بسم الله الرحمن الرحيم
تمر الليالي عجلى وتسير الأيام مر السحاب ثم نراه قد أقبل بعد أن اقتطع من لقمة عيشه سنوات طويلة حتى تيسر له القدوم إلى هذه الديار حاجاً.
بل ها هو جمع الحجيج قد ملأ الفضاء بلباس أبيض ملبين مكبرين..فماذا أعددنا لهم.
نعم لقد قامت الدولة.وفقها الله بتذليل الصعاب وشق الجبال وتيسير السبل وتوفير المياه.. مشاريع جبارة عرف بها القاصي والداني ولا يكابر في ذلك إلا حاقد جاهل، وهذا الحمل العظيم تصدرت له الدولة ممثلة بجميع الأجهزة.
ولكن هل هذه المهمة هي مهمة الدولة وحدها أم نحن شركاء مسؤولية وأمناء دعوة؟!
فإن حسن التلقي والقبول من الحجاج القادمين لما صدر عن علماء هذه البلاد ودعاتها مدعاة إلى الاستفادة من ذلك التوسع فيه وذلك بتوزيع وإهداء الكتب والأشرطة الشرعية.
وأورد للإخوة القراء ما حدثني به أحد القائمين على توزيع كتب الحج في صالة الحجاج بمدينة جدة في عام 1415 هـ إذ قال: في أثناء توزيع الكتب على حجاج رحلة قادمة من السودان لفت نظري رجل يحمل كتاباً اصفر تمزقت أطرافه قد تقادم به الزمن فسألت صاحبه أن يعطيني إياه لأراه فرفض وقال: هذا الكتاب له عندنا في القرية سبع عشرة سنة وكلما حج شخص من قريتنا حمل هذا الكتاب. قال محدثي: فنظرت إلى الكتاب فإذا هو \"دليل الحاج والمعتمر\" للشيخ عبد العزيز بن باز فقلت له: هاتان نسختان من كتاب التحقيق والإيضاح لنفس المؤلف وتعطيني النسخة الموجودة لديك؟! فوافق بعد مشقة وعناء.
ولا زلت أتذكر ذلك الذي حدثني أنه أراد الحج مع مجموعة من القادمين من جنوب فرنسا وأغلبهم من أصل جزائري فكان أن كاتبوا أحد الثقات في الجزائر وأرسل لهم عبر الفاكس صورة كتاب يبين ويوضح مناسك الحج. فقاموا بتصوير صورة الفاكس على عدد الحجاج وتوزيعها عليهم.
وقد سهلت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف مشكورة مأجورة ونظمت منشط وعمل توزيع الكتاب على القادمين عبر لجنة الإشراف على توزيع الكتب على الحجاج التي تقوم بجهد طيب في سبيل نشر الكتاب الإسلامي بجميع اللغات للقادمين والمغادرين من حجاج بيت الله الحرام كما أنها فتحت المجال للمشاركين من الهيئات والمؤسسات والأفراد ممن يرغبون في هذا العمل عبر قنوات رسمية منظمة.
فيا أيها الحبيب..
سهم من سهام الخير ارم به وباب مشرع من أبواب الدعوة لا تغفل عنه.
وربما يتساءل الكثير.. هل يعذر هؤلاء بجهلهم؟!
والسؤال نحوك.. هل تعذر أنت أمام الله - عز وجل - على تركهم في هذا الجهل؟!
واستفت العلماء في السؤال الأول والثاني لا يغادر قلبك إلا ببراءة الذمة مع نعم الله التي أغدق علينا من عقيدة صحيحة ورغد عيش، وقبل ذلك ما حملناه على أعناقنا من أمانة ومسئولية الدعوة!!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد