هكذا علمنا السلف ( 40 )


بسم الله الرحمن الرحيم

 

جاهد نفسك في الصبر:

الصبر من أعظم النعم على العبد المؤمن فإنه «ما أعطي أحد عطاء خيراً ولا أوسع من الصبر» رواه البخاري. فالصبر يعطيك الرؤية الواضحة للحدث، والعلاج السليم للمشكلة. والثناء الذي وقع على الصبر ودلت عليه عموم الأدلة ليس الصبر السلبي والذي يتمثل في الركود والجمود على الحال الذي هو فيها وإغلاق منافذ التفكير، وعدم النظر في الحلول، وإنما المقصود الصبر الإيجابي الذي يعطيك الرؤية الشاملة للحال التي أنت فيها، والنظر إليها من جميع الجوانب، والتأني في اتخاذ القرارات حيالها. ألا ترى لو كان صاحبك يقود سيارة مسرعاً بها وأمامه حاجز صخري ألا تبادره بأن تقول: اصبر اصبر، ومعنى هذه الكلمة (أن الصبر يعطيك النظرة السليمة للذي أمامك) وهكذا لو قام صغير يقصد حمل إبريق الشاي الحار لقلت له مستعجلاً: اصبر اصبر، يعني أنك بتأنيك وصبرك تعرف أن الإبريق حار، ويحتاج عند حمله قطعة قماش تعزل الحرارة. فالصبر يعطيك الروية باتخاذ الأساليب الناجحة لقضيتك.

 

إلا أن الشائع عند الناس هو الصبر السلبي والذي يعني الرضا بالحال التي أنت عليها دون التفكير في التغيير والتصحيح. ألا ترى ما أكثر ما يقال للزوجات المظلومات من أزواجهن اصبري واحتسبي، فتفهم من ذلك أن الظلم سيبقى عليها ما بقيت في الحياة، ويقطع هذا المفهوم القاصر للصبر أيّ تفكير في وسيلة لتغيير للحال.

 

                                         اصبر على الحق تستعذب مغبته *** والصبر للحق أحياناً له مضض

                                         وما استربت فكن وقافة حــــــــذراً *** قد يبرم الأمر أحيــاناً فينتقض

 

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply