بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالي باختصار شديد عن الفتور في حياة الشباب، الفتور في الدعوة، الفتور في طلب العلم، الفتور في حفظ القرآن، الفتور في القراءة وغير ذلك.
فضيلة الشيخ..، يكثر الفتور في المرحلة الجامعية، فما ضابط الفتور؟ وما أسباب ذلك؟ وما العلاج؟.
أرجو الإجابة، وجزاكم الله خيراً.
الجواب :
الأخ الكريم...
نسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية.
وجوابي على سؤالك يتضمن النقاط التالية: -
أولاً: - الدعوة إلى الله اليوم واجب الأمة الإسلامية جميعاً ولا يشذ عن ذلك إلا عاجزٌ، كل على حسب قدرته وما وهبه الله من استعدادات وإمكانات. والنظر في حال شباب الأمة يجد تقهقراً عن القيام بهذا الواجب وتراجعاً عن الانشغال بهذه الوظيفة وعزوفاً عن التصدي لتلك المهمة الصعبة من قبل كثير من الشباب.
ثانياً: - لا بد من توضيح المظاهر والتي غالباً ما تلاحظ على الشخص المصاب بالفتور وهي ما يلي: -
1- كسل يصيب الروح والجسم والعقل.
2- قلة قراءة القرآن الكريم بل استثقال القراءة وعدم التأثر لما يقرأ.
3- عدم الإخلاص وتتحول دعوته كالوظيفة جمود ورسميات.
4- كثرة التفكير في مشاكل الدنيا وهمومها.
5- الإسراف في المباحات من أكل ونوم.
6- الملل من الأسلوب التربوي الذي يتلقاه الشباب والمطالبة بالتجديد دائماً.
7- إلقاء المسئولية والتكاليف الدعوية على الغير أو التقصير فيها وعدم تحملها.
ثالثاً: - أما أسباب الفتور فهي كثيرة، نختصرها فيما يلي: -
1- أسباب إيمانية: -
أ- ضعف الصلة بالله والتعلق به وقلة ذكره ودعائه وعدم تعظيمه.
ب- التقصير في عمل اليوم والليلة.
ج- عدم العيش مع ذكر الله وكتابه وترك تلاوته وتدبره.
د- عدم الشعور بهيبة الله وأنه المعين والنصير.
هـ- الوقوع في صغائر الذنوب مع الاستصغار لها.
2- أسباب من البيئة (الوسط الذي يعيش فيه الشخص)
أ- العيش في بيئة مليئة بالفاترين.
ب- ضعف الجانب التربوي القديم مما يؤدي إلى استعجالٍ, للنتائج أو إهمالٍ, أو غيره.
ج- عدم وجود موجه قوي.
د- التأثر بانتكاس الآخرين.
هـ- الصحبة المؤثرة للفرد سلباً.
و- عدم وضع الفرد في مكانه الصحيح أو عدم إعطائه الأعمال المناسبة له
ز- المشكلات والصراعات بين الشباب ممن يثير الفتن.
ح- عدم مراعاة النفسية عند النصيحة فقد يكون الشاب حساساً أو يكون حديث عهد بإيمان وصلاح.
ط- الاتكالية أو الكسل لكثرة العاملين في الوسط الدعوي أو غيرها.
3- وهناك أسباب شخصية للفتور مثل:
أ- الكبر والعجب بالنفس وتضخيم الذات.
ب- عدم الانضباط.
ج- حب القيادة وطلبها.
د- الغلو أو التساهل.
هـ- محاولة الوصول إلى المثاليات، وعندما لا يستطيع ذلك ينسحب من الصلاح عموماً.
و- إلقاء مسئولية رفع الإيمان أو ضعف الإيمان على الغير من المسؤولين وهو ما يسمى (بالإسقاط)
رابعاً / وهو الأهم في هذا الموضوع (وهو العلاج): -
أقول بمعرفة الأسباب يتضح العلاج وهناك بعض الأدوية التي تداوى بها تلك العلة ومنها: -
1- استشعار المسئولية العظمى المناطة بكل مسلم تجاه دينه وأمته وخصوصاً الشاب الصالح الذي تربى على الخير.
2- معرفة حقارة الدنيا وأنها لا تستحق انصراف القلوب إليها وانهماك البدن في الانشغال بها.
3- الثقة بنصر الله واليقين بوعده.
4- النصيحة الفردية منطوقة ومكتوبة.
5- المشاركة في الكلمات والندوات.
6- توزيع الشريط النافع والكتاب الهادف.
7- التفاؤل في الأعمال الدعوية مطلب هام وهو حافر للعمل ودافع إليه.
8- الجدية وعلو الهمة مطلب في حياة الشباب الملتزم، فلا بد من البعد عن مظاهر الكسل والبطالة والإخلاد إلى الراحة.
9- معرفة الواقع والاطلاع عليه وسيلة وليست غاية في نفسه.
10- التوازن في سائر الأمور مطلب شرعي.
11- مجانبة المتقاعسين والبعد عن مخالطة القاعدين.
12- الإخلاص أعظم الحوافز نحو العمل الدعوي ونفع الخلق.
13- الحرص عل الفرائض (صلاة، صيام، زكاة، حج).
14- الحرص على النوافل من صلاة وصيام وتصدق.
15- كثرة قراءة القرآن الكريم وتدبره.
16- قراءة سير السلف الصالح وحياة الصحابة وغيرهم.
وأخيراً وليس آخراً أقول هناك كتب لعلاج هذه المشكلة بإذن الله - تعالى - وهي: -
1- القرآن الكريم.
2- أحاديث الرقائق.
3- كتاب الخشوع في الصلاة.
4- الوابل الصيب.
5- الجواب الكافي لمن سأل عن الدوار الشافي (لابن القيم).
وأخيراً أحيل السائل على كتاب رائع جداً للشيخ الدكتور / ناصر العمر بعنوان (الفتور - مظاهره أسبابه علاجه)
أسأل الله - تعالى - أن يثبتنا وإياك على الحق.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد