عـجز البيان، فلا يصوغ رثاءً!! *** فـهـو الـشهيد، فلا يطال سماءَ!
هو في العلاء، ونحن في دنيا الهوى *** فـتـراه قـد غـذّ الخطا الحمراءَ!
مـن ذا يطاول في الجهاد شموخه؟ *** مـن يـسـتـطيع كجوده إعطاءَ ؟
والـروح جـاد بـها، ولم يأبه بما *** فـي هـذه الـدنـيا، فزاد سناءَ!
هـنـئَ الـشـهـيـد برفقةٍ, علويةٍ, *** عـنـد الإلـه، فلن يرى ضراءَ!
بـل إنـه طـلـب الرجوع تشوقاً *** لـيـذوق طـعـم شـهادةٍ, وطفاءَ!
إهنأ ـ فديتك ـ يا شهيد، فقد رأى *** مـنـك الإلـه الـغـارة الشعواءَ!
فـاخـتـارك الله الـرحـيم مرافقاً *** صـحـبـاً قضوا في جنةٍ, علياءَ!
مـن عـهـد يـاسر، والدماء زكيةً *** تـجـري فـداء شـريعةٍ, سمحاءَ!
ويـظـل نـهـر دمـائـنا متدفقاً *** حـتـى نـعـيـد الروضة العنّاءَ!
ونـقـوم لـلإسـلام دولـة رحمةٍ, *** نـحـيـا بـهـا في عزةٍ, قعساءَ!
ويــردد الأقـصـى الأذان لأمـةٍ, *** عـزّت بـه، وأذّلـت الأعـداءَ!
إنـا نـبـدد بـالـضياء ظلامنا! *** ونـقـيـم لـلـحـق المبين بناءَ!
لـكـن صـرح الـحق يعلو شامخاً *** بـيـد الـشـهـيد وفتيةٍ, صُلحاءَ!