لك الله يا أخت أشبيلية *** وتوأم كاديز والمرسيه
حضارتنا.. شادها الأولون *** وأرسوا مناراتها.. عالية
وضيعها صبية مترفون *** تديرهم الكأس والجارية
فعادت مساجدها بيعاً *** وآثارها.. دمناً خاوية
لك الله يا وهجاً في الصدور *** ريا كوكباً في سما بوسنية
تعانين وحدك - يا ويحنا *** وتلقين أسرابهم عارية
وتستنجدين صباح مساء *** وآذاننا - وقرت - واعية
ونبصر قصفهمُ جائراً *** يذيبك.. ناحية.. ناحية
يجرعك الصرب سوء العذاب *** وتستعر البطشة الطاغية
تساق العجوز إلى حتفها *** وتغتصب الحرة الزاكية
ويسقى الرضيع دماء الأسى *** ويطعم من جثة ذاوية
وتسمعى يد للجريح القتيل *** لتذبحه ذبحة الماشية
خذلناك.. إذ يثب الآخرون *** لأشياعهم.. وثبة ماضية
وخضنا على رسلنا في اجتماع *** ومؤتمر أمه هاوية
وقلنا: لينصرهم مجلس ال *** أمن في هيئة الأمم البالية
وننسى بأنهمُ يرقصو *** ن على لهب الهجمة الضارية
لك الله.. يا لهباً عارماً *** ويا صخرة لم تزل عاتية
نسوق إليك وعتوداً عرا *** ضاً وبالوهم نلبسك العافية
ونختال تيهاً بتلك الوعو *** د كما جرجرت ذيلها غانية
بأنّا..وأنّا..ولم ندر أنّا *** أضعناك في ليلة شاتية
وقد نذرف الدمع للزائرين *** إذا أزهقت روحك الغالية