بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وبعد:
فهذه قاعدة عظيمة يجب أن يعرفها كل مسلم ومسلمة، وهذه القاعدة ليست خافية على أحد إن شاء الله: وهي أن الخلق كلهم محكومون بشريعة الله، وأن الله وحده هو الذي له حق التحليل والتحريم، وأن الخلق ليس لهم ذلك بل لابد لهم من الرجوع في ذلك إلى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - قال - تعالى -: (أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا).
إذن فالتحليل والتحريم حق خالص لله - تعالى - وهذا واضح في آيات الكتاب الكريم مثل قوله - تعالى -:(وأحل الله البيع وحرم الربا) وقوله: (قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم..).
وكذلك في السنة المطهرة مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: \"إنه ليس لي تحريم ما أحل الله..\".
وبناء على ما تقدم نعرف أن المحلل والمحرم هو الله وحده وأن حق التشريع حق خالص لله وحدة كما قال - تعالى -:(إن الحكم إلا لله).
وهذا الحلال والحرام الذي اختص الله به قد بينه الله لنا في الكتاب و بينه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في السنة فلم يمت الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا وقد كمل الله به الدين وبين به أحكامه ومقاصده كما قال - تعالى -: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) وقال - صلى الله عليه وسلم -: \"تركتم فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي\". والكتاب والسنة بحمد الله ثابتان لا يطرأ عليهما تبديل أو تغير، وعليه فكل الأحكام المبنية عليهما أحكام ثابتة صالحة لكل زمان ومكان، فالإسلام هو الدين الخاتم الذي اصطفاه الله ليكون صالح للبشرية إلى قيام الساعة. فإتباع أحكامه والسر على منهج هو السبيل الوحيد لصلاح البشرية ورقيها، وعيشها في سعادة وازدهار.
وذكرت هذه القاعدة حتى يدرك المسلم والمسلمة أمور أجملها فيما يلي:
1 - أن الحلال والحرام حق لله وحدة، فالحلال ما أحله الله والحرام ما حرمه الله.
2 - أنه لا يجوز لأحد كأين من كان أن يحلل أو يحرم من تلقاء نفسه، بل يجب عليه في ذلك الرجوع إلى الكتاب والسنة.
3 - أن الحلال والحرام بيّن ولله الحمد وليس على طالب الحق إلا الرجوع إلى الكتاب والسنة لمعرفة الحكم، أو سؤال أهل العلم الموثقون عن ما يحتاجه من أحكام.
4 - أن أحكام الشريعة الإسلامية أحكام شاملة ثابتة لا تتغير بتغير زمان أو مكان، فكما كانت صالحة لأول الزمان فهي صالحة لأخره.
5 - أنه لا صلاح للبشرية ولا فلاح إلا بإتباع هذه الشريعة والسير على منهاجها.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد