بسم الله الرحمن الرحيم
بركة العمل على السنة:
قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: «عمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة»(1).
قال عبد الله: «الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة، وكل بدعة ضلالة»(2).
عن مطر الوراق قال: «عمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة، من عمل في سنّة قبل الله منه، ومن عمل في بدعة رد الله عليه بدعته»(3).
الفضيل بن عياض يقول: «عمل قليل في سنّة خير من عمل كثير في بدعة»(4).
عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: «عليكم بالسبيل والسنة، فإنه ما على الأرض عبد على السبيل والسنة وذكر الله في نفسه فاقشعر جلده من خشية الله إلا كان مثله كمثل شجرة قد يبس ورقها فهي كذلك حتى أصابتها ريح شديدة فتحاتّ ورقها إلا حطّ الله عنه خطاياه كما تحاتّ تلك الشجرة ورقها، وإن اقتصاداً في سبيل وسنّة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنّة، فانظروا أن يكون علمكم إن كان اجتهاداً واقتصاداً أن يكون ذلك على منهاج الأنبياء وسنتهم»(5).
قال ابن بطة: «فقد ذكرت في هذا الباب ما قاله المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وما أمر به أصحابه والتابعون بعدهم بإحسان من لزوم السنّة واتباع الآثار ما فيه بلاغ وكفاية لمن شرح الله صدره ووفقه لقبوله، فإن الله - عز وجل - ضمن لمن أطاع الله ورسوله خير الدنيا والآخرة، فإنه قال: {وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنعَمَ اللهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشٌّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} (سورة النساء: 69).
وتوعد من خالف ذلك وعدل عنه بما نستجير بالله منه ونعوذ به ممن كان موصوفاً به، فإنه قال: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِع غَيرَ سَبِيلِ المُؤمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَت مَصِيراً} (سورة النساء: 115).
رحم الله عبداً لزم الحذر واقتفى الأثر، ولزم الجادة الواضحة وعدل عن البدعة الفاضحة»(6).
عن عبد الرزاق قال: حدثنا إبراهيم بن ميمون الصنعاني، وكان يسمى قريش اليمن، وكان من العابدين المجتهدين قال: «خافه أبو جعفر فبعث إليه فأتي به فقدم به العراق، فلما دخل عليه قال: والله لقد أخبرنا ابن طاووس، عن أبيه قال: سمعت ابن عباس يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يد الله على الجماعة»(7).
عن ابن عباس قال: «لا يأتي على الناس زمان إلا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا فيه سنة حتى تحيا البدع وتموت السنن»(8).
النصر باتباع السنة:
قال عمر بن عبد العزيز: «سنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وولاة الأمر من بعده سنناً الأخذ بها تصديق لكتاب الله - عز وجل - واستكمال لفرائض الله، وقوة على دين الله، من عمل بها مهتد، ومن استنصر بها منصور، ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى» {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِع غَيرَ سَبِيلِ المُؤمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَت مَصِيراً} (النساء: الآية 115)(9).
-----------------------------------------------------------
(1) الإبانة 1/ 357.
(2) الإبانة 1/ 329، 357 - 358.
(3) الإبانة 1/ 358 - 359.
(4) الإبانة 1/ 359.
(5) رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد رقم 11º ورواه ابن المبارك في الزهد 2/21º وأبو نعيم في الحلية 1/252، ( الإبانة 1/359 - 360 ).
(6) الإبانة 1/ 364 - 365.
(7) رواه الترمذي، حدثنا يحيى بن موسى، ثنا عبد الرزاق به، وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه، رقم 2166. ( الإبانة 1/ 347 - 348 ).
(8) رواه بن وضاح من طريق أسد بن موسى، قال نا عبد المؤمن بهº ورواه من طريق آخر أيضاً، ص 38º والطبراني في الكبير، قال الهيثمي: ورجاله موثوقون 1/ 188. ( الإبانة1/349 - 350 ).
(9) رواه الآجري في الشريعة من طريق مطرف بن عبد الله، عن مالك به، 48º ورواه اللالكائي من طريق ابن شهاب عن عمر بن عبد العزيز، رقم 134. ( الإبانة 1/ 352 ).
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد