بسم الله الرحمن الرحيم
السبب في تأديب عمر لصبيغ:
وفي حديث أخر: «طوبى لمن قتلهم، وطوبى لمن قتلوه، قيل: يا رسول الله ما علامتهم، قال: سيماهم التحليق»، فلما سمع عمر - رضي الله عنه - مسائلته فيما لا يعنيه كشف عن رأسه لينظر هل يرى العلامة التي قالها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصفة التي وصفها، فلما لم يجدها أحسن أدبه لئلا يتغالى به في المسائل إلى ما يضيق صدره عن فهمه فيصير من أهل العلامة الذين أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقتلهم فحقن دمه وحفظ دينه بأدبه رحمة الله عليه ورضوانه، ولقد نفع الله صبيغاً بما كتب عمر في نفيه، فلما خرجت الحرورية قالوا لصبيغ: إنه قد خرج قوم يقولون كذا وكذا، فقال: هيهات نفعني الله بموعظة الرجل الصالح، وكان عمر ضربه حتى سالت الدماء على وجهه أو رجليه أو على عقبيه، ولقد صار صبيغ لمن بعده مثلاً وتردعة لمن نقر وألحف في السؤال»(1).
عن أبي إدريس الخولاني أنه رأى رجلاً يتكلم في القدر فقام إليه فوطئ بطنه، ثم قال: «إن فلاناً لا يؤمن بالقدر فلا تجالسوه، فخرج الرجل من دمشق إلى حمص»(2).
حكاية نشر البدعة نشر لها:
قال سفيان الثوري: «من سمع بدعة فلا يحكها لجلسائه، لا يلقيها في قلوبهم»(3).
الصاحب من فقه الرجل:
عن أبي قلابة قال: قال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: «من فقه المرء ممشاه ومدخله ومخرجه ومجالسه، ثم قال أبو قلابة: قاتل الله الشاعر حين يقول: عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه»(4).
---------------------------------------
(1) الإبانة 1/417.
(2) الإبانة 2/450.
(3) العوائق لمحمد الراشد 206.
(4) الإبانة 2/437.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد