بسم الله الرحمن الرحيم
مما أثر عن الأولين قولهم: «رجل ذو همة، يوقظ أمة»، فلم يقولوا: رجل ذو منصب، أو ذو مال، أو ذو جاه.. يمكن أن يحيي الأمة.. ذلك أن حياة الأمة، تكمن في همم الرجال العظماء، ولا تكون أبداً، وفي أي حال من الأحوال، في أموالهم، أو في جاههم، أو في مناصبهم.. بله المال والمنصب والجاه عند كثير من الرجال.. كان وبالاً ونكراناً على الأمة.. ولقد بنى الكثير من الأشخاص مجداً وملكاً وجاهاً، وتضخمت أرصدتهم، على حساب أمتهم، فكانت أمجادهم الزائفة.. ثمناً بخساً لأمجاد الأمة وكرامتها..
انظر - رحمك الله وهداك - هل أخرجت الدماء والأشلاء والصرخات والاستغاثات.. في رفح وتل السلطان.. أشباه الرجال من (قماقمهم) ومن (أوكارهم).. هل حركت فيهم دماً.. أو أيقظت فيهم حساً؟!
بل أين انزووا حين فاحت رياح الفضائح النتنة.. والجرائم المنكرة والمستنكرة.. من سجن (أبو غريب)؟! لاذوا جميعاً بالصمت المريب والمريع.. الذي يؤكد تآمرهم وجبنهم..
نعود مرة أخرى ونؤكد.. أن الأمة بحاجة ماسة إلى الرجال، الذين يملكون إرادة، وينتسبون إلى تاريخها، ويؤمنون بدينها، ويتزيون بلباسها.. ويتكلمون بلسانها.. رجال عندهم غيرة، وعندهم دم.. رجل واحد من هؤلاء يكفينا.. ويريحنا من الكثرة الغثائية من (أشباه الرجال) الذين تضخمت كروشهم، وانتفخت ارصدتهم.. وانحصر همهم في إشباع شهواتهم وسد نهم نفوسهم الشرهه..
نعم، الأمة لا تعقد آمالاً على قمم (هؤلاء).. ولا تنتظر منهم.. ولا من قممهم خيراً.. الأمة يكفيها رجل واحد مقعد، لا يقوى على حراك جسده، مشلول الأركان والأعضاء، إلا ركن إرادته، الركن الحر الأبي.. كفيل هذا الرجل بإرادته هذه.. أن يحرك الأمة، وأن يوقظها من سباتها، وأن يجمع شملها، ويوحد صفها.. والأمر ليس ضرباًَ من خيال، ولا نسجاً من أحلام وأوهام.. بل هو الحقيقة التي جسدها بالأمس موت الشيخ المقعد المجاهد أحمد ياسين - رحمه الله -.. وهل يفعل بالأمة موت واحد من (أشباه الرجال) الذين حكموا وسادوا.. ما فعله موت هذا المقعد.. الذي ما ملك من الدنيا سوى بيت متواضع متهالك آيل للسقوط..؟!!
مرة أخرى.. إن حياة الأمة المرهونة بعزائم الرجال الصادقين، وجهاد المخلصين، وهمم الموحدين.. الموحدين في الولاء والانتماء.. الموحدين البذل والعطاء.. الموحدين في الهدف والغايات..
حياة عزيزة كريمة، لا تحييها قمم هزيلة، واجتماعات مرهونة بقرار عدوها.. تعقد بإرادة العدو، وتنفض بإرادته.. فما المتوقع منها بعد هذا؟! إلا أن تكون تجسيداً لتوجهاته، وتنفيذاًَ لقراراته.. وهذا ما أثبته واقع (قممهم)، يوم كان فيهم بقية خير، فكيف عساه يكون الأمر اليوم.. وقد ولت هذه البقية الأدبار.. إلى غير رجعة؟؟!!
بل إننا لنخشى على هذه الأمة من هذه الاجتماعات، وما ينبثق عنها من قرارات.. فقمم هزيلة.. لا يتولد عنها إلا قرارات رهيبة و مؤلمة وموجعة.. فأين ألغي الجهاد؟!! ومتى فتحت الأبواب للأعداء؟!! نخاف على المجاهدين المقاومين.. الرجال أصحاب الهمم العالية.. من هذه القمم الهابطة.. فيا رجال المقاومة والهمم خذوا حذركم، والله يرعاكم ويحفظكم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد
التعليقات ( 1 )
رجل ذو همة يوقظ امه
01:10:21 2016-07-09