الكتب والمؤلفات التي تحدثت عن دعوة الشيخ بإنصاف أو دافعت عنها ( 3 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 18- اسم الكتاب: فصل الخطاب في بيان عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

المؤلف: د- أحمد بن عبد الكريم نجيب

المولد: إدلب في سوريّة

 

الدكتور أحمد نجيب عُرف بتطوعه للدعوة في جمهوريات يوغسلافيا السابقة والتي هي: البوسنة والهرسك وكوسوفو والجبل الأسود وغيرها من بلادان شرق أوربا..وباحث في العلوم الشرعية.. وله عدة مصنفات منها:

- الإسلام على حلبة الصراع - جلاء الظلمة في التحذير من سيادة الشعب و الأمّة

- أفيقوا أيّها المسلمون و انظروا ما يراد بكم - مدخل إلى علوم السنّة (باللغة البوسنويّة)

- فصل الخطاب في بيان عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهّاب

- أخبار الآحاد (رسالة ماجستير في علوم الحديث)

- السنة النبويّة: مكانتها و أثرها في حياة مسلمي البوسنة و الهرسك (رسالة دكتوراه)

- البدعة.. أقسامها و أحكامها بين المدح و الذم. - أقوم السنن في نقض تقسيم البدع إلى سيئٍ, و حسن

وغيرها من المؤلفات والتحقيقات والاختصارات المفيدة.. وقد درس في عدة معاهد وجامعات كان آخرها تدريسه في كليّة الدراسات الإسلاميّة في سراييفو، و الأكاديميّة الإسلاميّة في زينتسا ثم تدريسه في مدرّس علوم شرعيّة في المعهد الديني بالدوحة...

 

هذا بالنسبة للمؤلف أما بالنسبة لكتابه.. فننطلق مع مقدمة المؤلف في بيان سبب تأليفه للكتاب..

 

يقول المؤلف:

(لما رأيت كثرة من يتجنى على الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعقيدته، ومنهجه.. ثم إني، تساءلتُ: أما آن لهذا المصلح أن ينصف؟!

ومن آخر هذا التجني، أن وقفتُ أخيراً على كتابات تقطر سماً في دعوة الشيخ، فتعده مشبوهاً ومتستراً وعميلاً للاستعمار و..!! ويزعمون أن دعوة الشيخ وعقيدته، قائمة على أساس تكفير المذاهب والفرق الإسلامية، وزرع التفرقة بين المسلمين، وتشويه سمعة الإسلام وتعاليمه السمحة، وسحق آثارا لوحي والرسالة!!

فهل دارت هذه الأسس في خلد الشيخ لحظة؟ أم أنها من نسج الخيال وصنائع الأفاكين؟ وهل كان الشيخ يأمر كل من ينخدع بدعوته - كما زعموا - أن يتقدم إليه بالبيعة ويوجب قتل من رفض البيعة؟ أكان الشيخ يبيح دماء وأموال من يرفض دعوته؟!

زعموا أيضاً أنه يدعو إلى توحيد خاطئ من صنع نفسه! لا التوحيد الذين نادى به القرآن الكريم، فمن خضع له ولتوحيده، سلمت نفسه وأمواله، ومن أبى فهو كافر حربي، ودمه وماله هدر!! إلى غير ذلك مما يقوله الحاقدون على الشيخ ودعوته.

وهذا كله عين الكذب، ومحض الافتراء، وكتاباته كلها، ومؤلفاته جميعها تشهد بأن هذا الشيخ - رحمه الله - إمام من أئمة الدعوة إلى الكتاب والسنةº وأنه كان يدعو إلى الإسلام ولا شيء سوى الإسلام، ويشحذ همم تلاميذه لطلب العلم الصحيح، فيقول: \" إن أشكل عليك شيء، فسفرك إلى المغرب في طلبه غير كثير\" (1)، ثم يواسي تلاميذه بما ينقله عن الفضيل بن عياض - رحمه الله -، حيث يقول: \"لا تستوحش من الحق لقلة السالكين، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين\" (2).

والشيخ - رحمه الله - يقول: \"عقيدتي وديني الذي أدين الله به، مذهب أهل السنة والجماعة، الذي عليه أئمة المسلمين\" (1). فأي الفريقين أسلم، وأي السبيلين أحكم؟!.

لقد واجه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -، حملة شعواء كهذه من قبل، ولكنه بين عقيدته في رسائل إلى أهل الآفاق تميط اللثام، وترفع اللبس والإشكال… فكتب \"الحموية\" لأهل حماة، و \"التدمرية\" لأهل تدمر، و \"الواسطية\" لأهل واسط، ورسائل أخر…

وقد نحا شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - المنحى ذاته في كشف اللبس وإزالة الغموض عن عقيدته، فكتب رسائل وألقى خطباً، وبثّ فتاوى تناقلها أهل الحق حتى عمت الآفاق، ولما كان الوقوف على أقواله وآرائه العقدية أمراً ذا بال عند كل طالب علم مخلص، ليدرأ بها الشبه، ويميز الحق من الباطل، وينفي الزغل عن عقيدة (مصلح مظلوم ومفترى عليه) فقد عقدتُ العزم على استخلاص الزبد، وجمع مسائل العقيدة في سفر مفرد، فطفقت أجمع تصانيف الشيخ ومؤلفاته، حتى طالت يدي اثني عشر مجلداً ضخماً جمع فيها أهل العلم النقاد الأفذاذ مؤلفات الشيخ كاملة(2)، فغصت في أعماقها، والتقطتُ من جواهرها ولآلئها ما قرت به عيناي، وسكنت له نفسي …

ثم جمعتها في هذا السفر على الإيجاز، ولم أورد شيئاً من أدلتها خوف الإطالة والتشعب، وعزوتها إلى مظانها في مؤلفات الشيخ المطبوعة، وصدرتها بعناوين فرعية تدنيها من النوال، واقتصرت على كلام الشيخ دون زيادة أو نقصان إلا فيما مست إليه الحاجة كاستعمال أدوات الربط بين الفقرات، وربما قدمتُ وأخرتُ أو رتبتُ وآلفتُ بينها.

وإني إذ أدفع به إلى المكتبة الإسلامية لأرجو أن يجد فيه طالب العلم ضالته، فيذكرني والشيخ بدعوة صالحة بظهر الغيب.

هذا، وقد سميته \"فصل الخطاب في بيان عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب\" آملاً أن يكون قطرة في بحر العلم الزاخر، وومضة ضياء تزيد الحق وضوحاً وجلاء، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان، وأستغفر الله من ذلك)

 

وقد أجاد بارك الله فيه وأفاد.. ونقل الميزان الدقيق بنقل كلام الشيخ فهو من يقرر عقيدته.. وكانت مباحثه في 58 مبحث

 

19- اسم الكتاب: أهـــداف دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

المؤلف: د- إبراهيم بن عثمان الفارس

المولد: سدير

 

الدكتور إبراهيم الفارس هو الأستاذ المعروف في المذاهب والفرق والأديان والمعروف بجهوده الطيبة المباركة، وهو الأستاذ المعار بكلية التربية... فمدام أنه من المتخصصين في الفرق والأديان فهو أجدر بالتعريف بأهداف أي دعوة بدقةٍ, متناهية منصفة..

 

قام الدكتور بإهداء هذه الرسالة المبينة لأهداف دعوة الشيخ - رحمه الله - إلى صنفين من الناس وهي كما في إهدائه:

(إلى الذين يعرفون دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب معرفة تامة ويدركون أهدافها ويلمسون نتائجها، أهدي هذه الرسالة)

(وإلى الذين عارضوا هذه الدعوة السلفية المباركة لسوء في الفهم أو قصور في الإدراك أو غير ذلك.. أهدي هذه الرسالة، لتكون مصباحاً لهم تعينهم على فهم الحق والسير في ركابه ودفع غائلة الباطل ونبذ أسبابه)

 

لقد أنطلق الدكتور في مقدمته بذكرِ الواقع الذي عاشته أكثر البلاد الإسلامية في مطلع القرن الثاني عشر، وبين ارتكاس كثير من الناس في الشركيات والوثنيات من عبادة للقبور والأحجار وتشّيد الأوثان، وعدولٌ عن عبادة الإله إلى عبادة الأولياء والصالحين.. حينها أشرق نور دعوة سلفية في هذا الجو المظلم ليمحي الشركيات والبدع، ويسوي القبور بالأرض، ويقيم راية التوحيد، ويحيي السنة..

(ولقد كانت الأفكار والأهداف التي سعى الشيخ إلى تحقيقها، والنتائج التي سمت نفسها للوصول إليها واضحة كل الوضوح، لا لبس فيها ولا غموض، بيّنها - رحمه الله - تعالى - في الرسائل التي بعث بها إلى الأمراء والعلماء وعامة الناس في كل الأنحاء، موضحاً فيها كل ما يتعلق بدعوته وأهدافه. وسوف أعرض هذه الأهداف عرضاً موجزاً مع الاستشهاد بقدر الإمكان بنصوص من كلام الشيخ تؤيد وتؤكد ما أذكره)

 

حدد المؤلف أهداف دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - إلى ثلاثة أهداف رئيسية، وهي:

الهدف الأول: إيضاح عبودية المخلوق للخالق

الهدف الثاني: الاهتمام بالمجتمع الإسلامي

الهدف الثالث: إقامة دين الله بين عباد الله بالطرق الموصلة لذلك

 

وقد شمل الهدف الأول النقاط التالية:

أ-الإخلاص في عبادة الله - تعالى -، وتخليص التوحيد مما شابه من شرك، والدعوة إلى تحقيق ذلك.

يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -:

(وأما ما دعونا الناس إليه، فندعوهم إلى التوحيد الذي قال الله فيه خطاباً لنبيه - صلى الله عليه وسلم -:

{قل هذه سبيلي أدعوا على بصيرة أنا ومن أتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}

وقوله - تعالى -: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً}

وأما ما نهينا الناس عنه، فنهيناهم عن الشرك بالله الذي قال الله فيه:

{ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار})

 

ويقول - رحمه الله - في الرسالة الموجهة إلى عبد الله الصنعاني:

(الذي ندين به عبادة الله وحده لا شريك له، والكفر بعبادة غيره ومتابعة الرسول النبي الأمي حبيب الله وصفيه من خلقه محمد - صلى الله عليه وسلم -.

فأما عبادة الله، فقال:

{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}

وقال - تعالى -: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}

وأما متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فواجب على أمته متابعته في الاعتقادات والأقوال والأفعال، قال الله - تعالى -: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله})

 

ب-إبطال التوسل بالأولياء والصالحين، ويتمثل ذلك في قطع الصلة بالقبور والمقبورين، إلا مما ندب إليه الشرع من محبة الصالحين، واتباعهم، ومن زيارة القبور والاتعاظ بها.

 

يقول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في رسالة أرسلها إلى أهل المغرب:

(فمعلوم ما قد عمت به البلوى من حوادث الأمور التي أعظمها الإشراك بالله والتوجه إلى الموتى وسؤالهم النصر على الأعداء وقضاء الحاجات وتفريج الكربات التي لا يقدر عليها إلا رب الأرض والسماوات، وكذلك التقرب إليهم بالنذور وذبح القربان والاستغاثة بهم في كشف الشدائد وجلب الفوائد، إلى غير ذلك من أنواع العبادة التي لا تصلح إلا لله، وصرف شيء من العبادة لغير الله كصرف جميعها، لأنه - سبحانه - أغنى الشركاء عن الشرك، ولا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً)

 

ج-الكفر بالطواغيت، والإعراض عن عبادتهم.

وقال الشيخ:

(اعلم رحمك الله - تعالى - أن أول ما فرض الله على ابن آدم الكفر بالطاغوت والإيمان بالله والدليل قوله - تعالى -: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}

والطواغيت كثيرة ورؤوسهم خمسة)

ثم ذكر الشيخ الخمسة ومعه دليله من كلام الله أسردها سرداً وهي:

الأول: الشيطـان الداعي إلى عبادة غير الله.

الثاني: الحاكم الجائر المغير لأحكام الله - تعالى -.

الثالث: الذي يحكم بغير ما أنزل الله.

الرابع: الذي يدّعي علم الغيب من دون الله.

الخامس: الذي يُعبد من دون الله وهو راض بالعبادة.

 

د-طرح البدع والخرافات.

يقول - رحمه الله -:

(نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن البدع في دين الله ولو صحت نية فاعلها)

 

الهدف الثاني: الاهتمام بالمجتمع الإسلامي من الناحيتين التعليمية والتنظيمية، ويتم ذلك بعدة أمور منها:

أ-العناية بالعامة من بادية وحاضرة، من ناحية تعليمهم أصول الدين ودعوتهم إلى ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة.

 

يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - تعالى -، في بعض رسائله إلى كافة المسلمين والتي بيّن فيها دعوته:

(فإنّا نبين لكم أن هذا هو الحق الذي لا ريب فيه وأن الواجب إشاعته في الناس وتعليمه النساء والرجال)

 

ويقول في موضع آخر من رسالة وجهها إلى المسلمين عامة وأوضح فيها بعضاً من الواجبات المتعين الالتزام بها:

(وجوب إتّباع سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وترك البدع وإن اشتهرت بين أكثر العوام، وليعلم أن العوام محتاجون إلى كلام أهل العلم من تحقيق هذه المسائل ونقل كلام العلماء، فرحم الله من نصر الله ورسوله ودينه، ولم تأخذه في الله لومة لائم)

 

ب-شمع شمل المسلمين بعد التفرق وإطفاء نيران الظلم والفتن بينهم.

وقد ظهر جلياً هذا واضحاً جلياً عندما استتب الأمر للإمامين الجليلين، فقد انقشعت غيوم الفتن وزالت مسببات الظلم وحل السلام والوئام بين الناس، فصاروا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهرِ والحمى.

ولقد كان محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - موقنا بأن النصر سيأتيه من الله، وأن الغلبة والعزة والمنعة لمن تمسك بالإسلام ودعا إليه وذلك مصداقاً لقوله - تعالى -:

{وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً، يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون}

ولذلك نجده يقول لمحمد بن سعود عندما التقى به لأول مرة:

(وأنت ترى نجداً كلها وأقطارها أطبقت على الشرك والجهل والفرقة والاختلاف والقتال لبعضهم بعضاً، فأرجوا أن تكون إماماً يجتمع عليه المسلمون وذريتك من بعدك)

 

ج- رفع غشاوة الجهل وكابوس التقليد:

يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسالة وجهها إلى عبد الله بن عبد اللطيف:

\"... لست ولله الحمد أدعوا إلى مذهب صوفي أو فقيه أو متكلم أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم مثل ابن القيم والذهبي وابن كثير وغيرهم، بل أدعوا إلى الله وحده لا شريك له، وأدعو إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي أوصى بها أول أمته وآخرهم وأرجوا أني لا أرد الحق إذا أتاني، بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلها على الرأس والعين، ولأضربن الجدار بكل ما خالفها من أقوال أئمتي حاشا رسول الله صلى الله عليه فإنه لا يقول إلا الحق.. \"

 

ويقول كذلك في رسالة وجهها إلى أحمد البكبلي صاحب اليمن:

\"وأما ما ذكرتم من حقيقة الاجتهاد فنحن مقلدون الكتاب والسنة وصالح سلف الأمة، وما عليه الإعتماد من أقوال الأئمة الأربعة، أبي حنيفة النعمان بن ثابت، ومالك بن أنس، ومحمد بن أدريس، وأحمد بن حنبل - رحمهم الله - تعالى -\"

 

ويقول الإمام عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب:

\"ولا نستحق مرتبة الاجتهاد المطلق ولا أحد منا يدّعيها، إلا أننا في بعض المسائل إذا صح نص جلي من كتاب أو سنة غير منسوخ ولا مخصص ولا معارض بأقوى منه وقال به أحد الأئمة الأربعة أخذنا به وتركنا المذهب\".

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply