في حيرة أمة

1.7k
4 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

أدورُ أدورُ أقــلــقــنـي الـمـلالُ *** وأصـحـو لـيـس يـلويني الضَّــلالُ

وتـخـبـو هِـمَّـتي حينـــا، وحينا *** تـؤجـجُـهـا الـعـقـيدةُ والخِصالُ

أدورُ و عــاصــفُ الأرزاءِ حـولـي *** بـه يـتـواثـبُ الـدَّاءُ الـعضـــالُ

فـكـم هـبَّـت عـلـى صـدري رياحٌ *** وكـم هـطـلـت عـلى قلبي ثِقــالُ

يـرومُ الـمـفـسـدون فـسـادَ نـفسي *** فـتـأبـى أن تـســـفَّ بي الفِعــالُ

وعـاثَ الأجـنـبـيٌّ بفيءِ فخـــري *** يـدغـدغُـه ـ على حلمٍ, ـ خيــالُ

ويـلـوي الآثـمـون بـهـا يـمـيـني *** فـتصفعهم بغضبتِهـــا الشـــــمالُ

وكـم حـفـروا لـمـجـدي مـن قبورٍ, *** ومـجـدي فـي الأعـالـي لا يُنـــالُ

رعاني اللـــهُ بالإســـلامِ وجهًـــا *** ســـمـاويًّـا فـلـيـس لـه اعـتلالُ

فـروحـي مـصـحـفـي، ودليلُ عزِّي *** رســـولُ اللهِ سُــنَّـتُه: المِثـــالُ

ويــرتــدٌّ الــغـزاةُ بـكـلِّ قـرنٍ, *** بـخـيـبـتِـهـم، و يركلُهم خبـــالُ

مـنـاكـبُ صـحـوتـي تـقوى و تعلو *** وهـدمُ بـنـائـهـا الـعالي محـــالُ

قـضـى و اخـتـارنـي ربـي لـديـنٍ, *** فـلـيـس لـهــدِّ أركـاني مجـــالُ

أنـا فـي الأرضِ أُمَّــةُ خـيـرِ نـهجٍ, *** ومِـنِّـي لـلـعـلـى شُـــدَّت رِحالُ

وتـنـتـفـضُ الـعـزيـمةُ رغم كربي *** ولـلـكـربِ اسـتـعـارٌ و اشـــتعالُ

سـأبـقى ((أُمَّــةَ الإســـلامِ)) نورا *** فــلـيـس لـشـمـسِ قـرآنـي زوالُ

*** *** ***

تـدورُ وفـي مـحـيـطِ الـشـجوِ تحيا *** ولــلآلامِ ــ طـاغـيـةً ــ وصـالُ

وإنـي مـن بـنـيـهـا اليوم أشـــدو *** ولـكـن مـا الـذي فـيها يُقـــالُ؟!

ومـا لـيـلُ الـخطوبِ ســـوى غيومٍ, *** تُـبـدَّدُ حـيـن يـعـتــدٌّ الـرجـالُ

فـقـل لـلـظـالـمـيـن، وكلِّ عـادٍ, *** هـي الأيـامُ ـ ويـلكمُ ـ ســــجالُ

وتـبـقـى غُـمَّــةُ العصرِ المُدمَّــى *** تُـعـرِّيـكم مخازيـــه الطِّــوالُ

لـنـا الـشِّـــيـمُ النَّديَّــةُ لم تُصوِّح *** لـنـا الـقـيـمُ الأثيرةُ و الخصـــالُ

وأُمــتُـنـا لأهـلِ الأرضِ دوحٌ *** تــرثٌّ عــلـى تـأرجـه الـظـلالُ

تـوشِّـي بـالـسَّـــنـا الـقدسيِّ دنيا *** فـتـمـرعُ فـي نـضـارتِها الرمــالُ

وأنـدى مـن يــدِ الإســـلامِ فـيـها *** عـلـى الإنـســـانِ لم يجدِ النَّــوالُ

مــلأنـا الـكـونَ بـالآلاءِ جـــودًا *** ولـمَّـــا يـبـقَ لـلـعـوزِ احـتمالُ

وأنــزلَ مـن سـمـاءِ الـبِـرِّ ربـي *** سـحـائـبَ فـضــلِـه فجرى الزٌّلالُ

وأكــرمـهـا فـلـم تـألـف هـوانـا *** ولـم يَـعـرُ ابـتـسـامَـتَـهـا ابتذالُ

وآتــاهــا مـن الـعـلـيـا كـمـالا *** ولـيـس لـغـيـرِها يحلو الكمـــالُ

ونـام بـدفـئـهـا مَـن كـان يـشـقى *** قـريـرَ الـعـيـنِ أغـنـاه اعـتـدالُ

فــلــلأرزاءِ عــن مــقـلٍ, أُفـولٌ *** ولـلـجـرحِ ــ الذي يُؤذي ــ اندمالُ

ولـلـنـفـسِ الـمـعـارجُ سـامـياتٍ, *** ولـيـس لهـــا مع اللهوِ انشـــغالُ

وسـبَّـحَ ربٌّ هـذا الـبـيـتِ حـمـدًا *** لـبـارئــه، وقـد فـرحَ العيـــالُ

وبـيـن عـروقِــه يـجري حنـــانٌ *** ومـن أخـلاقــه ازدانَ الـجمـــالُ

ولــلـقـلـبِ ارتـقـاءٌ و انـعـتـاقٌ *** ومــا جــرَّتــه لـلأدنـى حـبـالُ

وبـالـقـرآنِ هـبَّ وقـد تـســـامى *** لـه فـي هـدأةِ الـلـيـلِ ابـتهـــالُ

رفـيـع الـقـدرِ لـم يـلحقــهُ عـارٌ *** وامَّــا تُـدمِ رفـعـتَــه النِّصـــالُ

وتـلـك مـلامحُ الإنســـانِ فينـــا *** لـه فـي كـلِّ مـكــرمةٍ, وصـــالُ

رعاها اللـــهُ أُمَّــةَ خيــرِ ديــنٍ, *** لـهـــا بـمحاسنِ التقوى وِصـــالُ

فـهـل فـي هجمــةِ التَّغريبِ وجــهٌ *** لــه إن جـدَّتِ الــبـلـوى نِـزالُ

تـهـافـتَ مـن بـنـي قـومـي أُناسٌ *** عـلـى زيـفِ الحـداثـةِ حيثُ مـالـوا

ولا يـروي الظِّمــاءَ ســـرابُ دربٍ, *** مـسـالـكُـه اقـتـنـاصٌ و انـتـحالُ

تـثـنِّـيـهـم: عـبـوسٌ و اعـتـكارٌ *** ولـم يُـنـشَـــأ لـخســـتهم دلالُ

وقـد زرعـوا حـقـولَـهُـمُ بشـــؤمٍ, *** فـأقـعـدهـم، وأيـبســـها النَّـكالُ

ولا يـزكـو بـأرضِ الـخـيرِ شـــرُّ *** وكـيـفَ و ثـوبُــه الأحوى وبالُ

ولـيـس لـشـوكِ بِـدعـتِـهم ثمــارٌ *** وهـل لـلـمـفـلـسـبن جنىً و مالُ

ألا يـا أيـهـا الـنَّـاسُ الـحيـــارى *** حـذاري أن تُـغـالـوا أو تُـنـالـوا

فـلا تـرمـوا بـأُمـتِكـــم هوانًــا *** ولا يـركـب عـقـولَـكُـمُ الخِتـــالُ

ولا تـسـتـأنـسـوا بـالـزٌّورِ يـلوي *** حـقـيـقـةَ رُشـــدِكم غيًّـــا جِدالُ

وصـونـوا بـالـعـقـيدةِ ما حباكـــم *** بــه الـرحـمـنُ يـدركـكـم نَـوالُ

ومَـن أشـــقـى بـدنيا الناسِ ممَّــن *** لـه عـن خـيـرِ بارئـــه انفصالُ؟!

*** *** ***

ألا يــا أُمَّــتـي جــاءت جـمـوعٌ *** مـن الأعــدا بـأيـديـهم صِقـــالُ

تـصـبٌّ عـلـيـك مـن نارِ الرزايــا *** ومـن عـلـلٍ,، ولـيـس لها عقـــالُ

أَأَبــكـي! أم أُجـالـدُ! أم أُحـابـي *** ! فـهـمِّـي لـيـس تـحـمـلُـه الجبالُ

يـصـفِّـدُ هـمَّـتـي طـغـيـانُ بغيٍ, *** ويـثـنـي وثـبـتي الظٌّلمُ العُضـــالُ

ويـسـقـي مـهـجـتـي الظمأى مرارٌ *** ويــنـأى عـن أصـابـعـيَ الـزلالُ

وأخـشـى لـسـتُ أدري مَن سأخشى *** وأكـتـمُ...والـسـرائـرُ قـد تُـذالُ!

أيـخـشـى الـبـغـيَ مَـن مولاهُ ربُّ *** قـديـرٌ قطعُ رحمتِـــه محـــالُ

وإنــي مـسـلـمٌ والـحـربُ ثـارت *** عـلـى الإســـلامِ واحـتدمَ النِّزالُ

ألــم تُــدرك وأنــتَ تـرى أذاهـم *** عـلـيـنـا والـعـدا صـالـوا و جالوا

وأنَّ الـنَّــاسَ قـد جـمـعـوا عـلينا *** ولـم يـوهـن فـضـاضـتَـهـم كلالُ

بــأسـلـحـةٍ, ثـقـالٍ, أو خِـفــافٍ, *** مــدمِّـرةٍ, ولـلـدمِ قـد أســــالـوا

يـمـيـنُـهُـمُ تُـهـدِّمُ مـا بـنـيـنـا *** وتـحرقُ حقلَنـــا الغالي الشِّــــمالُ

شـراسـةُ حـقـدِهـم أنـيـابُ وحـشً *** لـعـضَّـتِهـــا من المكرِ انســـلالُ

مـؤامـرةٌ عـلـى الإســـلامِ حـيكت *** يـنـفـذُها القِصـــارُ أو الطِّـوالُ

وكــلٌّ حــديــثِـهـم زورٌ و زيـفٌ *** وبـسـمـتُـهـم ـ إذِ اصـفرَّت ـ وبالُ

فـمـا لـك لاتـرى فـيـهـم ذئـابا *** مـخـالـبُـهـا وقـد غاصت نِبـــالُ

فـكـم خـفـروا، ولـيـس لـهم عهودٌ *** وكـم قـالـوا ولـم يـصـدق مـقالُ

فــلــيــس لــردِّهـم إلا جـنـودٌ *** عـلـى اسـمِ اللهٍ, إن صـالـوا و جـالوا

يـعـيـدون الـكـرامـةَ حـيـثُ كانت *** ويُـصـلَـحُ لـلـضعافِ الصِّيدِ حالُ

وغـيـرُ ضـحـى الـجهادِ ضياعُ وقتٍ, *** مــضـى بـدرٌ بـه وأتـى هـلالُ

و وعــدُ اللهِ آتٍ, فـي صـبـاحٍ, *** لـه نُـدعَـى إذا اصـطـخـبَ الـنِّزالُ

و وعـدُ نـبـيِّـنـا حـــقُّ و صـدقٌ *** لـه فـي سـيـرِ مـوكـبـنـا امـتثالُ

لــقـد دارَ الـزمـانُ فـلا تـنـامـوا *** وقـد حـمـي الـوطـيـسُ فـلا تُبالوا

ومــا هــي غـيـرُ أيـامٍ, و يـأتـي *** جـوابٌ بـعـد أن طـالَ الـسٌّـــؤالُ


أضف تعليق