بسم الله الرحمن الرحيم
في ظل الهجمة الكبيرة على الأخلاق والفضيلة في ألبانيا، تظل المرأة الألبانية صاحبة النصيب الأكبر في ذلك، حيث تسعى المؤسسات الغربية إلى تغييبها عن إسلامها وشرفها مستغلة بذلك جهلها وفقرها وقلة وعيها نتيجة الوضع الذي عاشته تحت نير الشيوعية الإلحادية.
تعيش المرأة الألبانية حياة غفلة عن دينها من جانب، وحياة انبهار وإعجاب كبيرين بالغرب من جانب آخر جعلها أشدّ من النساء الغربيات تمرداً على الدين والأخلاق والعفة!! مما جعل الجمعيات التنصيرية تستغل ذلك أشد الاستغلال..! وأذكر مثالاً على ذلك وهو قصة حصلت في مدينة (بوكس) حيث استغلت إحدى الجمعيات التنصيرية الموجودة في المنطقة حاجة وفقر إحدى الممرضات، فاتفقت معها على أن توظف بمبلغ 300 دولار شهرياً مقابل قيام هذه الممرضة بجذب فتيات المنطقة عن طريق دورات التمريض تحت مظلة هذه الجمعية التنصيرية، وتتولى هذه الجمعية تدريسهن إلى جانب ذلك العقيدة التنصيرية.
استمرت هذه الممرضة في جلب أكبر عدد ممكن من الطالباتº لأن أهل المنطقة يعرفون هذه الممرضة ويثقون بها لذا فإنهم لم يكونوا يمنعون فتياتهم من الالتحاق بهذه الدورات التمريضية، وبدأت هذه الجمعية بإقامة دروس في الرقص والموسيقى للفتيات لكي يتم انسلاخهن عن دينهن بالكامل، ولكن شاء الله - سبحانه - أن يقوم أحد الدعاة باكتشاف هذه المؤامرة، والتقى بهذه الممرضة المسلمة وشرح لها خطر ما تقوم به، ومن ثم عرض عليها أن تعمل مثل هذه الدورات تحت مظلة إحدى الجمعيات الإسلامية، فاقتنعت وتحمست لذلك، مع أن المرتب الذي أعطي لها كان أقل بكثير من السابق، ومع ذلك وافقت وأسفت وندمت على ما كان منها، وهذا غيض من فيض لما يحصل على أيدي تلك المؤسسات من استغلال لوضع المرأة الألبانية.
ومن هنا بدأت الأخوات المسلمات في ألبانيا يفكرن في إيجاد قنوات دعوية للمرأة الألبانية والاقتراب منها أكثر، فأنشأن جمعية المرأة (أربرية) سنة 1995م، وقد عُرفت هذه الجمعية بمنهجها المعتدل في الاعتقاد والممارسة، وقد قامت بالعديد من الأنشطة المهنية (مراكز حياكة) وأنشطة علمية وشرعية للعديد من الفتيات الألبانيات، كما اهتمت لمدة سنتين متتاليتين بالعمل النسائي داخل الجامعة من خلال المحاضرات والدورات واللقاءات، وكانت لهذه الجهود نتائج طيبة في الدعوة، حيث ساهمت في التزام العديد من الفتيات، وكذلك في التعريف بالإسلام داخل الأوساط الجامعية.
ضعف نشاط هذه الجمعية منذ سنة 1998م وتوقفت بسبب قلة الدعم المادي لها، وكانت لهذه الجمعية علاقات تعاون مع العديد من الجمعيات الإسلامية ومن أهمها الندوة العالمية للشباب الإسلامي وهيئة أبوظبي الخيرية وغيرهما.
وإلى الآن لا توجد جمعية نسائية تعنى بشؤون المرأة الألبانية، لذا فالوضع بات صعباً ويحتاج إلى جهود مؤسسة تواجه وتضارع الجهود التنصيرية المؤسساتية والتي هي متخصصة في شأن المرأة الألبانية.
لذا لا بد أن يكون العمل النسائي على مستوى التحدي والمسؤولية وعلى قدر المواجهة، وإلا فإن الوضع ينذر بانسلاخ كامل للمرأة الألبانية عن دينها وعفتها.
لذا أدعو إلى قيام الجمعيات النسائية الإسلامية والتي تقوم على ثلة منتخبة من بنات ألبانيا حتى تقوم هذه الجمعية بدورها في الأخذ بيد المرأة الألبانية إلى بر الإسلام وشاطئ الإيمان.
إنَّ دعم هذه الجمعيات ومن خلال معرفتي بالعمل هناك ووقوفي عليه سيسهم إسهاماً بالغ التأثير في تغيير وضع المرأة الألبانية بأكمله وقلبه لصالح الإسلام، علماً بأن عدد الجمعيات التنصيرية في ألبانيا يتجاوز 300 جمعية!! ـ هناك جمعيات تنصيرية هدفها الوحيد هو تعليم الرقص والموسيقى للفتيات الألبانيات.
فهل ضعفت همة أخواتنا المسلمات في بلادنا عن إقامة جمعية واحدة فقط لانتشال أخواتهن الألبانيات من واقعهن المؤلم؟؟ علماً بأنه يمكن إنشاء جمعية نسائية بمبلغ 2000 يورو فقط.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد