بسم الله الرحمن الرحيم
الهدهد من أهدى الطيور وأبصرها بمواضع الماء تحت الأرض بل لا يراه غيره... ويلقب بملك الطيور. وكان لهذا الهدهد موقف عجيب مع نبي الله سليمان - عليه السلام - أظهر فيه عبوديته لله - تعالى -، فقد جاء إلى سليمان - عليه السلام - بخبر ملكة سبأ وبما جرى فيها من عبادة هؤلاء القوم للشمس، وقد أنكر بشدة عبادتهم لغير الله - تعالى -مع استحقاقه - سبحانه - للعبادة دون ما سواه. وبين الـهدهد ذلك بكـلام يدل على توحيـده لله - تعالى -وعبوديته له فقال - تعالى -: {وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين * لأعذبنّه عذاباً شديداً أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين * فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإٍ, بنبإٍ, يقين * إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم * وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون * ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبأ في السموات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون * الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم}
قـال القرطبي: إن الله - تعالى - خصّه أي الهدهد من المعرفة بتوحيده ووجوب السجود له وإنكار سجودهم للشمس وإضافته للشيطان وتزينه لهم، ما خص به غيره من الطيـور وسائـر الحيوانات من المعارف اللطيفة التي لا تكاد العقول الراجحة تهتدي إليها.
ومن عجيب أمر الهدهد:
أنه إذا مرض يأكل العقارب الجبلية وعند ذلك يزول مرضه. ذكره القزويني382
والهدهد يعلمنا المبادرة الذاتية في الدعوة إلى الله - تعالى -: إذ قال الله - تعالى -عنه: {فمكث غير بعيد}.. أي إن الهدد فقد ولكنه أتى لسليمان بخبر أعجزه فيه عندما قال: {وجئتك من سبأ بنبأ يقين} فيا سبحان الله من الذي ألهمه وللصواب وفقه.
قال صاحب الإيجابية في حياة الداعية:
إذ يبـرز مفهـوم الإيجـابية واضحاً... إذ صـار الهدد بمفرده دون تكيفٍ, مسبق أو تنفيذ لأمر صادر وجلب خبراً للقيادة المؤمنـة أدى إلى دخـول أمة كاملة في الإسـلام. ثم قـال: فالداعية أولى من الهدهد بالعمل الإيجابي والسعي وراء المصالح والبحث عن الخير نعم...
فالداعيـة لا ينتظـر الأوامر بالدعـوة أيدعـو فـلاناً أم فلاناً.... بل إن الذي أدى لفشل الكثير منا هو انتظاره للأوامر، حتى أنك قل أن من الشباب خصوصاً من يحمل هم الدعوة إلى الله - تعالى - ببذل الوقت والجهد والمال من أجل ين الله - تعالى -، إن المتأمل لحياة الهدهد يرى كيف تكون الهمة العالية!
فكم ممن يتوسل بغير الله ويدعو غير الله ويذبح لغير الله للقبور والأضرحة والجن وممن يذهب إذا نزل به البلاء لقبر النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعوه، ويزور البقيع. ولم يجد هؤلاء كلهم في كثير من الأحيان من ينصحهم ويدعوهم... فيا من ضعفت عنده الهمة فلم يدعُ وينصح سواء بلسانه أو قلمه أو أي أسلوب أو طريقة هاهو هدهد نعم هدهد قام بهذا كله فتأمله.
بل أين منا من زار محلات الأغاني فقام بالنصح والتوجيه؟، بل لما سئل بعض الشباب عن المنكرات التي يفعلونها هل وجدتم من نصحكم؟، قالوا وبكل صراحة: لا حتى من آبائنا وأمهاتنا.
حتى قال لي بعض من منّ الله - تعالى -عليه بالهداية لم يدعوني أحد يوماً من الأيام للاستقامة.
فهذا هدهد قدم لدين الله ونصح أمة من الأمم فظهرت آثار هذه الدعوة المباركة فكن ممن يحل هم الإسلام لا لا لا ممن يحل الإسلام همه
إذاً فهل تريد أن تكون داعية إلى الله - تعالى -؟
ولا تنس لأن يهدي الله بك رجلاً واحداًَ خير لك من حمر النعم جعلنا الله وإياك من الهداة المهتدين آمين...آمين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد