طلاب المنح .. وجامعاتنا !


بسم الله الرحمن الرحيم

 

  إن كل من يفد من أبناء المسلمين إلى هذه البلاد يعتبر ابناً لها خاصة صغار السن والشباب المرافقين لآبائهم. أما من قدم للدراسة وطلب العلم ويقضي سنوات طويلة بين ظهرانينا.. فهو ابن من أبناء هذه البلاد لم تلده أمهاتنا.. يأكل مما نأكل ويشرب مما نشرب وينهل قبل ذلك كله، من علم صاف زلال ويسمع من علماء أفذا أخيار.

 

  وحتى بعض الطلبة الذين واجهتهم مشكلات مالية أو دراسية وأصيبوا من خلالها بأزمات نفسية فإنه يبقى جانب المودة والعرفان محفوظاً  لهذه البلاد.

 

  ولا أنسى ذلك الفرح الذي طرز أمسية جميلة أقيمت في الرياض مع بداية العدوان على بلاد البوسنة، وكان المتحدث أحد الأخوة من بلاد البلقان، وتسابقت إليه الأسئلة وتزاحمت عليه الأنظار.. والسؤال لا يتجاوز الوضع هناك.. والحالة العسكرية .. والاستعداد..  أسئلة تسابقت تصب في دائرة الاهتمام والكل متلهف متشوق إلى نسمة تداوي بعض الجراح.. أيها القادم نريد معلومات عما يجري؟!

 

  ولكن الرجل قبل أن يروي ظمأ العطاش ويخفف ليهب الأسئلة أسهب في الثناء على هذه البلاد بلغة عربية منارة هدى وموطن علم. وذكر من ذلك الخير أنه هو واثنان من زملائه من دول البلقان درسوا هنا في أرض المملكة.. هو في كلية أصول الدين بالرياض والآخر في جامعة أم القرى بمكة المكرمة والثالث في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. ثم ذكر ما نشؤوا عليه وتعلموه من العقيدة الصحيحة ومثل بحادثة جرت لهم قبل شهور حيث أن أحدى الدول التي لها معتقد باطل وفاسد عرضت عليهم إنشاء جامعة كاملة في بلادهم – تشمل المباني والأثاث والمختبرات ووسائل التعليم وكذلك إقامة سكن لدارسين والدارسات واشترطت فقط الإشراف على المناهج.

 

  قال المتحدث وهو يهز يده.. هرباً من معتقدهم رفضنا بشدة.. فالجهل خير لنا ولأبنائنا من معتقدهم..

 

  بعد هذه الخاطرة أدعوا الجامعات إلى التوسع في المنح إلى أبناء المسلمين فإن هذا من واجب التبليغ وإذا كنا لا نستطيع الذهاب إليهم فلا أقل من اختيار  الأذكياء منهم واستقطابهم للدراسة لدينا ليكونوا رسلاً ومبلغين لأبناء قومهم .

 

  كما أن التركيز على أبناء الوافدين لدينا وإلحاقهم والاهتمام بتعليمهم في مدارسنا له ثمرة طيبة في المستقبل من غرس العقيدة الصحيحة في قلوبهم ولعل الحرص على تلقينهم العلم الشرعي من خلال  المساجد وحثهم على ذلك أمر لا نعذر بالتقاعس والتهاون فيه.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply