يَـصُـدٌّ الـدَّهـرُ يا إنسانُ بابًا *** ولـلـرَّحـمـنِ أبوابٌ تُشَرَّع
ويـقـسو الدَّهر لكن ليسَ يَعنو *** لـقَـسـوَتِـهِ تقيُّ وهوَ يخشَع
وكـم تقسو الخطوبُ على مُريدٍ, *** فـلا يرتاعُ من هَولٍ, ويَفزَع
ويَـصـمدُ للخُطوبِ بكلِّ صَبرٍ, *** ويـرنـو للرَّحيم إليه يضرع
يـقـومُ الـلَّيلَ بالتَّقوى يصلي *** ومـن عَينَيهِ يَذرِفُ كلَّ مَدمَع
وإذ يـأتـي الـزّمانُ بكل هَمٍ, *** يُـثَـبِّـتُهُ اليَقينُ فلا يُزَعزَع
ويـسـعـى لا رُكودَ ولا تَراخٍ, *** ولـكـن نهضةً في كلِّ مَطلع
وجُـهـدًا واجـتِهادًا وانتصابًا *** بـوجه الحادِثاتِ فلا يُضَعضَع
وتَـصـقُلُه التَّجارِبُ والعَوداي*** فـيـخرُجُ بعدَها أقوى وأشجَع
وأوعـى، إنّ وعيَ الشَّعبِ حَقًا*** لـمـرقـاةٌ بها يَرقى ويُرفَع
ويـسـمو فوقَ أصواتٍ, تعالَت *** تَـبُـثٌّ سـمومَها للشَّرِّ تنزع
سَـيُـخرسُها بعونِ الله صَوتٌ *** فصوت الحق باسم الحق يصدع
ولـلأحـرارِ فـي ناديهِ جمعٌ *** لـحـملِ الرّاية الغَرّا تجمَّع
فـلـلـحُرِّيَّة الصّوتُ المنادي *** وبـاسـم الله يـغزو كلَّ مَسمَع
ويـغـدو شُـعـلةً للنّور تهدي *** فَـنبراسُ الهدى أسمى وأرفَع
ويَـبـقـى منبرَ الأحرارِ حَقًا *** وفـجرًا بالأماني الزٌّهرِ يسطَع
وبَـوتَـقَـةً بـها اتَّحَدت قُلوبٌ *** لـنـورِ الـحقِّ ترنو تَتَطَلَّع
فـصَوتُ الحقِّ للأحرارِ حِصنٌ *** وحصنُ الحقِّ باسمِ الحقِّ أمنَع