هموم مدعو


بسم الله الرحمن الرحيم

 

نازعه في مراحل المراهقة نداء الفطرة ونداءات الهوى والصحبة، واستمر النزاع فترة طويلة من الزمن، وكان بعقليته تلك يتصور أن جميع من في عمره سائرون خلف الهوى والشهوة.

 وفي يوم من الأيام وقفت عيناه على شباب يلتزم بدينه، ويناجي ريه، ويتألم لواقع أمته، جلس معهم وكأنه في حلم وخيال، أيكونون بهذه الصورة وهم في ذروة سن الصبا! أيكونون بهذه الصورة وهم أمام سيول من الملاهي والمغريات! سبحانك يا رب! وما أن عاش معهم فترة من الزمن حتى تحول قلبه الميت القاسي إلى قلب حي راسخ، وتحول تفكيره في نفسه إلى تفكيره في أمته، وبدأ يفهم الحياة لأنه يعيش لله ولأمته ولا يعيش لنفسه..

 وتيقظ الفتى بعد غفوة وبدأ يعمل ويدعو الناس وهو يؤمل بالفأل القريب، ويستبشر بالحلم الكبير، واستمر الفتى على ذلك وهو يترقب الفأل والأمل كيف لا والشباب المتدين أصبح ينتشر ويسود.

وفجأة..

اصطدم حلم صاحبنا بما لم يكن بحسبانه، وتحول فأله السار إلى خيبة وانحسار، عندما أدرك أن الطريق طويل وطويل، لا يريد أن يعيش حياة اليأس في أمته، ولا يريد أن يخادع نفسه بما حققته من عز وتمكين، وقام يجاهد نفسه ويرغمها على العمل.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply