بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
· 9% فقط من مواقع الإنترنت إسلامية و62% علمانية!
· ميزات الإنترنت تحتم على المسلمين حسن توظيفه لخدمة دعوتهم، ولا حجة لهم في التقصير.
· سيطرة الفجار على شبكة الإنترنت ينبغي ألا تغل يد الأبرار عن الاستفادة منه.
· بث رسائل دعوة على الشبكة لغير المسلمين وسيلة فعالة لضمهم إلى حظيرة الإسلام.
يشكل التراجع الفكري والتخلف الثقافي جزءًا من الواقع الإسلامي الراهن بأبعاده السياسية والثقافية، وهذا التخلف هو النافذة التي ولج منها خصومنا.
ومن أبرز مظاهر هذا التخلف الطرائق التي نتعامل بها مع منجزات العلم وأدواته في الحياة المعاصرة على الصعيدين الإنساني والتكنولوجي، وقد سبب هذا التخلف عجزًا ليس في ممارسة الحياة، وفهم أدواتها فحسب، ولكن في فهم الإسلام واستيعاب أهدافه، وتبليغ رسالته أيضا.
وقد وفرت التكنولوجيا الحديثة وسيلة اتصال جديدة لا تقل في إمكاناتها ووظائفها عن الصحافة والإذاعة والتلفاز، وهي شبكة الإنترنت، وهي قليلة التكاليف إلى حد كبير مقارنة بالوسائل الأخرى، وإلى جانب هذا تكاد تكون الوسيلة الأنسب للداعية والأفضل بين غيرها من الوسائل لتبليغ رسالة الإسلام لغير المسلمين.
فهل أحسن المسلمون بالفعل توظيف هذه الشبكة لخدمة دينهم؟ وهل أدركوا أنهم الأولى بالحكمة والمستحدثات العلمية الجديدة; لأنهم يبلغون الرسالة الحق، وينشرون العقيدة الصحيحة؟
قضية يجب أن تلقى ما تستحقه من اهتمام، خاصة في ظل الاستخدام المكثف من جانب أعدائنا لهذه التقنية في التشكيك في الإسلام، وتشويه صورته الناصعة.
650 موقعاً:
في البداية تشير دراسة حديثة إلى أن المنظمات غير الإسلامية هي صاحبة اليد العليا في توظيف الإنترنت، حيث تمثل نسبة 62% من المواقع، وبعدها في الترتيب تجيء المنظمات اليهودية، بينما تساوى المسلمون مع الهندوس حيث لم تزد حصة كل منهما على 9% فقط من المواقع.
ويقدر الخبراء عدد المواقع الإسلامية والعربية، ذات الثقل، على الإنترنت بـ 650 موقعا، وقد بدأ ظهور هذه المواقع منذ عام 1993، وكانت المواقع الإسلامية الأولى باللغة الإنجليزية، ثم بدأ ظهور مواقع بلغات أخرى وبأحجام مختلفة، ولكن معظمها كان محدود التأثير، ويحتوي على معلومات سطحية، والكثير منها غير صحيح.
وفي الآونة الأخيرة ظهر عدد من المواقع المتميزة، والتي يقوم عليها متخصصون في مجالات مختلفة، تدعمهم هيئات وشركات، ومنظمات، ووزارات إسلامية في بلدان مختلفة في العالم الإسلامي، ومن هذه المواقع (إسلام أون لاين) و(إسلام ويب) و(إسلام واي) .. وغيرها.
وهذه المواقع تتميز بحسن التخطيط إذ خرجت في تصميمات جيدة، ومادة أفضل مما سبق، ولكن هناك بعض القصور الذي يجب تلافيه ولا تزال الساحة بحاجة إلى المزيد من المواقع الإسلامية التي تستفيد من هذه التجارب لتقدم الجديد دائما.
وسيــلة متـميـزة:
تقول الدكتورة ليلى الفنجري - أستاذ نظم المعلومات بجامعة حلوان - إن الإنترنت تجمع خصائص عدة تجعلها وسيلة أكثر حيوية وتأثيرا من أي وسيط إعلامي آخر.
أولاً: الاندماج.. فقد أحدث الإنترنت نوعا من الاندماج بين خصائص الوسائط الإعلامية الأخرى (إذاعة وتلفاز وصحف ومجلات) فهو يجمع بين الكلمة المكتوبة والصورة والصوت والفيديو، ويجمع كذلك بين التربية والتعليم والتثقيف والترفيه.
ثانياً: الانتشار.. فقد بلغ عدد المشتركين بالإنترنت في العالم أكثر من 300 مليون مشترك، منهم نحو المليونين في العالم العربي، وهذا الرقم في زيادة مستمرة، وحسب أحدث الدراسات، فإن مستخدمي الإنترنت هم أكثر الشرائح الحيوية في المجتمعات; حيث إن 75% من هؤلاء المستخدمين تتراوح أعمارهم بين 16 و44 عاما و45% من هؤلاء أكملوا دراساتهم الجامعية.
وتشير دراسة بريطانية إلى أن الراديو أمضى 38 سنة قبل أن يصل إلى 50 مليون نسمة من البشر، أما التلفاز فقد احتاج إلى 6 سنوات، والكمبيوتر إلى 13 سنة، أما الإنترنت فقد استمر خمس سنوات فقط ليصل إلى الخمسين مليون نسمة.
ثالثاً: التفاعلية.. فقد أحدث الإنترنت نوعًا من التفاعلية بين المشاهد ومصدر المعلومات، ففي التلفاز المشاهد مجرد مستقبل لا يستطيع أن يسهم، وكذلك بالنسبة للإذاعة، بينما الإنترنت يتيح للمشاهد أو المستخدم أن يشارك في هذه المعلومات عن طريق قنوات الحوار والاستطلاع والإدلاء بالرأي في القضايا المختلفة.
رابعاً: سهولة الاتصال.. فقد أصبح البريد الإلكتروني من أسرع وأرخص وسائل الاتصال في العالم، وتستطيع من خلاله أن تنقل ملفات نصوص تحتوي عشرات الصفحات في أقل من دقيقة لأي شخص في العالم.
خامسا: سهولة نقل وتخزين المعلومات والبيانات.. فعن طريق الإنترنت تستطيع أن تنتقل بين كميات كبيرة من الصور والمعلومات والوثائق، ويسهل عليك تخزينها، والاحتفاظ بها في ثوان معدودة في ذاكرة الكمبيوتر.
وهذه المميزات وغيرها ـ كما تقول د. ليلي ـ تيسر استخدام الإنترنت في الدعوة، وتحمل المسلمين مسئولية التقاعس عن هذا الاستخدام; لأنه ليس عليهم لحسن الاستفادة من هذه التقنية سوى توفير المضمون المتميز، والتخطيط الواعي لبث هذا المضمون بشكل يلبي احتياجات مستخدمي الشبكة.
جهـاد العصـر:
أما د. أحمد عبد المقصود هيكل - وزير الثقافة السابق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية - فيؤكد أن الإنترنت جسر للتواصل والتبليغ يتاح للأبرار بقدر ما هو متاح للفجار، وإقبال الأخيرين على استخدامه ينبغي ألا يكون سببا لعزوف الأولين عنه، وإذا استسلموا لذلك العزوف فهم واقعون لا ريب في الخطأ وآثمون أيضا.
إن المسلمين لا ينبغي أن يفوتهم القطار، وعليهم أن يثبتوا حضورهم في حلبته قبل فوات الأوان.
ويشير إلى أن الإنترنت هو جهاد العصر انطلاقا من أن الواجب علينا أن نستخدم في دعوتنا أفضل ما ينتهي إليه تطور العلم وتقنياته طبقا لقاعدة ما لايتم الواجب إلا به فهو واجب; لذا يجب على المسلمين الاستفادة من الطباعة والتصوير والكمبيوتر والإذاعة والتلفاز خصوصا الإذاعات الموجهة والقنوات الفضائية في الدعوة إلى الإسلام، والتوعية به.
أما د. محمد عمارة - أستاذ الدعوة الإسلامية، وعضو مجمع البحوث الإسلامية - فيقول عن القيمة الدعوية للإنترنت إن هذه الشبكة منبر عالمي، يستطيع أن يصل إلى كل الناس في أنحاء العالم، وفي لحظة واحدة يوصل صوتك وكلمتك إلى كل مَن عنده هذه الوسيلة، ومِن حسن حظ الداعية المعاصر أنه يستطيع أداء مهمة تبليغ الدعوة وهو جالس في بيته أو داخل مؤسسته الدعوية من خلال وسائل الاتصال الحديثة، وأحدث هذه الوسائل وأكثرها انسجامًا مع عالمية الدعوة الإسلامية شبكة الإنترنت لما لها من ميزات السرعة والانتشار.
وأيضا يستطيع الداعية أن يقيم حوارًا مباشرًا مع المتلقي دون تدخل طرف ثالث يعبث في مضمون الرسالة بالمونتاج أو الحذف أو الإضافة مما يشوش على المتلقي ويربكه.
ويستطيع المتلقي مراجعة الداعية إذا لم يتيسر له البيان الشافي أول الأمر ليحصل على الجواب الحاسم الذي يطمئن إليه قلبه، وبهذا يتحقق لكلا الطرفين الاتصال أو الإعلام التفاعلي، وهذا نمط جديد من الاتصال يفيد في حال دعوة غير المسلمين إلى الإسلام أكثر من أية حال أخرى.
نهبا للعقائد الباطلة:
ويطرح الدكتور أحمد المجدوب - أستاذ علم الاجتماع - سؤالاً حول مدي ثبوت فاعلية شبكة الإنترنت في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام من خلال استطلاعات رأي أو دراسات علمية، مؤكداً أنه من خلال هذه التقنية المتميزة يستطيع الدعاة عرض الإسلام على شعوب العالم فيجد طريقه إلى نفوس ترزح تحت عبء جاهلية، وتزيد محبته في قلوب أهله، وذلك من خلال أوجه عدة للعرض، منها نشر معلومات عن عقيدة الإسلام وأركانه وأحكامه على شبكة الإنترنت، وإتاحتها لكل مستخدمي الشبكة، وهذا الأسلوب نجح بالفعل في جذب عدد من المسلمين إلى الإسلام.
بث رسائل دعوية إلى غير المسلمين عبر البريد الإلكتروني لدعوتهم إلى الإسلام، وإتاحة الفرصة لهم للاستفسار، وإقامة حوارات معهم نبين لهم حقيقة الدين، وإذا كانت الطريقة الأولى قد نجحت في جذب عدد من غير المسلمين إلى الإسلام، فإن هذه الطريقة ستكون أكثر نجاحًا بإذن الله، وبهذا نكون قد استفدنا وأفدنا من شبكة الإنترنت في مجال الدعوة بدلا من تركها نهبا لأصحاب العقائد الباطلة أو للمفسدين في الأرض يصممون مواقع للفواحش، ويعرضونها على الناس.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد