هكذا علمنا السلف (71 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تأديب أهل الأهواء:

هجر المبتدع والبعد عن أهل الأهواء ومجالستهم:

عن أبي عثمان: «أن رجلاً كان من بني يربوع يقال له: صبيغ، سأل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عن الذاريات والنازعات والمرسلات أو إحداهن، فقال له عمر - رضي الله عنه -: ضع عن رأسك، فوضع عن رأسه، فإذا له وفيرة فقال: لو وجدتك محلوقاً لضربت الذي فيه عيناك، قال: ثم كتب إلى أهل البصرة أن لا تجالسوه، أو قال: كتب إلينا: أن لا تجالسوه، قال: فلو جلس إلينا ونحن مائة لتفرقنا عنه»(1).

عن إسحاق بن إبراهيم بن هانئ قال: سألت أبا عبد الله عن رجل مبتدع داعية يدعو إلى بدعته، يُجالَسُ، قال أبو عبد الله: «لا يُجالَس ولا يُكَلَّمُ لعله يتوب»(2).

 

بعض الشبه لا تخرج إلا بالضرب:

عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد قال: «أتى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقيل: يا أمير المؤمنين إنا لقينا رجلاً سأل عن تأويل القرآن، فقال عمر: «اللهم مكِّـنّي منه، فبينا عمر ذات يوم جالس يغدي الناس إذ جاءه عليه ثياب فتغدى، حتى إذا فرغ قال: يا أمير المؤمنين {وَالذَّارِيَاتِ ذَرواً فَالحَامِلاتِ وِقراً} فقال عمر: أنت هو، فقام إليه وحسر عن ذراعيه، فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته، فقال: والذي نفس عمر بيده لو وجدتك محلوقاً لضربت رأسك، ألبسوه ثيابه واحملوه على قتب، ثم أخرجوه حتى تقدموا به بلادكم، ثم ليقم خطيباً ثم ليقل: إن صبيغاً.. »(3).

أخطأه فلم يزل وضيعاً في قومه حتى هلك وكان سيدهم، قال أبو حاتم: ولم يقل أبو حفص في حديثه ثم أخرجوه حتى تقدموا به بلادكم»(4).

 

----------------------------------------

(1) روى هذه القصة الدارمي في مقدمته من طريق ابن عجلان عن نافع مولى ابن عمر (1/55). الإبانة 1/414.

(2) الإبانة 2/475.

(3) قال المحقق: كذا في ظ، لوجود مسح.

(4) الإبانة 1/414-415.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply