أَنَـا الـمَقتُولُ مُذ عِشرِينَ عَاما *** أَسِـيـرَ البُؤسِ مَسلُوباً مُضَاما
بِـلاَ أَمَـلٍ, أَسِيرُ وَنَزفُ نَفسِي*** عَلَى جُرحِي بَدَا يَطوِي السَّقَامَا
أُقَـاسِـي فَـاقَـةً هَدَّت كَيَانِي*** وَنَـحـسـاً لاَ يُـفَارِقُنِي لُمَاما
جُـيُـوشُ البُعدِ تَجتَاحُ اقتِرَابِي*** وَهَـولُ الـعُسرِ أَلقَانِي حُطَاما
(أَجَـاعُونِي وَأَيٌّ فَتَىً أَجَاعُوا) *** وَأَسـقَـونِي الرَّدَى سُمّاً زُؤَاما
وَظَـنٌّوا أَنَّ جُوعِي سَوفَ يُلقِي*** بِسَيفِي فِي الوَغَى رَغمِي سَلاَما
فَـلَم أَزدَد سِوَى عَزمٍ, وَخَاضَت*** حُـرُوبِـي مُهجَةٌ تَرعَى الذِّمَامَا
خِـدَاعـاً قِـيلَ كُرَّ وَأَنتَ حُرُّ*** وَبَـعـدَ النَّصرِ دَاسُونِي انتِقَاما
لَـقَـد نَكَثَ الأُلَى قَد عَاهَدُونِي*** بِـبَـابِ الغَدرِ مُذ عِشرِينَ عَاما
عُـقُـودٌ أَربَـعٌ مَرَّت وَرُوحِي*** بِـرَغـمِ المَوتِ لَم تُلقِ الحُسَامَا
أَرَى عَرقُوبَ رَمزَ الشٌّحِّ أَضحَى*** عَـلَـى الأَنقَاضِ لِلمَوتَى إِمَاما
لَـقَـد صَـدَّقـتُهُ خَبَلاً بِعَقلِي*** وَعُـدتُ بِـفَيضِ آلاَمِي مُلاَما
وَلَـكِـنِّـي سَأَبقَى رَغمَ يَأسِي*** بِـأَسـبَابِ المُنَى أُقصِي الأُوَامَا
أَرَاجِـيـفُ الدٌّجَى حَتماً سَتَفنَى *** وَيَـبقَى الصٌّبحُ يَجتَاحُ الظَّلاَمَا