حتى نأمن على مساجدنا من عبث الأطفال


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لا ينكر أحد ما للتربية الإسلامية الصحيحة من أهمية وتأثير على حياة الأبناء وسلوكهم منذ تمييزهم، والذي يتدبر في الشرع الإسلامي الحنيف يجد فيه الحض على حسن التربية للأبناء من منطلق المسؤولية عنهم، فهذا لقمان - عليه السلام - يوصي ابنه بكل ما فيه خير، كما ورد في آيات سورة لقمان، وروى البيهقي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \"من حق الولد على الوالد أن يُحسن أدبه ويحسن اسمه\"،

وهذه التربية تبدأ بالتعويد على الكلام الحسن، والفعل الحسن، حتى إذا ما بلغوا سن السابعة يتم تدريبهم على الصلاة وعلى ارتياد بيوت الله - تعالى -، فقد روى أبو داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: \"مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع\"· واصطحاب الأطفال منذ صغرهم إلى المساجد له مردود طيب عليهم، فبه يألفون هذا المكان الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعقيدة الإسلامية، ولكن قبل أن يؤخذ الصبي إلى المسجد لابد وأن يلقَّن دروساً كثيرة من قبل والديه أو ولي أمره، هذه الدروس تجعله في مأمن من العبث والإساءة إلى المساجد التي يذهب إليها، وقد نسمع ونرى المخالفات الكثيرة التي يرتكبها الأطفال داخل المساجد، مما يؤثر بشكل أو بآخر على أداء المصلين لعبادتهم، وهو ما يسبب استياء بين جموع المصلين، إن الأطفال غير المميزين إذا ما أتوا إلى المسجد فإنهم يلهون ويلعبون ويسيرون بين الصفوف، وقد يحدثون أصواتاً تخرج المصلين من خشوعهم، كذلك قد يأتي الأطفال وهم في صورة قبيحة، تحمل ثيابهم الأقذار التي لا تليق ببيوت الله - عز وجل -، والعجب العجاب أن بعض الآباء يسرهم هذا الفعل الصادر عن أبنائهم وهو ـ بلا شك ـ مسلك سيئ، وعصبية لا صلة لها، من أجل ذلك لابد من مراعاة بعض الضوابط عند اصطحاب الأطفال إلى المساجد، كي نأمن من عبثهم ببيوت الله، ومن هذه الضوابط:

 

ـ مراعاة السن والتمييز لهؤلاء الأطفال الذين يتم اصطحابهم إلى المساجد، حتى يعوا قدر المكان الذي يوجودون فيه، فلا يسيئون إليه من قريب أو بعيد، والحديث الشريف حدد هذا السن الذي يتراوح بين سبع وعشر سنين، وهو سن التدريب والتعويد على الصلاة·

 

ـ الحرص على نظافة هؤلاء الأطفال قبل الإتيان بهم، وهو ما يستوجب تدريبهم على الوضوء والطهارة اللازمة لأداء الصلاة، فإنه لا يعقل أن يأتي الأطفال إلى المساجد وهم على غير طهارة أو بثياب قذرة، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول أو القذر، إنما هي لذكر الله وقراءة القرآن: رواه مسلم عن أنس بن مالك·

 

ـ الأمن من عدم ارتكاب هؤلاء الأطفال ما يخل بالجو الإيماني للمسجد، عندئذ لا مانع من اصطحابهم لأداء الصلاة ومشاهدة الخير.

 

لا يمكن لأحد أن يمنع الأطفال عن إتيانهم إلى بيوت الله، ولكن شرط أن نأمن على مساجدنا من عبثهم والإخلال بقدسية هذا المكان الطاهر.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply