حال العربية اليوم


 

بسم الله الرحمن الرحيم

أحبكِ حباً عظيماً عظيماً *** وعفتكِ أني أرى فيكِ ضيما

أرى قصة ترتقي بالزنا *** وتدعو له واقعاً مستقيما

أرى فيكِ ما ليس من جلدتي *** أرى مسرحاً وافداً مستديما

تمثّـل في دوره العابثات *** فصار المصاب أليماً أليما

وأنكِ حلّـلـتِ فينا الغناء *** وأسميته اليوم فنّـــاً عظيما

وأما الأناشيد وآحسرتا *** تقرّ اللئيم وتغوي الحليما

وأعطيتِ للنقد سرّ الخلود *** فنافس فيه الكتاب الكريما

سرت في حشاه سموم الغموض *** فتاه البيان وصار عقيما

فأين (الكتاب) مع (الصاحبي) *** وأين(الدلائل) كانت علوما

وحتى البلاغة باتت لقيطاً *** وليت لها الآن أمّاً رؤوما

وتجويدنا الآن في مزلقٍ, *** فان قلت إشماماً قال روما

تغير فيه صفات الحروف *** فما كان مستعلياً لن يدوما

رضيتِ بما مدح المادحون *** فجاريتِ هذا الزمان اللئيما

تعلـّمتُ: أنت منار الشعوب *** وتاج اللغات فصرتِ الجحيما

كثير الهموم عليكِ أنا *** عشقتكِ حتى بقيت يتيما

كذاك الهوى فعله في النفوس *** يثير الشجون لنا والهموما

تأملت في الأمس ماذا أرى *** جهوداً تطال السما والنجوما

أأن كان فينا أسود الحمى *** عليكِ يذودون ذوداً جسيما

وعا العلم أنتِ ومفتاحه *** وتاج الكتاب العظيم قديما

ففيها صفات الهدى والكمال *** حلماً وعلماً وديناً قويما

وكانت لأجدادنا قبلنا *** وتبقى لأحفادنا اليوم شيما

بنفسي أفدي لسان الأمين *** وأنظم فيه عقداً نظيما

وقفت أمام بقايا الحروف *** عفتها الغيوم فصارت رسوما

فهل بعد ما قيل من لائم *** على ما تلفظته أن يلوما

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply