الحقيقة والموافقة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أقول لك يا نفسي: أريد أن أكون من أتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - على الحقيقة والموافقة لا على الانتساب والدعوى...

لأن هناك من أهل التوحيد من يزعم بأنه من أتباعه على الحقيقة والموافقة وهو ليس من أتباعه، ولكنه من أتباعه على الانتساب والدعوى.

 

فأين أنت يا نفسي من هؤلاء؟

أتريدين أن تعلمي من أي الفريقين أنت؟ فأنصتي معي إلى هذه الآية لكي تعرفي حقيقتك. قال - تعالى -: \"قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين\" فبهذه الآية أمر من الله - تعالى - لنبيه الكريم أن يخبر الأنس والجن أن هذه سبيله أي طريقته ومسلكه وسنته وهي: الدعوة إلى شهادة أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، وهي دعوة العقيدة والتوحيد وهي دعوة لمعرفة الله على بصيرة ويقين وبرهـــان.

 

ولكن هـــل هذه الدعوة خاصة بالرسول - صلى الله عليه وسلم - فقط؟؟

في الحقيقة لا، فهي للرسول - صلى الله عليه وسلم - ومن اتبعه(أي كان من اتباعه على الحقيقة والموافقة).

 

أظـــنــــك يــا نــفــســي عرفت من أي الفريقين أنت، حتى لا تفاجئي يوم القيامة بخلاف ما تأملين.

 

فلنراجع أنفسنا جميعا... لأن الدعوة أمانة ومسئولية أمام الله، فلنسلك سبيل النبي ولنبدأ بما بدأ به، لأننا ندعو إلى الخير والى النور والى فعل الخيرات، ونريد أن نكون قد حققنا المهمة التي ألقاها الله على عاتقنا، وهناك أسئلة موجهة لــــكــــم...

 

س1: هل دعوت يوما إلى العقيدة الصحيحة؟

 

س2: هل دعوت يوما إلى التوحيد الخالص؟

 

س3: هل قلت للناس أن التلفظ بلا اله الا الله بدون العمل بها، لا يكفي؟

 

س4: هل بدأت دعوتك بما بدأ به نبيك - صلى الله عليه وسلم - وكما بدأه النبيون من قبله، كما قال - تعالى -: \"ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت\"؟

 

إلى أخوتي الدعاة / حاسب نفسك وستعرف ما هو السر في أن دعوتك لها أثر ضعيف في قلوب الناس، فلربما تأثروا،لكن وللأسف يكون أثر وقتي وخوف وبكاء مؤقت واضطراب لحظة أو أقل من ذلك، فأحوال الناس لا تتغير الا قليلا، والقلوب ما زالت خاوية، فالمظهر الخارجي لا يتغير وذلك نتيجة لعدم تغير القلب، فلو استقام القلب لاستقامت الجوارح، فلا تتأثر القلوب الا قليلا فلا تقوى أن تقاوم به عوارض الطريق، ولا تقوى أن تقاوم به الابتلاءات والشدائد، ولا تقوى أن تقاوم به دسائس النفس، ولا تقوى أن تقاوم به هموم الدنيا، ولا تقوى أن تقاوم به هموم الآخرة.

 

فهذه دعـــــوة لمحاسبة النفس على تقصيرها قبل أن تحاسب، وأسأل الله أن يرزقني واياكم حسن الدعوة ويجعلها خالصة لوجهه الكريم.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply