بلا هدفٍ, في الخفاء...

طريقُ البداية من رمضانَ

فمن يَرصُفُ الدربَ يوماً

أمام النفوسِ الشقيّه..

أمامكَ كوثَرُ شهدٍ,

لكلِّ الجداول

أتى رمضانُ ونارُ الغواية

تأكلُ أهلي. وتقتلُ نبض التراب...

وهذا العراقُ جريحٌ كَواهُ الشقاقُ

وتلك فلسطينُ بركةُ نارٍ, وجمرٍ,

وتلك الدماءُ على كلِّ قُطرٍ, شقيق

تراق...

تصوم عن الماءِ والخبزِ

تجمعُ كلَّ الصحابِ مساءً

وتنسى الفقيرَ،

وتنسى الزكاة

هو الحقُ والفرضُ يدعوكَ

لا صومَ إن لم يكن في فؤادِك

نورٌ وحبّ

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply